حلت الآداب الأفريقية ضيف شرف على الدورة 27 للمعرض الدولي للكتاب، الذي تستضيفه العاصمة المغربية الرباط منذ 2 من حزيران (يونيو) الجاري، تقديرا للروابط المتشعبة المناحي، والمتعددة الأبعاد، بين الثقافة المغربية وثقافات البلدان الأفريقية الشقيقة.
وتتوزع فضاءات المعرض، على رواق أفريقيا، ورواق وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وأروقة عدد من المؤسسات بالمعرض، ومن ضمنها أروقة مجلس الجالية المغربية بالخارج، والمجلس الأعلى للسلطة القضائية، والنيابة العامة، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وأروقة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ووكالة بيت مال القدس الشريف، وسلطنة عمان وفرنسا وإسبانيا وأمريكا اللاتينية، ورواق منظمة (إيسيسكو)، إلى جانب أروقة عدد من العارضين.
يشار إلى أن الدورة الـ 27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب التي تستمر إلى غاية 12 يونيو الجاري، تنظم بالرباط في إطار الاحتفاء بالمدينة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2022، وعاصمة للثقافة الأفريقية.
ووفق تقرير لوكالة "المغرب العربي للأنباء"، يشارك في هذه الدورة 712 من العارضين، منهم 273 عارضا مباشرا، و439 عارضا غير مباشر، يمثلون 55 بلدا، من العالم العربي والبلدان الأفريقية والأوروبية والأمريكية والآسيوية، حيث سيقدمون عرضا وثائقيا متنوعا، يغطي مجمل حقول المعرفة، ويتجاوز عدد العناوين المعروضة فيه مائة ألف عنوان.
ويعرف البرنامج الثقافي لهذه الدورة مساهمة عدد من المهنيين والمبدعين والكتاب والباحثين بمختلف أصناف الفكر والإبداع، من المغرب ومن الخارج، حيث سيشارك ما مجموعه 380 متدخلا في مختلف فعاليات المعرض من ندوات ولقاءات وتقديمات للإصدارات الجديدة وأمسيات شعرية.
كما يشهد هذا البرنامج تنظيم فعاليات احتفائية كحفل تسليم جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، وحفل تسليم الجائزة الوطنية للقراءة.
هذا واختارت دار الشعر بمراكش أن تحتفي بشعراء مغاربة، ينتمون لشجرة الشعر المغربي الوارفة، ضمن ليالي الشعر والموسيقى، والتي تقام ضمن فعاليات الدورة 27 من المعرض الدولي للنشر والكتاب في "رحاب مدينة الرباط، مدينة الأنوار وعاصمة المغرب الثقافية".
وتقام ليلتي 7 و11 يونيو بقاعة رباط الفتح بفضاء المعرض، احتفاء بالتنوع الثقافي المغربي وبمشاركة شعراء وشاعرات ينتمون لشجرة القصيدة المغربية، في تعدد تجاربها وحساسياتها ورؤاها وأجيالها.
الشعراء: مصطفى ملح، يوسف الأزرق، النزهة أبا كريم، مليكة فتح الإسلام، الطاهر خنيبيلا، ورشيدة بوزفور، يلتقون في الليلة الأولى، الثلاثاء 7 يونيو، في الساعة السادسة، بقاعة رباط الفتح، بفضاء المعرض، في افتتاح لهذا المشتل المتعدد للتجارب الشعرية المغربية. في حين، تحيي الفنانة المتألقة نبيلة معن ومجموعتها الغنائية برئاسة الفنان طارق هلال، الحفل الفني لهذه الليلة الأولى.. الفنانة معن التي ظلت وفية للقصيدة، تنهل من معينها كي تشدو أرفع مقامات الطرب.
وتتواصل ليالي الشعر، السبت 11 يونيو، بإقامة فعاليات الليلة الثانية بفضاء المعرض، وبقاعة رباط الفتح والتي تحتفي بالشعراء: رشيد منسوم، خديجة ماء العينين، عمر الراجي، وعبد الرحيم سليلي. فيما تشهد فقراتها، والتي تقدمها الإعلامية المرموقة لطيفة بنحليمة، توزيع جوائز الشعراء الشباب وهي المسابقة التي أطلقتها الوزارة، واختارت ليلة الشعر لدار الشعر بمراكش لتتويج الفائزين.
وتحيي فرقة ألوان الغنائية الرائدة، الحفل الفني لهذه الليلة، بحضور عناصرها الأربعة المؤسسين لهذا المشروع الغنائي الحالم. دار الشعر بمراكش، وهي تعيد هذه الفرقة إلى الغناء، تستعيد بعضا من الحلم المغربي لفرقة تأسست سنة 1973 (باسم المشاعل) وسافرت في التراث المغربي بأجمل الأغاني، وهي تمتح من الزجل بمضامين جديدة وأشكال موسيقية تواكب العصر.. غنت الفرقة لأبرز الشعراء، قصائد محمود درويش وبلند الحيدري.. واستطاعت أن تعطي للقصيدة حضورا موسيقيا "مغربيا" خاصا.
حضور تجارب شعرية مغربية تنتمي لأجيال وتجارب وحساسيات مختلفة، بانتماءاتهم الجغرافية المتعددة، صورة مصغرة لهذا الاحتفاء بشجرة الشعر المغربي الوارفة، والذي امتد من برامج دار الشعر بمراكش، وهي تعبر الجهات الست، من مراكش إلى أقصى نقطة في الصحراء.. انتصارا لهذا التعدد الثقافي المغربي، والذي يعبر عن غنى الهوية المغربية وامتداداتها وأن تكون الدار فعلا، فضاء للجميع..