وصلت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، إلى تايوان، قادمة من ماليزيا، وسط تحذيرات صينية باندلاع أزمة بين البلدين، جراء هذه الزيارة.
وفي أول رد على الزيارة، قالت الصين إنها ستقوم بـ"أعمال عسكرية محددة الهدف" ردا على زيارة بيلوسي.
وفور وصول بيلوسي، أعلنت الصين عن مناورات عسكرية وأنشطة تدريبية "هامة" تشمل تدريبات بالذخيرة الحية في 6 مناطق محيطة بجزيرة تايوان.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان عقب هبوط الطائرة في تايوان إن "الولايات المتحدة... تعمل باستمرار على تشويه وإخفاء وتفريغ مبدأ صين واحدة"، مضيفة: "هذه الخطوات، مثل اللعب بالنار، بالغة الخطورة. ومن يلعبون بالنار سيهلكون بها".
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية وو تسيان، في بيان استنكر فيه الزيارة إن "جيش التحرير الشعبي الصيني في حالة تأهب قصوى وسيشن عمليات عسكرية محددة الهدف للرد على ذلك، وللدفاع بحزم عن السيادة الوطنية ووحدة الأراضي، وإحباط التدخل الخارجي ومحاولات استقلال تايوان الانفصالية".
وفي الوقت الذي توعّدت فيه الصين بشنّ "أعمال عسكرية محدّدة الأهداف" رداً على زيارة بيلوسي، أعلن الأسطول الأميركي السابع في تغريدة أن حاملة الطائرات "يو أس أس رونالد ريغان" التي تجوب المنطقة منذ بداية تموز/يوليو، موجودة في بحر الفليبين جنوب تايوان.
ونشرت البحرية الأميركية صوراً لـ"يو أس أس رونالد ريغان" وهي تقوم بمناورات مع سفينة الإمداد "يو أس أس كارل براشير" الأحد.
وقال مسؤول أميركي لوكالة فرانس برس، طلب عدم ذكر اسمه إن حاملة الطائرات ومجموعتها المحمولة جواً "تنفّذ مهمّة روتينية في غرب المحيط الهادئ".
في الوقت نفسه، تجوّلت سفينة برمائية تابعة لسلاح البحرية وهي "يو أس أس طرابلس" في شرق تايوان، وفقاً للمعهد البحري الأميركي (USNI)، وهو منظمة مستقلة لكنّها قريبة من البحرية الأميركية.
وأشار المعهد البحري الأميركي إلى أن "يو اس اس رونالد ريغان" و"يو أس أس طرابلس" كلاهما حاملتان لأحدث طراز من طائرات "أف 35".
وعبرت مقاتلات صينية مضيق تايوان، بحسب ما أفاد به التلفزيون الرسمي الصيني مساء الثلاثاء، في وقت تتصاعد فيه التوترات بشأن احتمال زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي للجزيرة.
وأفادت قناة "سي جي تي إن" CGTN التلفزيونية الرسمية بأن "مقاتلات صينية من طراز Su-35 تعبر مضيق تايوان"، من دون الكشف عن تفاصيل أخرى.
وقالت بيلوسي في تغريدة في حسابها على "تويتر" فور وصولها إلى الجزيرة: "زيارة وفدنا إلى تايوان تكرس التزام أمريكا الثابت بدعم الديمقراطية النابضة بالحياة في تايوان".
وأضافت: "تؤكد مناقشاتنا مع القيادة التايوانية دعمنا لشريكنا وتعزيز مصالحنا المشتركة، بما في ذلك تطوير منطقة المحيطين الهندي والهادئ المفتوحة والحرة".
وفي وقت سابق، حذر المندوب الدائم للصين في الأمم المتحدة، السفير تشانغ جيون، من تقويض سيادة بلاده، وعلاقتها بالولايات المتحدة، على خلفية زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان.
وقال جيون: "إذا تمت هذه الزيارة فسوف تشكل خطرا كبيرا واستفزازا لنا، وسوف تتخذ الصين إجراءات حاسمة لحماية مصالحها الوطنية ووحدتها الإقليمية".
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، قال للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن الصين ستتحمل مسؤولية أي تصعيد في حال قررت بيلوسي زيارة تايوان.
وأضاف بلينكن: "نريد من الصينيين حال تمت الزيارة أن يتصرفوا بمسؤولية".
على جانب آخر، حذر الكرملين الروسي الولايات المتحدة أن الزيارة إلى تايوان ستضعها في مسار تصادمي مع الصين وتثير توترات في المنطقة.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين "كل ما يتعلق بهذه الجولة والزيارة المحتملة لتايوان استفزازي تماما".
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موقف موسكو من قضية تايوان ثابت.
وقال لافروف بحسب وكالة أنباء نوفوستي الروسية: "موقفنا من وجود "صين واحدة" لم يتغير.