استنكر الرئيس الأسبق لإقليم كتالونيا، كارليس بويجديمونت، مقتل 23 شخصا على الأقل في أثناء محاولتهم عبور الحدود المغربية الإسبانية، واصفا الحادثة بأنها "جريمة" و"نذير شؤم" للمستقبل.
وقال السياسي المنفي وعضو البرلمان الأوروبي، الذي يتخذ من بروكسل مقرا له، إن التدافع المميت أظهر "الكيل بمكيالين" في سياسات الهجرة الخاصة بالاتحاد الأوروبي وإسبانيا.
وصرح لموقع "ميدل إيست أي": "إن تهنئة بيدرو سانشيز الساخرة لعمل الشرطة الذي قتل فيه العشرات، بينما عومل الآخرون كما لو لم يكونوا بشرًا، هي دليل على أن الخطاب القاسي حول الهجرة لم يعد مقصورًا على اليمين المتطرف".
وتابع: "هذا يدل على ازدواجية المعايير في الاتحاد الأوروبي، ما يخلق تمييزًا واضحًا بين المهاجرين وفقًا لأصلهم ولون بشرتهم. إنه فأل سيئ للأزمنة القادمة".
وقعت المأساة على الحدود الشمالية الشرقية للمغرب، عندما حاول مئات الأشخاص العبور من المملكة إلى جيب مليلية الإسباني، وقوبلوا بـ "عنف غير متناسب" من قبل الشرطة المغربية، وفقًا لجماعات حقوقية تحدثت إلى "ميدل إيست آي".
من ناحية أخرى، فشلت الشرطة الإسبانية في تقديم المساعدة السريعة للجرحى، ومعظمهم من دول أفريقيا جنوب الصحراء.
وتعدّ مليلية وسبتة الجيب الإسباني الصغير الآخر في شمال أفريقيا، الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي في أفريقيا.
وفي مقابلة مطولة مع "ميدل إيست آي"، قال بويغدمونت إن المغرب "له كل الحق في التشكيك في السيادة الإسبانية على سبتة ومليلية وجزر الزفارين وجزيرة برسيل وكل تلك الصخور المتناثرة".
وقال إن "بقايا الاستعمار الأوروبي هي التي تمنع التطبيع الكامل للعلاقات بين إسبانيا والمغرب"، مشددا على أن كتالونيا "ليس لها ماض استعماري في المنطقة"، وأنه إذا حصلت على الاستقلال فستقيم علاقات سلمية مع المغرب والجزائر وتونس.
من جهة أخرى، أعرب بويغدمونت عن دعمه لاستقلال الصحراء الغربية عن المغرب، قائلا: "يجب أن يكون هناك استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية حتى يتمكن السكان المحليون من التعبير عن أنفسهم بحرية وسلمية".
وقال أيضًا إنه بصفته عضوًا في البرلمان الأوروبي، من واجبه لفت الانتباه إلى "الحرب الكيماوية" للجيش الإسباني في حرب الريف في 1921-1927 في شمال المغرب.
اقرأ أيضا: دعوات بالمغرب لـ"تحديد المسؤوليات" في مأساة مليلية
وأوضح: "يجب أن نكون قادرين على إعادة النظر في هذا الجزء من القصة، وتوضيح الحقائق، وتحديد المسؤوليات؛ من أجل الشروع في التعويضات اللازمة، من إسبانيا ولكن أيضًا، كما أكرر، من الاتحاد الأوروبي".
وفيما يتعلق بالأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين إسبانيا والجزائر نتيجة دعم إسبانيا لسيادة المغرب على الصحراء الغربية، قال السياسي الكتالوني إنه فوجئ بتغيير مدريد في موقفها.
واعتبر أن "إسبانيا لديها رؤية أبوية واستعمارية إلى حد ما لهذا الجزء من العالم"، قائلا: "الحد من نزاع الصحراء الغربية بهذه الطريقة البسيطة من خلال اتخاذ قرار من هذا النوع، بصراحة، لا يمكنني تفسير هذا الخطأ الجسيم".
إسبانيا تضبط 6 غواصات مسيّرة لتهريب المخدرات من المغرب (شاهد)
دعوات بالمغرب لـ"تحديد المسؤوليات" في مأساة مليلية
الاحتلال الإسرائيلي يستهدف استقطاب 15 ألف عامل مغربي