نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الخميس مقالا، تساءلت فيه عن الخطوات التي يجب على الأمم المتحدة اتخاذها لمعاقبة الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين،" بعد غزو جيش بلاده لأوكرانيا.
وقالت الغارديان في المقال الذي كتبه "سيمون تيسدال"، إن الأمم المتحدة بحاجة لإصلاح حتى تتمكن من القيام بمعاقبة بوتين، منوهة إلى ضرورة التصرف بسرعة قبل أن تقع أمور كارثية.
وأوضح الكاتب أن عدم تمكن الأمم المتحدة من التصرف بفعالية الآن، يعني وقوع عواقب عالمية كارثية، منوها إلى أن أوكرانيا بحاجة ماسة إلى المساعدة.
ونوه إلى أن خطاب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأخير، أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "جاء في لحظة حاسمة للأمم المتحدة وكذلك أوكرانيا".
وأكد أن "فشل الدول الأعضاء بالأمم المتحدة في إيقاف الغزو الروسي، يعد أكبر إخفاق للأمم المتحدة منذ غزو العراق في عام 2003، ويمثل تهديدا عميقا لسلطة المنظمة الدولية، عمليا وقانونيا وأخلاقيا".
وأَضاف: "روسيا لم تستمع لمناشدات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أجل إنهاء فوري للأعمال العدائية، كما أنها انتهكت المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة التأسيسي لعام 1945".
وشدد على أن روسيا ارتكبت فظائع مخيفة في أوكرانيا، مشيرا إلى أن ذلك ظهر جليا في بوتشا وماريوبول.
وأفاد بأنه "من المحتمل أن يكون نظام فلاديمير بوتين قد أفسد الالتزامات التي التزم بها أسلافه السوفييت في الأمم المتحدة"، منوها إلى أن "الغزو الروسي لأوكرانيا قد يشعل حربا عالمية ثالثة".
ولفت إلى أن الأمم المتحدة حاولت فعل شيء لإيقاف الغزو الروسي المخيف لأوكرانيا، مشيرا إلى أن 141 دولة في الجمعية العامة المكونة من 193 عضوا، تبنت قرارا طالب روسيا بإنهاء جميع العمليات العسكرية على الفور، وهو أكثر من أغلبية الثلثين المطلوبة.
ونوه إلى أن كوريا الشمالية وإريتريا وسوريا وبيلاروسيا، هي الدول الوحيدة التي صوتت ضد القرار، مستدركا: "ماذا حصل؟ لا شيء.. هل صدرت عقوبات أو اتخذت إجراءات تنفيذية؟ لا".
وأكد الكاتب أن مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوا، أثبت هو الآخر عجزه، منوها إلى أنه فشل في اتخاذ قرار يوقف إراقة الدماء في أوكرانيا.
وأردف: "هذه لحظة حرجة، فأوكرانيا بحاجة إلى مساعدة عاجلة، والأمم المتحدة بحاجة ماسة إلى بداية جديدة، وكذلك الأمر بالنسبة للنظام الدولي المتفكك".
وأوضح أن فشل الأمم المتحدة في القضية الأوكرانية كما حصل بشأن موسوليني وإثيوبيا، ستكون له عواقب كارثية على الجميع.
اقرأ أيضا: الغارديان: غضب سعودي إماراتي من بايدن.. والعلاقة على المحك
وأوضح سيمون أن هناك بعض الأسئلة الهامة التي يجب طرحها مثل: "كيف يمكن التسامح إلى أجل غير مسمى مع سلوك نظام عدواني عنيف وخرج عن السيطرة مارق؟ وكيف يمكن جعل الأمم المتحدة أكثر فعالية؟"، منوها إلى أن هذه الأسئلة الأساسية ستحدد مستقبل الأمم المتحدة.
وبين أن الأمم المتحدة بحاجة إلى إصلاحات سريعة لكي تتمكن من تنفيذ مهامها، والاحتفاظ بسلطتها كوصي على النظام الدولي القائم على القواعد، والتصرف بشكل حاسم عندما يتم انتهاك هذه القواعد.
وأفاد بأن هناك اقتراحات عديدة تم عرضها لإصلاح المنظمة لكن تم إغفالها على مر السنين، مشيرا إلى أنها تضمنت في الغالب توسيع العضوية الدائمة لمجلس الأمن الدولي لتشمل اليابان والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا وألمانيا، في حين اقترح البعض إلغاء حق النقض في مجلس الأمن الدولي.
وأضاف: "هذه الأفكار تعثرت بشكل متوقع بسبب المتنافسين داخلها والغيرة بينهم للحفاظ على الحقوق المكتسبة، وهنا تبرز بريطانيا وفرنسا كدول مذنبة في هذا الأمر".
وأردف: "تتمثل الخطوة الأولى المعقولة والقابلة للتنفيذ في إجراء تصويت استثنائي لمرة واحدة للسماح بالتصويت بالأغلبية في مجلس الأمن بشأن القضايا المتعلقة بأوكرانيا على وجه التحديد وتجاوز حق النقض الروسي المحتوم، ويمكن تغيير القاعدة من خلال أغلبية الثلثين المناوئة لروسيا الموجودة بالفعل في الجمعية العامة".
وأشار إلى أنه يمكن أيضا إدخال تصويت الأغلبية في مجلس الأمن الدولي بشكل عام بمرور الوقت.
وأكد أن عدم امتثال بوتين للقرارات اللاحقة، مثل سحب القوات الروسية، سيجبر جميع أعضاء الأمم المتحدة على الموافقة على الإجراءات العقابية التي وافقت عليها الأمم المتحدة، كما في حالة كوريا الشمالية.
وختم قائلا: "يجب الآن على الأمين العام للأمم المتحدة أن يطلب من جميع الدول الأعضاء دعم عقد مؤتمر تأسيسي جديد مماثل لذلك الذي عقد في سان فرانسيسكو عام 1945، لإعادة إطلاق الأمم المتحدة مؤسسيا وتنظيميا، بطرق تعكس موازين القوى العالمية والأولويات".
WP: الدعم العسكري أفضل خطة ستجلب السلام لأوكرانيا
إيكونوميست: هل أصبح بوتين ستالين القرن الحادي والعشرين؟
صحفي روسي يكشف الرجل الذي شجع بوتين على غزو أوكرانيا