قدمت أوساط يمينية إسرائيلية ما اعتبرته حصادا فاشلا لحكومة "بينيت- لابيد"، بزعم أنها ألحقت أضرارا جسيمة بالدولة، لأنها ضمت الشراكة الأكثر "غرابة" في السياسة الإسرائيلية بين أحزاب اليمين واليسار والعرب، مما شكل ضررا استراتيجيا طويل المدى، سيبقى يرافق الإسرائيليين في المستقبل المنظور.
وينطلق هذا التقييم اليميني الإسرائيلي للحكومة المنتهية ولايتها من الادعاء أنها قامت أساسا على أكبر "تزوير" انتخابي في تاريخ دولة الاحتلال، حين اجتمع أقطابها في حزيران/ يونيو 2021 في لقاء مصالح بالدرجة الأولى، دفع به نفتالي بينيت و"هوسه" ليصبح رئيسا للوزراء، وأطماع غدعون ساعر السياسية، ورغبة أفيغدور ليبرمان بالتحول إلى سياسي مرموق، فضلا عن طموحات اليسار بالعودة للسلطة، وبالتالي فقد كنا أمام لقاء مصالح مكّن من تشكيل تحالف مستحيل، وصل نهايته في الساعات الأخيرة، بعد أن توافق الائتلاف الحكومي على حل الكنيست، والتحضير لانتخابات مبكرة هي الخامسة خلال أربعة أعوام.
يوفال بلومبرغ ذكر في مقاله بموقع "ميدا" ترجمته "عربي21" أن "القاسم المشترك للائتلاف الذي أعلن عن نهايته كان كراهية بنيامين نتنياهو فقط، وبعضهم لا يخفي هذا الشعور، وقد أثبت عام كامل من حكم هذه الحكومة أن الكراهية المرضية لنتنياهو شكلت أداة سياسية رئيسية في بناء التحالف الحكومي، والحفاظ عليه، رغم أن هذا الائتلاف خلا من أي برنامج مشترك في ظل خليط خال من أي تجانس أيديولوجي".
اقرأ أيضا: يديعوت: معركة "وحشية" بين الأحزاب بانتخابات الكنيست المقبلة
وأضاف أن "هذه الحكومة التي تم فرط عقدها عقب اتفاق قطبيها بينيت-لابيد، لم تكن متجانسة حول قاسم مشترك، لكنها مجموعة أحزاب حكمها سلوك انتهازي، خدع ناخبيه لمنع تولي زعيم آخر يكرهونه منصب رئيس الحكومة، وسلوك الكراهية هذا تسرب إلى أنسجة المجتمع اليهودي والإسرائيلي ككل، ولن يتم التعافي منه بتشكيل حكومة جديدة، لأن ما تم فعليا أن بينيت حين تولى رئاسة الحكومة ولديه فقط ستة مقاعد في الكنيست يعني أنه أدار حملة احتيال واسعة النطاق لوصول هذا الموقع".
إن هذا التقييم اليميني المتحامل على حكومة "بينيت- لابيد"، وإن كان يحمل بعض المعطيات الحقيقية، لكنه في الوقت ذاته يتجاهل السلوك المخادع الذي تبناه رئيس الحكومة السابق وزعيم المعارضة الحالي بنيامين نتنياهو، حين بقي في منصبه اثني عشر عاما، دون منافس، وعمل على تحطيم المنظومة الحزبية والقضائية والأمنية والدبلوماسية، وأبقاها جميعا في يده سنوات طويلة، وفي النهاية وصل إلى نتيجته المحتومة بتنحيته عن موقعه بعد أن فشل في أربع جولات انتخابية في تشكيل حكومة.
وليس سراً أن انهيار حكومة "بينيت-لابيد"، والتحضيرات الإسرائيلية الجارية لخوض انتخابات مبكرة خامسة في غضون أربع سنوات فقط، ستترك تأثيراتها على كامل الحياة الحزبية والسياسية في دولة الاحتلال، من حيث غياب الاستقرار، واستمرار حالة التذبذب الحكومي، الأمر الذي سيعطي إشارات سلبية عنها، في ظل طغيان الأبعاد الشخصية على المصالح العامة، وفقدان قيم التنافس.
مخاطر وصعوبات تحيط بإمداد الاحتلال لأوروبا بالغاز.. هذه أبرزها
كاتب إسرائيلي: اليهود يعتبرون الإقامة بدولة الاحتلال مغامرة فاشلة
آيزنكوت يستعرض المخاطر التي تتربص بدولة الاحتلال