مع اقتراب العد التنازلي لتوقيع اتفاق النووي الإيراني في فيينا، تطالب الأوساط الإسرائيلية بضرورة المسارعة لمحاربة هذا الاتفاق الموصوف بـ"السيئ"، ولكن دون مواجهة إدارة بايدن.
في الوقت ذاته، فإن التحدي الماثل أمام الاحتلال وشركائه الإقليميين، يتمثل في قلقهم المتزايد من مواجهة نتائج اتفاق فيينا المزمع، ما يدفعهم إلى محاربته، وإدانة نقاط ضعفه، مع الحفاظ على حرية عمله العسكري ضد إيران، من خلال اللجوء إلى الخطة "ب"، الأمر الذي يستدعي تعميق التعاون على المستويين الاستخباري والعسكري، مع العناصر الرئيسية في قلب النظام الأمريكي، بالتركيز على المؤسسة العسكرية، للتصدي لإيران.
عيران ليرمان، الباحث الاستراتيجي ذكر في مقال بموقع نيوز وون، ترجمته "عربي21" أن "إسرائيل مدعوة للاستعداد لتوجيه ضربة لإيران قبيل حصولها على الكارثة النووية، ويبقى السؤال الحاسم حول كيفية استغلال هذه الفترة لعرقلة طريقها في هذه المرحلة الحاسمة، من المهم أن تعمل جميع عناصر النظام الإسرائيلي بشكل متضافر، مع حشد جميع المؤثرين المعنيين، بما في ذلك يهود أمريكا وقيادتها، ورغم السعي وراء الصفقة المزمعة، فإن إدارة بايدن تعتبر إيران عدوا، وليس دولة تسعى لإيجاد مكانها في النظام السياسي العالمي".
وأضاف أن "هناك أوجه تشابه واضحة بين رغبة إدارة أوباما القوية في التوصل لاتفاق نووي مع إيران، بإنشاء قناة سرية مع حكومة أحمدي نجاد عام 2013 إلى اتفاق وثيقة خطة العمل الشاملة المشتركة في 2015، وحرص إدارة بايدن على العودة لنفس الاتفاق، وتشير الإدارة الأمريكية أنها ستكون جاهزة، حتى في خضم الحرب في أوكرانيا، لمواجهة أي سلوك إيراني عدواني، لأنها تدرك أن أهداف طهران نقيضة لنظيرتها في واشنطن وتل أبيب".
اقرأ أيضا: WP: إيران قريبة من تطوير أسلحة نووية.. وخبراء يحذرون
وتابع بأنه "في غمرة البحث الإسرائيلي عن خيارات مناسبة للتصدي للمشروع النووي الإيراني، يظهر تغيير في الجانب الإسرائيلي يتمثل في وجود حكومة بينيت-لابيد، بعكس نهج سلفها برئاسة نتنياهو، وقررت عن قصد كمحور رئيسي في سياستها تجنب الاحتكاك مع حكومة بايدن، وإقامة اتصالات مع الحزب الديمقراطي في الكونغرس، وأتى هذا النهج بثماره، لكنه تعرض لانتقادات حادة، بزعم أن إسرائيل قبلت إعادة تشكيل اتفاق نووي سيئ، وتعزيز قوة إيران لتهديد إسرائيل، وتقويض الاستقرار في المنطقة.
في الوقت ذاته، فإن قدرة الاحتلال على مواصلة التعاون مع الإدارة الأمريكية تواجه الآن تحديًا من الدرجة الأولى بحسب "معاريف".
تخشى دولة الاحتلال من استدراجها مرة أخرى إلى الاضطرابات السياسية الأمريكية بسبب الملف النووي الإيراني، وهي تعلم أنها ستواجه ردود فعل قاسية، ما سيقوض العلاقة الخاصة بينهما، رغم ما أدلى به الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي من تصريحات قاسية ضد إسرائيل، لدرجة حرمانها من حقها في الوجود.
يستحضر الإسرائيليون تصريح ديفيد بن غوريون مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، بقوله "أن نساعد الإنجليز في حربهم، وكأنه ليس هناك الكتاب الأبيض، ويجب أن نقف ضد الكتاب الأبيض، كما لو لم تكن هناك حرب ضد هتلر"، وهنا يمكن الخروج بالتغذية الراجعة من خلال تجديد آليات التعاون العسكري مع الإدارة الأمريكية، باعتبار أن استهداف إيران يمثل رؤية مشتركة لإسرائيل ودول الخليج الرئيسية والعناصر الأساسية للنظام الأمريكي، بوصف إيران قوة معادية.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
مزاعم إسرائيلية عن تنافس الدول المطبعة في التقرب من الاحتلال
انتقاد إسرائيلي لتبييض الأسد مقابل طرد إيران من سوريا ولبنان
إعلام عبري يحذر من كثرة زيارات الوزراء الإسرائيليين بالخارج