قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الثلاثاء، إن "ميليشيات عراقية موالية لإيران تقوم بتهريب الأسلحة إلى إيران، لدعم القوات الروسية في أوكرانيا".
ونوهت الصحيفة في تقريرها، إلى أن "الجيش الروسي بات يعتمد في حربه ضد أوكرانيا على السلاح المهرب عبر العراق إلى إيران"، مشيرة إلى أن "الأسلحة تضم قذائف "أر بي جي" وصواريخ مضادة للدبابات وأنظمة إطلاق صواريخ برازيلية التصميم".
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع، قوله إن "معدات عسكرية وراجمات الصواريخ المصممة على شاكلة الراجمات البرازيلية، هُربت إلى روسيا من العراق".
ونوه المصدر ذاته إلى أن "إيران زودت الجيش الروسي بنظام "بافار 373" الإيراني المضاد للصواريخ، وهو شبيه بنظام "أس300" الروسي".
ولفتت صحيفة "الغارديان" إلى أن "استخدام روسيا للأسلحة المهربة من إيران يمثل تحولا مثيرا، في استراتيجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وشددت على أن "فلاديمير بوتين أجبر بعد العقوبات التي فرضت عليه بسبب غزوه أوكرانيا، على الاعتماد على إيران"، منوهة إلى أن "هذه التطورات لها أيضا تداعيات كبيرة على اتجاه وحجم التجارة الدولية في تهريب الأسلحة".
وأضافت: "هناك ثلاث سفن شحن قادرة على حمل شحنات أسلحة كهذه، اثنتان تحملان العلم الروسي وواحدة تحمل العلم الإيراني، أبحرت من ميناء "أنزلي" في بحر قزوين إلى "استراخان" الروسية".
من جانبه، أوضح قائد في "الحشد الشعبي"، فضل عدم ذكر اسمه، أنهم نقلوا أسلحة وصواريخ خاصة بهم في 26 آذار/ مارس الماضي، عبر الحدود البرية من العراق إلى إيران، ثم بحرا إلى روسيا.
وأشار إلى أنهم أرسلوا في الأول من نيسان/ أبريل الجاري، نظامين لإطلاق الصواريخ إلى إيران، بعد تفكيكه، مضيفا: "لا يهمنا أين تذهب الأسلحة الثقيلة لأننا لسنا بحاجة إليها الآن، وأي شيء يعادي أمريكا يجعلنا نشعر بالسعادة".
من جانبه، قال الخبير في الملاحة البحرية بإسطنبول، يوروك إيسك، إن "الروس يحتاجون في حربهم ضد أوكرانيا للصواريخ"، مشيرا إلى أن "نقل هذه الأسلحة بحاجة لمهارة ودقة عالية، فهي هشة وقابلة للانفجار".
وأضاف: "هذا نشاط ليس من السهل على الأقمار الصناعية التقاطه لأنها تنقل في صناديق كبيرة وحاويات سفن".
اقرأ أيضا: حصيلة ضخمة لخسائر روسيا.. ودعوة للتحقيق بأعمال عنف
وعن أسباب مساعدة النظام الإيراني لموسكو، قال المحلل في الشرق الأوسط، مهند حاج علي، إن "طهران تدرك تماما أنه إذا تعرض نظام بوتين لزعزعة الاستقرار، فسيكون لذلك عواقب بعيدة المدى عليها، وخاصة في سوريا".
وأكد أن "هذا النوع من الأسلحة سيترك أثره على المعركة في أوكرانيا"، مشيرا إلى أن "سيطرة الحشد الشعبي على معظم المعابر في العراق يسهل نقل السلاح إلى إيران".
مصادر حكومية عراقية ترد
من جانبها، كذبت مصادر حكومية عراقية، تقرير صحيفة "الغارديان"، مشيرة إلى أنها بالأساس تستورد الأسلحة من روسيا.
وأضافت، بحسب ما نقلته قناة روسيا اليوم: "كيف نهرب أسلحة لروسيا ونحن لعقود نستورد منها؟"، منوهة إلى أن "روسيا هي التي تصنع الأسلحة وليس العراق".
وأشارت إلى أنه "قد يكون هناك من هرب أسلحة من العراق إلى دولة مجاورة"، مؤكدة أنه "لا يوجد أي شيء ممنهج من الحكومة العراقية ولا حتى الجماعات الخارجة على القانون".
والأسبوع الماضي، اتهمت أجهزة المخابرات الأوكرانية جورجيا بمساعدة روسيا في الحصول على معدات عسكرية.
وأشارت المخابرات الأوكرانية إلى أن "الخدمات الخاصة الجورجية تلقت أوامر من القيادة السياسية كي تتدخل في قنوات التهريب من شرق آسيا والتحايل على العقوبات الغربية"، في حين رد المسؤولون في جورجيا على ذلك بالقول إن "هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة".
وتدهورت العلاقة بين جورجيا وأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث رفضت حكومة تبليسي فرض عقوبات اقتصادية ضد موسكو.
وفي الرابع والعشرين من شباط/ فبراير الماضي، شنت روسيا عملية عسكرية على أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
وتأثرت الصناعات العسكرية الروسية بشكل واضح من العقوبات، ولم يعد المصنع الرئيسي للعربات المصفحة قادرا على مواصلة إنتاج وإصلاح العربات بسبب نقص قطع الغيار.
WSJ: هجرة مئات آلاف "العقول" من روسيا منذ بدء حرب أوكرانيا
تقديرات تكشف عن مكاسب روسيا من قطاع النفط والغاز
المخابرات البريطانية: مساعدو بوتين يخشون إبلاغه بتعثر الهجوم