حذرت هيئات أممية من أن خطر مجاعة يلوح في الأفق بالصومال، أكثر من أي
وقت مضى، نتيجة نقص التمويل الدولي، وفشل الإنتاج المحلي بسبب غياب الأمطار،
وارتفاع الأسعار لمستويات قياسية.
وقال بيان مشترك لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومنظمة
الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، وبرنامج
الأغذية العالمي للأمم المتحدة؛ إن الدعم المطلوب لم يتحقق بالكامل بعد.
وأوضح البيان أنه "يتم حاليا تمويل 18 بالمئة فقط من خطة
الاستجابة الإنسانية في الصومال لهذا العام، البالغة 1.5 مليار دولار لمساعدة 5.5
ملايين شخص من أكثر الصوماليين ضعفا".
وحددت وحدة تحليل التغذية للأمن الغذائي في (الفاو)، والشركاء، النقاط
الساخنة المحتملة للمجاعة في 6 مناطق مختلفة، حيث يواجه 5 إلى 10 بالمئة أو حوالي
81 ألف شخص بالفعل ظروف مجاعة.
يأتي ذلك في وقت أصدرت وحدة التحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن
الغذائي، بأن 6 ملايين صومالي، أي ما يعادل 40 بالمئة من السكان يواجهون مستويات
شديدة من انعدام الأمن الغذائي.
اقرأ أيضا: 18 مليون شخص مهددون بفقدان الأمن الغذائي بأفريقيا (إنفوغراف)
وقال نائب الممثل الخاص للأمن العام والمنسق الشؤون الإنسانية في
الصومال، آدم عبد المولى، في بيان مشترك مع منظمات الأممية؛ إنهم يحدقون في كارثة
محتملة، وأن توقع خطر المجاعة في 6 مناطق يدعو لقلق بالغ، وقد تشكل بمنزلة تحذير
خطير في المرحلة المقبلة.
وأضاف: "الفشل الآن سيكون مأساويا لعشرات العائلات في
الصومال. الصومال معرض لخطر الدخول في موسم أمطار خامس فاشل على التوالي، ما يعني
أن آلاف الصوماليين يواجهون خطر المجاعة".
وبحسب تقديرات أممية، فإن حوالي 3 ملايين رأس من الماشية نفقت بسبب
الجفاف منذ منتصف عام 2021، بسبب النقص الحاد في المياه والمراعي.
وبحسب الهيئات الأممية، فإن الأطفال دون الخامسة يعتبرون الفئة الأكثر
ضعفا جراء أزمة الجفاف، كما أدى انخفاض إنتاج اللحوم والألبان إلى تفاقم سوء
التغذية.
ويواجه حولي 1.4 مليون طفل سوء التغذية الحادة حتى نهاية العام الجاري،
ويعاني ربعهم أي 330 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم.
وكانت آخر أزمة مجاعة شهدتها الصومال عام 2011 حيث تسببت في وفاة 260
ألف صومالي، وهو ما تحذر الهيئات من تكراره نتيجة نقص التمويل.