نشر موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي تقريرا
تحدث فيه عن الارتفاع الذي تشهده أسعار العقارات في الولايات المتحدة، حيث تشير
أحدث توقعات شركة زيلو للعقارات إلى إمكانية تسجيل الأسعار تراجعا طفيفا خلال
السنة القادمة مقارنة بتوقعاتها السابقة.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"،
إن سنة 2022 لم تكن حتى الآن سنة جيدة بالنسبة للباحثين عن منازل نظرا لأن الطلب
المتزايد على شراء العقارات أدى إلى استبعاد الكثيرين من سوق الإسكان بسبب الأسعار
الجنونية التي لا يقدر الأغلبية على تحملها.
ولكن وفقا لما ذكرته مجلة "فورتشن"، قد تشهد
السوق بعض الاستقرار - وهو ما تمس الحاجة إليه - مستقبلا. يتوقع باحثو شركة زيلو
ارتفاع أسعار المنازل في الولايات المتحدة بنسبة 14.9 في المئة بين آذار/مارس 2022
و2023.
وقد انخفض هذا الرقم بنحو 3 نقاط مئوية عن الشهر الماضي،
عندما صرحت زيلو بأن أسعار العقارات سترتفع بنسبة 17.8 في المئة على أساس سنوي.
وكتب باحثو زيلو أن "مراجعة التوقعات تنازليا هو
العامل الدافع وراء تحسن القدرة على تحمل تكاليف شراء العقارات التي تعززت بشكل
أسرع من المتوقع، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الزيادات الحادة في معدلات الرهن
العقاري.
وتأتي المزيد من المخاطر على التوقعات كالآتي: "لا تزال
مستويات المخزون قريبة من أدنى مستوياتها القياسية، إلا أن لديها القدرة على
التعافي بشكل أسرع من المتوقع مما قد يقلل من توقعات الأسعار وحجم المبيعات في
المستقبل".
وأضاف الباحثون أنه "حتى مع المراجعة التنازلية
التي تعود إلى الشهر الماضي، ستخلق هذه الأرقام سوق إسكان تنافسي بشكل ملحوظ في
السنة المقبلة.
وبينما كان نمو قيمة المنازل السنوية بنسبة 14.9 في
المئة هو أعلى معدل سجلته زيلو قبل حزيران/ يونيو 2021، ستكون مبيعات المنازل
الحالية البالغة 6.09 ملايين ثاني أفضل إجمالي مُسجّل لسنة تقويمية منذ سنة 2006".
ونبّه الموقع إلى أنه على الرغم من أن ظروف السوق تعد
مواتية قليلاً بالنسبة للسنة المقبلة، إلا أن الغالبية العظمى من الأمريكيين ما
زالوا يؤمنون بأن الوقت لم يحن بعد لشراء منزل.
وحسب "ذا موتلي فول" اعترف 73 بالمئة من
المستجيبين وفقًا لبيانات استطلاع لشهر آذار/ مارس أن الوقت الآن غير مناسب لشراء
منزل وأن 24 بالمئة فقط شعروا أن السوق الحالية مناسبة لمن يسعون لشراء منازل.
وذكر الموقع أن ارتفاع أسعار الفائدة بسرعة يزيد الضغط
على سوق الإسكان. فخلال الشهر الماضي وحده، ارتفع متوسط معدل فائدة الرهن العقاري
الثابت لمدة ثلاثين عامًا من حوالي 3.10 في المئة إلى 5.39 في المئة.
ونتيجة لذلك، بات على المقترض العادي دفع ما يقارب 38 في
المئة أكثر على الدفعة الشهرية مما كان ليدفعه مقابل نفس المنزل خلال السنة
الماضية.
وما يزيد المخاوف أكثر حقيقة أن العرض الحالي للمنازل
أكثر ملاءمة للمنازل مرتفعة السعر. ووفقًا لـسي إن بي سي، كانت مبيعات المنازل
التي يتراوح سعرها بين 100 ألف دولار و250 ألف دولار أقل بنسبة 21 في المئة مقارنة
بالسنة الماضية، في حين ارتفعت مبيعات المنازل التي يتراوح سعرها بين 750 ألف
دولار ومليون دولار بنسبة 30 في المئة. وبالنسبة للمنازل التي يزيد سعرها عن مليون
دولار، فقد سجلت ارتفاعًا في المبيعات
بنسبة 25 في المئة.
ونقل الموقع عن لورانس يون، كبير الاقتصاديين في الرابطة
الوطنية للوسطاء العقاريين، قوله: "نحن نعلم أن شركات البناء كانت تعاني
من ضعف الإنتاج منذ أزمة حبس الرهن، وهذا هو السبب في وجود هذا النقص". وأضاف: "لكن عندما ارتفعت معدلات الرهن العقاري، شهدنا عدة أشهر من ارتفاع
المخزون".