إسرائيليون يستغلون "الغريبة" لزيارة تونس.. جدل وانتقادات

بدأ الحجاج اليهود هذا الأسبوع بالتوافد على كنيس الغريبة، في جزيرة جربة بولاية مدنين جنوب شرقي تونس، لأداء طقوس دينية سنوية، للمرة الأولى منذ سنتين بسبب جائحة كورونا.

وأثار توافد اليهود على معبد الغريبة خلال هذا العام ردود أفعال غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ثبوت دخول يهود إسرائيليين إلى تونس، رغم أن السلطات تمنع ذلك.

وعادة ما يلجأ القادمون من دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى استعمال جوازات سفر أخرى من أجل الدخول إلى تونس.

وفي تصريحات إعلامية سابقة، قال المشرف على كنيس الغريبة بيريز الطرابلسي إن "هناك بعض التعقيدات المتعلقة بالفيزا بالنسبة للإسرائيليين، ليست لدينا معلومات من الحكومة بعد، وهناك الكثير من الأسئلة، لكن نظرا لحساسية الموضوع، طبعا لن نتسبب في إحداث إرباك".

وشدد الطرابلسي في حديثه على أن "لجميع اليهود الحق في زيارة جربة والكنيس بغض النظر عن خلفياتهم السياسية. وليس من شأننا فيما إذا كان الزائر قادما من إسرائيل أو بلد آخر، فالأمر دائما يتعلق بالفرد".

إسرائيليون في تونس

وتداول نشطاء مقطع فيديو قالوا إنه لإسرائيليين لحظة وصولهم إلى مطار تونس قرطاج الدولي، حيث جمع قائد المجموعة جوازات سفرهم لمدها لمسؤول إدارة الحدود والأجانب لتسهيل دخول الوفد إلى التراب التونسي.

كما نشر مستوطن آخر مقطع فيديو وهو يتجول في العاصمة تونس، حيث قال إنه قادم من إحدى المستوطنات واستغل تواجده في تونس من أجل القيام بجولة سياحية.

وبالإضافة إلى ذلك، تداول تونسيون صورا لإسرائيلية قادمة من مستوطنة إيلات وهي تتجول في منطقة الجم الأثرية.

أثارت صورة نشرتها رئاسة الحكومة التونسية، الأربعاء الماضي، جمعت رئيسة الوزراء نجلاء بودن بالإمام الفرنسي المثير للجدل حسن الشلغومي، تعليقات غاضبة، من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد.

وتعرضت بودن لانتقادات لاذعة في الصفحة الرسمية لرئاسة الحكومة على "فيسبوك" قبل أن يقع سحب الصورة.

وفي تعليق، قال الإعلامي التونسي برهان بسيّس: "كيف لنجلاء بودن أن تقف إلى جانب الشلغومي الذي يبرر جرائم الجيش الإسرائيلي".

خمور ورقص

من جهة أخرى، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لسهرات خمرية وغنائية لليهود أثناء أدائهم مناسكهم في كنيس الغريبة، رغم الطابع الديني للحدث.

كما حضرت قوارير الخمر أثناء الزيارة الرسمية التي قامت بها رئيسة الوزراء نجلاء رفقة وزير الشؤون الدينية إلى معبد الغريبة، بحسب الصور المتداولة، ما أثار موجة انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وشددت رئيسة الوزراء بودن على أن "زيارة الغريبة تظاهرة دينية كبرى وعريقة تبرهن على انفتاح تونس وترسخ قيم التسامح فيها".

كما انتقد التونسيون بعض الصور لأطفال يهود وهم يشربون الخمر أثناء زيارة معبد الغريبة، داعين السلطات والجهات التي تعنى بقضايا الطفولة إلى التدخل.

زيارة الغريبة

يحج اليهود من كل بقاع العالم بشكل سنوي إلى تونس من أجل زيارة كنيس الغريبة الذي يعتبر أكبر وأقدم معبد يهودي في تاريخ أفريقيا، فيما تزعم بعض الروايات اليهودية أن هذا المعبد به أقدم نسخة معروفة من التوراة.

واختلفت الروايات اليهودية حول أصول وأسباب إنشاء معبد الغريبة، حيث يزعم البعض أن يهودية قدمت إلى المنطقة واستقرت في جزيرة جربة بتونس.

وتعود تسمية المعبد بـ"الغريبة" إلى كون المرأة كانت غريبة عن المكان وأهله، حيث أسست الكنيس، الذي لا يوجد له أي أثر تاريخي في المراجع اليهودية.

اقرأ أيضا: صورة لبودن تشعل جدلا بتونس قبل حذفها.. واتهامات بالتطبيع

وتقول الأسطورة إن هذا الكنيس قد بني على أجزاء من الهيكل الأول في القدس. ويعتقد أن هذه الأجزاء قد جلبها النازحون اليهود معهم إلى تونس بعد تدمير الهيكل عام 586 قبل الميلاد.

ويعتقد البعض من اليهود بقدسية المكان نسبة إلى زعمهم تواجد حجر من هيكل سليمان يقولون إنه موجود في قبو المعبد منذ نحو ألفي عام.

ويتوافد اليهود إلى هذا المزار سنويا من مناطق شتى من العالم في شهر أيار/ مايو كل عام من اليوم الـ33 من تقويم الفصح اليهودي، حيث يقيمون شعائر دينية ومراسم وطقوسا متنوعة تستمر يومين وسط إجراءات أمنية مشددة.