مع تواصل العمليات المتبادلة بين إيران ودولة الاحتلال، سواء من خلال الهجوم الإسرائيلي على مصنع الطائرات المسيرة في مدينة كرمنشاه الإيرانية، أو الرد الإيراني عليها بمهاجمة قاعدة لجهاز الموساد في مدينة أربيل شمال العراق، فقد وصلت المواجهة إلى نقاط متقدمة أكثر تتعلق باختراق الهاتف الشخصي لزوجة رئيس جهاز الموساد ديفيد برنياع، وتسريب صور شخصية ومعلومات خاصة.
ورغم أن المسألة يمكن أن تفسر بأنها مناورة حرب نفسية، لكن من الواضح أن هناك ثغرات أمنية تتعلق بكبار مسؤولي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وهو ما استفادت منه إيران جيدا، لاسيما أن الحرب بينهما ستزداد قسوة مع مرور الوقت، ويبدو أن العملية السرية الكبرى الأخيرة التي قادها برنياع ضد الحرس الثوري أحرجت كثيرا قيادة الدولة الإيرانية، والمقصود هو انطلاق ست طائرات مسيرة إسرائيلية من أربيل، ومهاجمتها لحظيرتين كبيرتين في قاعدة عسكرية إيرانية تحتوي على ألف طائرة بدون طيار جاهزة للعمل.
يوني بن مناحيم الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية، ذكر في مقال بموقع زمن إسرائيل، ترجمته "عربي21" أن "الاختراق الإيراني لهاتف زوجة برنياع كشف تفاصيل شخصية ومحرجة عنه، لانتهاك سريته، وإظهار أن الموساد قد تعرض للاختراق والهجوم، من خلال اقتحام استخباراتي لرئيسه، وكأننا أمام انتقام سريع للحرس الثوري من رئيس الموساد عبر كشف تفاصيل شخصية ومحرجة عنه، ومنها صور له ولمنزله، وتذاكر طيران اشتراها في 2014، ورسالة من ضريبة الدخل لزوجته، وصورة لبطاقة هويته، وبغض النظر عن مدى أهمية هذه الوثائق، فإنها حدث محرج وخطير للغاية لجاسوس إسرائيل الأول".
اقرأ أيضا: تقديرات إسرائيلية: وتيرة الهجمات الإيرانية ستتصاعد
وأضاف أن "هذا الاختراق الإيراني لهاتف زوجة برنياع يعبر عن واحد من أوجه القصور في مجال أمن الموساد، رغم أننا قد نكون أمام مناورة حرب نفسية من قبل المخابرات الإيرانية تهدف لرفع الروح المعنوية لدى أفرادها، لكنها في الوقت ذاته تشير إلى تهاون بعض كبار قادة الموساد، وتدني مستوى الأمن الميداني في قمة الجهاز، لاسيما أن برنياع في أنظار الإيرانيين يريد إلحاق الأذى بهم، بسبب الدور الكبير للموساد في الحرب ضد إيران، ولذلك من الطبيعي أن يتابعوه منذ سنوات، ويجمعوا المواد المرئية والرقمية عنه من خلال قراصنة حواسيب".
وتعتبر هذه الحادثة المخجلة للمخابرات الإسرائيلية مناسبة لاستعادة ما مر به يوسي كوهين، رئيس الموساد السابق، الموصوف بأنه كان يتصرف بتهور، خاصة بعد الكشف عن علاقته بمضيفة طيران، وإفشائه أسرارا خاصة لها، رغم علمه بأنه مستهدف منذ فترة طويلة من قبل الإيرانيين الذين يريدون إلحاق الأذى به، وهذه إشارة واضحة مفادها أن هناك تراخيا في سلوك الموساد للتعامل مع قضايا الأمن الميداني.
من الأخطاء التي قد يقع فيها رجال المخابرات الإسرائيلية، وتستفيد منها الأجهزة المعادية استخدامهم للهواتف المحمولة، لاسيما الذكية منها، وأجهزة الكمبيوتر الشخصية داخل مقراتهم، مع أن ألف باء العمل الأمني الحديث يتطلب استخدامها خارج هذه الأماكن، فضلا عن اللجوء لاستخدام الأجهزة الآمنة فقط، مما دفع أوساطا أمنية إسرائيلية لطلب التحقق من جميع الترتيبات الأمنية لمنازل مسؤولي الموساد، وضرورة تقليص اتصالات رئيسه مع وسائل الإعلام التي تساعد بشكل غير مباشر الجهات المعادية في جمع المعلومات حول أنشطته.
ومع قرب التوقيع بين إيران والقوى العظمى على الاتفاق النووي، فإنه قد يحد من نطاق عمل الموساد، مع خشية إدارة بايدن من جهود الجهاز لتخريب الاتفاق، من خلال تركيز أنشطته على محاولة منع إيران من إنتاج عدة مشاريع أهمها الرؤوس الحربية النووية، والصواريخ الباليستية، والطائرات بدون طيار، ولذلك فقد جاء الرد الإيراني باستهداف قاعدة الموساد في أربيل كرسالة واضحة مفادها أنهم "خلعوا قفازاتهم".
تقديرات إسرائيلية: وتيرة الهجمات الإيرانية ستتصاعد
ضابط إسرائيلي سابق: الموساد لن يوقف نشاطه في كردستان
تقدير إسرائيلي: خسارتنا مضاعفة على جبهتي أوكرانيا وإيران