قالت وسائل إعلام ألمانية، الاثنين، إن مساهمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا، أجبرت القوى الغربية على تغيير نظرتها حول تركيا.
ونشرت صحيفة "دير تاجشبيجل" الألمانية، الاثنين مقالا، أكدت فيه أن دور الوساطة الذي يلعبه أردوغان حاليا بين موسكو وكييف، أجبر العالم الغربي على احترام تركيا، وتغيير النظرة العامة تجاهها.
وأشارت الصحيفة في المقال، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن القوى الغربية لم يعد بإمكانها تجاهل تركيا في القضايا العالمية الشائكة، بعد الجهود الكبيرة التي أظهرتها الأخيرة لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا.
ولفتت إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا غير مسار العلاقات التركية مع الدول الغربية، منوهة إلى أن موقف أنقرة من هذا الغزو مكنها من الحصول على اهتمام دولي كبير، وحسن علاقاتها مع العديد من الدول.
وبينت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هو الرئيس الوحيد الذي يملك حاليا علاقة جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرة إلى أن ذلك سيجبر الغرب على احترام تركيا بشكل أكبر.
وذكرت الصحيفة الألمانية، في مقالها الذي حمل عنوان "التوازن الناجح للرئيس التركي"، أن تدخل تركيا "يجعل الوضع أكثر صعوبة على السياسيين الغربيين"، منوهة إلى أنه "لا يمكن تجاهل أردوغان وتركيا بعد الآن".
ونوهت إلى أن دول العالم كلها باتت تهتم وتتابع تحركات أنقرة عن كثب، لا سيما دول الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن الموقف الذي اتخذه أردوغان هو الأنسب لبلاده التي تعاني من أزمات اقتصادية.
وأفادت بأن "أردوغان عقد منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا عدة اجتماعات مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، بهدف التوصل إلى حل مناسب يرضي الطرفين، ويوقف إراقة الدماء".
ولفتت إلى أنه "عقد أيضا في الأسبوعين الأولين من الحرب الروسية الأوكرانية، اجتماعات مع 35 رئيس دولة وحكومة أجنبية، بمن فيهم المستشار الألماني أولاف شولتز".
وأكدت أن "هذا الاهتمام الذي أظهره الغرب بتركيا، جاء نتيجة الجهود التي بذلتها أنقرة، والتي فضلت الحياد وعدم الانحياز لأي طرف في الحرب الروسية الأوكرانية"، منوهة إلى أن "الاقتصاد التركي يعتمد بشكل كبير على البلدين".
وأضافت: "حتى لو لم تسفر وساطة أردوغان في الصراع الأوكراني عن أي نتائج ملموسة حتى الآن، فقد عاد رئيس الدولة التركية إلى المسرح الدولي".
اقرأ أيضا: بعد أزمة "أس400".. حقبة جديدة في العلاقات الأمريكية التركية
وشددت على أن تحركات أردوغان الأخيرة وتواصله مع بعض الدول كالإمارات واليونان وأرمينيا لإصلاح العلاقات، ساهم أيضا في تغيير وجهة نظر الغرب حول تركيا.
وقالت إن "أردوغان لن يدع الأوروبيين ينسون أن تركيا هي التي جلبت الأوكرانيين والروس إلى طاولة المفاوضات".
وختمت قائلة: "لقد أصبح من الصعب على السياسيين الغربيين تجاهل أردوغان وتركيا".
وفي 24 شباط/ فبراير الماضي، شنت الجيش الروسي عملية عسكرية على أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
وتباينت المواقف الرسمية لدول العالم تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث وقفت معظم الدول الغربية ضد موسكو، بينما فضلت تركيا، الظهور بموقف الحياد، في ظل علاقاتها الجيدة مع البلدين.
هيرست: الغرب غير مؤهل لتلقين تركيا درسا بمحادثات السلام
صحيفة: الثلاثي المؤثر على كييف هم بريطانيا وأمريكا وتركيا
FT: أداء "بيرقدار" بأوكرانيا يدفع تركيا لموازنة موقفها بالحرب