تتزايد المخاوف الإسرائيلية من اندلاع مواجهة عسكرية مع واحدة من الجبهات المرشحة للاشتعال في الحدود المجاورة للكيان الإسرائيلي، وسط قلق من آلاف الصواريخ التي يمتلكها حزب الله اللبناني، وعدم الثقة في استخدام القوات الإسرائيلية البرية سواء في لبنان أو قطاع غزة.
وتدعي أوساط جيش الاحتلال أن قوى المقاومة والكيانات المعادية للاحتلال أعدت عقبات وعوائق ميدانية تحضيرا لأي عمليات برية ينفذها الجيش، والهدف إعادة العديد من القتلى إلى أهاليهم في توابيت سوداء، مما يجعل من خيار العملية البرية يتراجع لصالح الاعتماد على مئات الصواريخ.
في الوقت ذاته، فإن عشرات الآلاف من القذائف والصواريخ تهدد الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ويمكنها تعطيل الأنظمة الحيوية مثل الكهرباء والمياه والاتصالات، وإلحاق أضرار جسيمة بالمطارات العسكرية والمدنية، فضلا عن سقوط خسائر بشرية إسرائيلية ثقيلة، وهو وضع لا يطاق، وغير مقبول على الإسرائيليين.
الجنرال شبتاي بريل، ذكر في مقاله بمجلة "يسرائيل ديفينس"، ترجمته "عربي21" أن "العدو الأكثر صعوبة وخطورة بالنسبة للإسرائيليين هو حزب الله، الذي يمتلك مخزونا من 120-150 ألف صاروخ دقيق وصواريخ غير دقيقة، ويمكنه إطلاق مئات منها يوميا ضد أهداف عسكرية ومدنية في إسرائيل، وقد حان الوقت للتخطيط لضربة وقائية ضده بمبادرة إسرائيلية، وفي الوقت المناسب".
وأضاف بريل، وهو أحد مخترعي الطائرة بدون طيار، والحاكم العسكري الأسبق لمنطقتي بيت لحم جنوب الضفة الغربية، ومدينة صور اللبنانية، وضابط لواء الوحدة 8200 خلال حرب 1973، أنه "من أجل هذه الغاية يجب أن تكون إسرائيل مجهزة بعدد كبير من صواريخ أرض- أرض الدقيقة التي ستدمر دقة حزب الله وصواريخه متوسطة وبعيدة المدى، لأنها تشكل خطورة على إسرائيل وعلى نتائج الحرب عموما، ويجب الأخذ في الاعتبار أنه لن يكون هناك تحذير قبل بدء الحرب مع الحزب، لأن الوقت من إصدار الأمر من إيران لإطلاق مئات الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى ضد إسرائيل سيكون قصيرا جدًا".
اقرأ أيضا: تحذير إسرائيلي: قوة حماس ستوازي حزب الله بعد سنوات
لا تخفي المحافل العسكرية الإسرائيلية مخاوفها من اندلاع ما تسميها "حرب لبنان الثالثة" أو "حرب الشمال الأولى"، التي قد تشارك فيها جبهتا لبنان وسوريا معاً، مما قد يستدعي منها شراء وبناء نظام واسع النطاق من صواريخ أرض- أرض الدقيقة (TKKs)، لأنها الوحيدة القادرة على استهداف صواريخ حزب الله في مداها الذي يصل 400-600 كم، من البر والبحر، وبمساعدة المدفعية الدقيقة، دون أن يكون ذلك على حساب ميزانية القوات الجوية.
في الوقت ذاته، لا تنفي ذات المحافل الإسرائيلية أن تضطر تل أبيب لمواجهة أربع أو خمس ساحات في آن واحد: إيران، حزب الله في لبنان، حماس في غزة، الانتفاضة في الضفة الغربية، ومواجهات بين فلسطينيي48، صحيح أن إيران تستدعي تفعيل سلاح الجو بكل ما لديه من طرازات الطائرات المتوفرة، لكن في جبهتي لبنان وغزة تعارض هذه المحافل استخدام قوات برية كبيرة، باستثناء الهجمات ضد أهداف نوعية محددة من خلال قوات الكوماندوز، بسبب الخسائر العديدة التي ستلحق بالجنود.
يتذرع الإسرائيليون المعارضون للعمليات البرية المزمعة في لبنان وغزة، في حال اندلاع مواجهة عسكرية، أن "إسرائيل دولة تكنولوجية"، ولديها أدوات أفضل وأسرع وأكثر فتكا للتعامل مع حزب الله وحماس بديلا للهجوم البري واسع النطاق، وفي الوقت ذاته ليس هناك ثقة إسرائيلية كاملة بأن القوات البرية ستكون قادرة على أداء المهمة المطلوبة منها أيضًا.
في الوقت ذاته، قد يُطلب من هذه القوات الإسرائيلية البرية العمل للدفاع عن الحدود مع لبنان وسوريا وغزة، ضد عمليات التوغل التي تقوم بها قوات كوماندوس حزب الله وحماس المخطط لها للعمل ضد المستوطنات الشمالية والجنوبية، والقضاء على الانتفاضة إذا اندلعت في الضفة الغربية، وقمع المظاهرات بين فلسطينيي48.
تحذير إسرائيلي: قوة حماس ستوازي حزب الله بعد سنوات
غضب إسرائيلي من تمسك الفلسطينيين بالمناهج الدراسية
مخاوف إسرائيلية من عودة "العمليات الفردية" في فلسطين