تناولت صحيفة التايمز البريطانية في مقال رأي تحليلي الزيارة الأولى لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى تركيا منذ اغتيال الصحفي جمال خاشقجي متطرقة لفرص خروجه من العزلة التي فرضت عليه.
واعتبر كاتب المقال أن زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى تركيا "تشير إلى استعداد الغرب للتخلي عن نبذه"، الذي فُرض بعد مقتل وتقطيع جثة الصحفي المعارض جمال خاشقجي قبل قرابة الأربع سنوات.
وأضاف أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي "كان سمح بتسريب تفاصيل مروعة عن التحقيق يرحب الآن بابن سلمان في قصره".
وقال الكاتب: "يبدو أن محمد بن سلمان قد اشترى حريته". وأضاف أن ما مكنه من ذلك "هو أن اقتصاد أردوغان في حالة من الفوضى. إذ بلغ معدل التضخم 73 في المئة، والنمو بطيء وتراجعت السياحة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا".
وأشار إلى أن صفقة أردوغان مع محمد بن سلمان "يمكن أن تساعده في تعزيز فرص بقائه سياسياً على قيد الحياة"، هذا ما يعني "الحصول على تمويل سعودي لدعم خزائن البنك المركزي".
ورأى الكاتب أن زيادة الاستثمارات السعودية "ستؤدي إلى استعادة بعض الثقة الشعبية في الاقتصاد"، وأن أحد المجالات التي تحظى باهتمام خاص لدى السعوديين "هو تطوير تركيا وتسويقها الناجح للطائرات بدون طيار".
وقال إنه "بفضل الطائرات التركية بدون طيار، تم إجبار الجنرال الليبي خليفة حفتر المدعوم من السعودية على إجراء مفاوضات مع الحكومة المركزية".
اقرأ أيضا: ماذا يريد ابن سلمان من الأردن.. وماذا يريد الأردنيون بالمقابل؟
ولفت إلى أنه في عام 2020، ساعدت طائرات تركية بدون طيار في إحباط هجوم مدرع سوري على إدلب، وساعد أسطول طائرات تركية بدون طيار، أذربيجان في هزيمة القوات البرية الأرمنية.
وبيّن أن الطائرات بدون طيار تثبت الآن قيمتها في أوكرانيا، معتبرا أن تعرض المنشآت النفطية السعودية للقصف بطائرات مسيرة "أطلقتها إيران أو وكلاؤها، كالحوثيين، جعلت الخبرة التركية ضرورية ما يمنح أردوغان ميزة جيدة على المملكة السعودية الأكثر ثراءً".
واعتبر الكاتب أن أنقرة "تعتقد أن تنافسها مع السعودية على القيادة الأخلاقية للمجتمع الإسلامي العالمي يمكن أن يخدم مصالحها".
وأشار إلى أنه منذ أن أصبح محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للبلاد قبل خمس سنوات، فقد "تضاءل التمويل السعودي العالمي لرجال الدين المحافظين جداً" مضيفا أن تطلعات ابن سلمان تتعلق بالتكنولوجيا وأنه "لا يبدو أنه مبشر ديني عظيم".
وأوضح الكاتب أن ذلك يمنح أردوغان "فرصة للتحدث علانية لصالح مسلمي الروهينغيا المضطهدين في ميانمار وبنغلادش والإيغور في الصين".
وبهذه الطريقة، رأى الكاتب أن تركيا "وجدت صوتاً عالمياً لها"، مضيفا أنه "عندما تعهد أردوغان بالدفاع عن شعبه ضد الصليبيين الجدد، فإنه كان يعلم أنه سيكون لديه في ذلك أداة قوية للتعبئة الانتخابية في الداخل وجمهور أوسع في الخارج".
وقال الكاتب إن أردوغان زار ابن سلمان عندما كان في طريقه إلى مكة، حيث "أوضح له الخطوات اللازمة للتخلص من صفة المنبوذ".
وأضاف: "سينقل أردوغان قضية 26 رجلاً ضالعا في مجزرة خاشقجي إلى محكمة بالرياض، وستتم كتابة فصل جديد".
وتابع: "القرآن يفتح إمكانية أن يغفر المسلمون لقاتل، إذا تاب وكرس حياته للأعمال الصالحة"، إلا أن "التسامح مع الاغتيال السياسي أمر أكثر تعقيدا".
الاحتلال يوسع حملته ضد إيران خشية امتلاكها أسلحة نوعية
النص الكامل لتحقيق "NYT" حول اغتيال شيرين أبو عاقلة
جوناثان كوك: لماذا ينكر الاحتلال النكبة ويهدد بواحدة جديدة؟