قررت القائمة "العربية الموحدة"، الأحد، تعليق عضويتها في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي والكنيست، في محاولة لامتصاص الغضب الذي تراكم داخليا في الحركة الإسلامية الجنوبية وفي أوساط أنصار القائمة، إثر الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة والمتكررة في القدس المحتلة وباحات المسجد الأقصى.
وقالت صحيفة هآرتس، إن قرار القائمة الموحدة جاء بالتنسيق مع بينيت ولابيد، ومنصور عباس بعث برسالة طمأنة لقادة الائتلاف بأن تجميد العضوية لن يطول، ومن المتوقع أن يستمر أسبوعين فقط.
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن لابيد توجه للقائمة الموحدة بطلب "إصدار بيان مشترك حول تجميد عضويتها في الائتلاف والتأكيد على أن القرار جاء بالتنسيق المشترك، إلا أن الموحدة رفضت ذلك".
وتأتي هذه الخطوة قبيل انطلاق الاجتماع "الطارئ" الذي عقده مجلس شورى الحركة الإسلامية الجنوبية، مساء اليوم، لـ"بحث تداعيات الأحداث في الأقصى المبارك، وأبعاد استمرار الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى وعلى المصلين فيه لليوم الثاني على التوالي"، وفق موقع "عرب 48".
ووفقا للتقارير، فإن قرار القائمة الموحدة بتجميد عضويتها في الائتلاف والكنيست، جاء بهدف "تخفيف الضغوطات الداخلية التي تتعرض لها في المجتمع العربي عموما ومن أوساط قيادات في الحركة الإسلامية الجنوبية خصوصا"، غير أنها، عمليا، لا تنوي وقف التعاون مع كتل الائتلاف الإسرائيلي.
وفي ما يتعلق بقرار الموحدة "تعليق عضويتها في الكنيست"، فإنها خطوة تنطوي على تضليل، إذ إنه لا يوجد في القانون الإسرائيلي ما يتيح ترجمة هذه الخطوة عمليا، فإما أن تكون عضوا في الكنيست من ضمن أعضائها الـ120 أو الاستقالة منها، وفقا للمصدر نفسه.
اقرأ أيضا: تشاؤم إسرائيلي حول فرص بينيت بالعودة للحياة السياسية
ودعا مجلس شورى الحركة الإسلامية بقية الأحزاب العربية، في إشارة إلى القائمة المشتركة، إلى اتخاذ خطوة مشابهة (تعليق العضوية في الكنيست)، حتى يتم التوصل إلى حل نهائي بشأن الاعتداءات على المسجد الأقصى.
ويقدر المسؤولون في الائتلاف أن "الأزمة في الأقصى لن تؤثر على عمل الحكومة والائتلاف، وأن تجميد عضوية الموحدة لن يكون له تأثير يذكر إذ إن ذلك يحدث خلال عطلة الكنيست، وستكون هذه الأزمة قد هدأت إلى حين عودة الكنيست من العطلة، وستعود العلاقات مع الموحدة إلى طبيعتها".
وفي رد على دعوات مجلس شورى الإسلامية الجنوبية للمشتركة بـ"اتخاذ خطوات مشابهة" والقرار بتعليق عضوية الموحدة في الائتلاف والكنيست، غرّد رئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، على "تويتر" ساخرا: "عدم الذهاب إلى الكنيست خلال أيام العطلة. قرار دراماتيكي".
وفي اليومين الماضيين، تعالت الأصوات الصادرة عن شخصيات بارزة في الحركة الإسلامية الجنوبية من بينها رئيس دار الإفتاء والبحوث الإسلامية، محمد سلامة حسن، والرئيس السابق للحركة، إبراهيم صرصور، والمرشح السادس في القائمة الموحدة للكنيست، علاء الدين جبارين، للمطالبة بالانسحاب الفوري من الائتلاف الحكومي على خلفية الأحداث الأخيرة في القدس والمسجد الأقصى.
وكانت الحركة الإسلامية الجنوبية قد أصدرت بيانا أمس، في أعقاب الاعتداءات على الأقصى والمصلين، قالت فيه إن "اقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين فيه بهذه الهمجية هو جريمة نكراء على المقدسات وعلى جميع المسلمين في العالم، ومن شأنها أن تدخل المنطقة في دوامة من العنف تتحمل مسؤوليتها وتبعاتها قوات الاحتلال".
مستوطنون يهتفون بشعارات معادية للعرب في القدس (شاهد)
تحذير فلسطيني من اقتحام نائب إسرائيلي لـ"الأقصى"
حملة اعتقالات والاحتلال يداهم منزل منفذ عملية تل أبيب (شاهد)