صحافة إسرائيلية

الإعلام الإسرائيلي يرصد أخطاء بينيت والتحديات أمام لابيد

قالت مواقع إسرائيلية إن بينيت أخفق في إدارة الائتلاف وشؤون الحكومة وسلوك حزب "يمينا"- جيتي

سلط الإعلام الإسرائيلي الضوء على إعلان رئيس وزراء الاحتلال السابق نفتالي بينيت انسحابه من المشهد السياسي.

 

وقالت مواقع إسرائيلية إن بينيت أخفق في إدارة الائتلاف وشؤون الحكومة وسلوك حزب "يمينا" الذي أسسه وقاده، ثم سلمه إلى نائبته آيليت شاكيد، مما يفسح المجال للحديث عن أخطاء بالجملة ارتكبها خلال عام واحد فقط من ترؤسه للحكومة.


يعكوب بردوغو الكاتب في صحيفة إسرائيل اليوم، ذكر في مقال ترجمته "عربي21" أن "بينيت أدرك متأخرا أن استيعابه للواقع المرير الذي يحيط به بات أمرا صعبًا، وهو ما شاهده جميع الإسرائيليين على وجهه أثناء إلقاء خطاب الانسحاب والتنحي، رغم مزاعمه التي عدد فيها إنجازات لحكومته، لكنه في الوقت ذاته فشل في التوفيق بين هذه المزاعم، واضطراره لمغادرة مكتبه، ويفكك حكومته، وينقل زمام المبادرة إلى نائبه يائير لابيد، ولا يجد من خيار سوى اتجاه واحد فقط بالعودة إلى المنزل". 


وأضاف أن "بينيت من خلال تنحيه واستقالته وانسحابه يعلن بالعبرية الصريحة أنه فشل على جميع الجبهات: في الائتلاف والحكومة والحزب، وتحطمت آماله على صخرة الواقع، لأنه بالأساس خرق وعوده بالجملة لناخبيه من اليمين، وتسبب بحدوث ما يمكن تسميته تغييرا في القيم، واضطرابا أيديولوجيا مفاجئا، وهكذا سقطت الأقنعة، وزال أثر المكياج، وضاق الجمهور اليميني من التزوير الذي مارسه بينيت، وقد تسبب فعلا بظهور صراع عميق حول الهوية اليهودية للدولة، بعد تجرؤ عدد من الإسرائيليين على كسر المحرمات القومية، وإنكار الدولة اليهودية، وفقدوا البوصلة الوطنية".


رغم تنحي بينيت عن تصدر الحلبة السياسية الإسرائيلية بخطاب استقالته من رئاسة الحكومة، وعدم ترشحه للانتخابات المقبلة، فما زال من المبكر الحديث عن طي صفحته، لا سيما بالنظر إلى تبعات خطوته المفاجئة التي ستترك آثارا كبيرة على المشهد الإسرائيلي، سياسيا وحزبيا، وربما أمنيا وعسكريا، خاصة أن تنحيه جاء في وقت حساس تمر به دولة الاحتلال على صعيد تراكم المخاطر الأمنية والتهديدات الاستراتيجية من حولها.


في الوقت ذاته، فإن تراجع بينيت عن قيادة حزب يمينا، قد يسفر عنه عجز الحزب عن اجتياز نسبة الحسم في الانتخابات المقبلة، خاصة في ضوء رغبة رئيسته الجديدة آيليت شاكيد بالانضمام إلى معسكر نتنياهو في المعارضة، وبالتالي قد يتعزز موقعه في الكنيست، وتعود العجلة من جديد من خلال حكومة يمينية صرفة، تمنح الأخير فرصة العودة إلى موقع رئاسة الحكومة الإسرائيلية.

 

اقرأ أيضا: "معاريف": نتنياهو يمكنه العودة وتشكيل حكومة جديدة

 تحديات أمام لابيد

في منتصف الليلة الماضية، أصبح مائير لابيد، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الـ14، وهو يواجه ظروفا قاسية وصعبة ومركبة للغاية في ظل احتدام التنافس والصراعات بين مختلف الأحزاب الإسرائيلية، حيث يتعين عليه التعامل معها. 

 وأوضحت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها اليوم، أنه "يتعين على لابيد الذي جاء في ظروف قاسية للغاية، أن يدير حكومته المؤقتة في الأشهر الأربعة القريبة القادمة، بينما كبار الوزراء هم زعماء أحزاب خصمة، وفي مقابل حلفاء لابيد يقف بنيامين نتنياهو وشركاؤه، الذين حطموا منذ الآن كل رقم قياسي في التحريض الشخصي والقومي وسيواصلون الغوص إلى الأسفل". 

 وذكرت أنه "في السنوات الثلاث الأخيرة، أبدى لابيد مسؤولية كزعيم يعرف كيف يخضع تطلعاته الشخصية للشراكة مع بيني غانتس ونفتالي بينيت، وينبغي الأمل في أن يواظب في هذه الطريق، فيما يضطر لأن يوازن بين المسؤولية عن سلامة إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي، في ظل حملة انتخابات عاصفة". 

ورأت أن "الدرس الأساس الذي ينبغي لرئيس الوزراء لابيد أن يحمله معه من السنة التي قضاها إلى جانب بينيت، أنه في الواقع الإسرائيلي الاستقطابي، هذا هو الائتلاف الوحيد الصحيح ومحظور التعاطي معه كاضطرار أو تجربة". 

وحذرت الصحيفة لابيد من "الانجرار إلى تنافسات في الولاء اليهودي مقابل نتنياهو، فحكومة تمثل أيضا الجمهور العربي، إلى جانب أحزاب يمين، وسط ويسار، هي الضمانة الوحيدة لحماية الديمقراطية الإسرائيلية في هذا الوقت"، منوهة أن "لابيد يعرف كيف يسوق صورة متفائلة لإسرائيل في المستقبل". 

 وقالت: "هذه الكفاءة، لابيد ملزم بأن يستخدمها الآن كي يقنع الإسرائيليين بأنه يمكنهم وينبغي لهم أن يعيشوا بشراكة حقيقية بين اليهود والعرب، كما أن لباقي أحزاب الوسط – اليسار يوجد دور في ذلك، لكن من اليوم المسؤولية هي أساسا على رئيس الوزراء لابيد". 

 وأكدت "هآرتس": "كثير هم من يتمنون سقوط لابيد، وليس فقط نتنياهو ومؤيدوه بل وأيضا بعض من شركائه في السنة الأخيرة". 

وعن أهم القضايا التي يجب أن يتعامل معها لابيد خلال الفترة القريبة القادمة، ذكر موقع "i24" الإسرائيلي، أنها تتركز في زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لتل أبيب خلال الشهر الجاري، وإجراءات التطبيع مع السعودية والمحادثات النووية، حيث تسعى واشنطن للتوصل لاتفاق مع إيران. 

 كما وسيتعين على لابيد التعامل مع غلاء المعيشة وفي نفس الوقت الحفاظ على الهدوء مع قطاع غزة الذي تديره "حماس"، وإجراء مفاوضات غير مباشرة من أجل محاولة إعادة الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة في غزة، خاصة بعد تأكيد "كتائب القسام" الجناح المسلح لـ"حماس" تدهور الوضع الصحي لأحد الجنود الأسرى، وهو هشام السيد، فيما تفتقد تل أبيب لأي معلومات عن باقي الجنود الأسرى وهم؛ أرون شاؤول والضابط الإسرائيلي هدار غولدن والجندي أبراهام منغستو.