حذرت صحيفة عبرية، من خطورة المس بالمسجد الأقصى المبارك، تزامنا مع انشغال المحافل الإسرائيلية المختلفة في انتخابات الكنيست القادمة.
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في مقالها الافتتاحي، الذي كتبه الجنرال عاموس جلعاد، رئيس معهد السياسة والاستراتيجية في المركز متعدد المجالات في هرتسيليا، أن "إسرائيل تقف أمام تحديات استراتيجية غير مسبوقة، لكنها غارقة في السياسة الصغيرة لما قبل وبعد الانتخابات، وهذا يسمح للأعداء بالتركيز على استراتيجية معادية لنا".
وأشار كاتب المقال إلى أنه "مع وجود التهديد الإيراني؛ النووي والباليستي، يتضح أن إسرائيل أخطأت بشكل خطير للغاية، إذ ساهمت في إلغاء الاتفاق النووي دون إعداد بديل عسكري – أمني.. واليوم، من المحزن الاعتراف بأن قرار أن تصبح إيران قوة عظمى نووية تعرضنا للخطر، يوجد في يدها وحدها".
ولفت جلعاد إلى أن "إسرائيل، تستثمر جهودا هائلة في إغلاق الفجوات، لكن تحقيق خيار عسكري، منوط بتنسيق استراتيجي مع الولايات المتحدة، وبكلمات بسيطة؛ مطلوب منح أولوية عليا لشكل من التنسيق لأجل إزالة التهديد بكل إبعاده، كما أن الدول العربية أوضحت أنه ليس في نيتها إقامة إطار ملزم لها مثل الناتو".
وأكد الجنرال العبري أن هناك "بعدا إضافيا للفهم اللازم وشكل المعالجة لما يتخذ في الإعلام صورة تعزز المحافل المعنية بتغيير الوضع الراهن في الحرم (مخطط توسعة باب المغاربة)، على ما يبدو قبيل الانتخابات، وإذا كان هذا ما سيحصل، فمن شأن إسرائيل أن تعلق في حرب دينية مع العالم الإسلامي، وهذا سيؤثر على علاقاتنا مع الدول العربية بل وحتى مع الولايات المتحدة".
اقرأ أيضا: تحذيرات من مخطط الاحتلال بتوسعة باب المغاربة.. هذه خطورته
وشدد على وجوب "الامتناع عن خطوة بهذا القدر من الخطورة، وفي حال ما غرقت إسرائيل في مواجهة كهذه، فهذا سيمس بإعداد القدرات العامة للتصدي للتهديد الإيراني"، مشيرا إلى أهمية فهم "الجهود المشتركة بقيادة الولايات المتحدة لتعطيل القنبلة الموقوتة حول حقل "كاريش" والتوصل إلى اتفاق متوقع مع لبنان".
واستهجن رئيس معهد السياسة والاستراتيجية في المركز متعدد المجالات في هرتسيليا "حملة الانتخابات الجارية في خلفية كل الأمور، والتي لا تعنى بمسائل جوهرية استراتيجية".
ومن بين التهديدات، عدم قدرة السلطة الفلسطينية على العمل في المناطق الخاضعة لإمرتها، وهي "توجد في عملية ضعف دراماتيكية، كما أن هناك علامات استفهام متزايدة حول اليوم التالي لما بعد الرئيس محمود عباس، حيث ستكون مفاجأة تشابه تعاظم التهديد الإيراني رغم التقدير الاستخباري الدقيق".
وتساءلت الصحيفة: "كيف نستعد لعملية متداخلة تضعف فيها السلطة وتتعاظم فيها سيطرة إسرائيل؟".
وقدرت "يديعوت" أن "إسرائيل تنتظر مواجهة مع جبهة فلسطينية معادية بينما ستحاول حماس البحث عن فرصة لإشعال المواجهة، وخاصة إذا ما وقعت لها فرصة حول الحرم (المسجد الأقصى)، وهو ما من شأنه أن يؤثر على الأردن، الذي مثل استقراره عاملا استراتيجيا لإسرائيل، كونه يشكل عمقا أمنيا مستقرا".
وخلصت الصحيفة العبرية إلى "أهمية الحفاظ على الاستقرار في الضفة الغربية"، مشيرة إلى ضرورة "تعيين رئيس أركان جديد، يمكنه مواصلة قيادة إسرائيل بشكل منهجي لمواجهة التحديات الهائلة التي ينطوي عليها المستقبل، لأن الحصانة القومية هي شرط لتحقيق الأمن القومي".