خاض مقاومون فلسطينيون، اشتباكا مسلحا ليلة الخميس، مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الشرقية لمدينة نابلس بالضفة الغربية، بالتزامن مع مواجهات في محيط قبر يوسف، في حين شدد الاحتلال في إجراءاته بمنطقة غلاف غزة خوفا من رد "الجهاد الإسلامي" على اعتقال قيادي له.
اشتباكات في نابلس
وأكدت وسائل إعلام محلية فلسطينية، أن اشتباكا مسلحاً وقع بين مقاومين وقوات الاحتلال في منطقة شارع عمان، شرق مدينة نابلس.
وتزامنا مع ذلك، اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في محيط قبر يوسف شرق المدينة، عقب اقتحام قوات كبيرة للمكان.
ويكرر الاحتلال اقتحامه لقبر يوسف، ويدفع بمئات المستوطنين إلى المنطقة التي يسعي للسيطرة عليها، رغم وقوعها في قلب الأحياء السكنية بمدينة نابلس.
والموقع يزعم الاحتلال أنه "يهودي"، رغم أنه أثر إسلامي مسجل لدى دائرة الأوقاف الإسلامية، وكان مسجدا قبل الاحتلال.
وتغلق قوات الاحتلال المنطقة المحيطة بالمقام، في كل مرة تفرض فيها زيارة المستوطنين له، ما يؤدي إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع الفلسطينيين في المنطقة.
اقتحامات الأقصى
وشرعت مجموعات المستوطنين المتطرفين صباح الخميس، في اقتحام المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية قوات خاصة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت إدارة شؤون المسجد الأقصى، أن "عشرات المستوطنين حتى الآن عبر مجموعات اقتحموا المسجد الأقصى من باب المغاربة صباح اليوم، بحماية عناصر الشرطة الإسرائيلية والقوات الخاصة المدججة بالسلاح".
ولفتت في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "مجموعات المستوطنين، قامت بجولات استفزازية في باحات المسجد الأقصى وقامت بأداء طقوس وصلوات تلمودية".
وذكرت إدارة الأقصى، أن قوات الاحتلال تمنع حراس الأقصى من الاقتراب من المستوطنين لمسافة لا تقل عن 50 مترا"، موضحا أن "قوات الاحتلال تعمل على إبعاد أي حارس يحاول أن يمنع انتهاكات المتطرفين المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك".
حملة اعتقالات بالضفة
واقتحمت قوات الاحتلال قرية بتير جنوبي مدينة بيت لحم، فيما اعتقلت شابين وفتى من بلدات تابعة للمدينة، وذلك بعد مداهمة عدد من المنازل الفلسطينية.
واعتقل جنود الاحتلال المواطن لطفي صلاح الدين صلاح (43 عاماً) من بلدة الخضر، والشاب زيد محمد الصلاحات (17 عاماً) من منطقة واد شاهين، ومحمد محمود أبو شعيرة من حي الكركفة وسط مدينة بيت لحم.
وداهمت قوات الاحتلال منازل الفلسطينيين في منطقة جبل الموالح وسط بيت لحم.
وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، شابا فلسطينيا من بلدة السيلة الحارثية غربي جنين، واستولت على إحدى المركبات الفلسطينية.
ومساء الأربعاء، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأسير المحرر والمرشح عن قائمة "القدس موعدنا"، عماد ريحان من بلدة "تل" قضاء نابلس، على حاجز مفاجئ قرب مدينة طولكرم.
ويأتي اعتقال ريحان بعد 3 أشهر فقط من الإفراج عنه من سجون الاحتلال، حيث أفرج عنه في 3 أيار/ مايو الماضي، بعد اعتقال إداري استمر 10 أشهر.
وشنت قوات الاحتلال خلال الأيام الأخيرة حملة اعتقالات واسعة طالت أكثر من 40 فلسطينيا في الضفة الغربية.
استنفار إسرائيلي بغلاف غزة
في الأثناء، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثالث، الاستنفار والتأهب في مستوطنات "غلاف غزة"، وفي محيط قطاع غزة، وذلك مع استمرار إغلاق معابر القطاع التجارية والمدنية.
ويأتي ذلك تحسبا من عمليات قد تنفذها حركة "الجهاد الإسلامي"، ردا على اعتقال القيادي بالحركة بسام السعدي مساء الاثنين الماضي في جنين.
وأفاد المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، بأن "سلاح الجو الإسرائيلي غطى قطاع غزة بطائرات مسيرة مسلحة في محاولة للبحث عن فرصة لاستهداف خلايا مضادات الدروع".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي، قرر مساء الأربعاء، تمديد حالة التأهب والاستنفار على حدود قطاع غزة، حتى الخميس، قابلة لتمديد آخر وفقا لتقديرات الاستخبارات العسكرية.
وتشمل القيود المفروضة على مستوطنات "غلاف غزة"، إغلاق مناطق وطرقات متاخمة للسياج الأمني، بما في ذلك محاور زراعية وطرق تربط بين مستوطنات المنطقة، تحسبا من نيران مضادة للدبابات أو القنص ردا على اعتقال السعدي.
ووفقا للقناة 14 الإسرائيلية، فإن الجيش لن يحتمل الإبقاء على حالة التأهب في "غلاف غزة" لمدة طويلة، ويدرس فرض عقوبات اقتصادية مثل منع الصيد في بحر غزة، وإغلاق المعابر.
ويأتي ذلك، عقب جلسة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، الذي بحث التطورات الأمنية والتوتر على جبهة غزة، والتهديدات بتنفيذ حركة الجهاد الإسلامي، "عملية انتقامية".
في المقابل، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، "الاستنفار ورفع الجاهزية لدى مجاهدينا، والوحدات القتالية العاملة، تلبية لنداء الواجب أمام العدوان الغادر الذي تعرض له القيادي الكبير الشيخ بسام السعدي وعائلته في جنين".
وجددت حركة الجهاد الإسلامي، مساء الأربعاء، دعوتها الاحتلال الإسرائيلي إلى الإفراج "الفوري" عن السعدي، في حين توعد جناحها العسكري في جنين وغزة، بـ"الرد" على اعتقاله، وطالبت عائلته بأن تطلع لجنة طبية على وضعه الصحي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي للحركة والعائلة في منزل السعدي (61 عاما) ومؤتمر منفصل لـ"كتيبة جنين" التابعة لـ"سرايا القدس" الجناح المسلح للحركة في مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي هاني جرادات، إن هذا المؤتمر يأتي تعبيرا عن التضامن مع السعدي "بعد تعرضه لاعتقال إجرامي".
والاثنين، استشهد فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي اعتقل أيضا السعدي، بعد اقتحام واسع لمخيم جنين.
وأضاف جرادات أن قيادة حركته في غزة قدمت مطالب "للإفراج الفوري والعاجل" عن كل من السعدي والأسير المضرب عن الطعام منذ 33 يوما خليل العواودة رفضا لاعتقاله الإداري، دون تهمة أو محاكمة.
فيما طالب عز الدين نجل السعدي، خلال المؤتمر، السلطة الفلسطينية بتشكيل "لجنة طبية لزيارة والاطلاع على وضعه (والده) بعد الاعتداء على البيت وسكانه" خلال اعتقاله.
هنية يبحث مع وينسلاند إغلاق الاحتلال معابر غزة
وفد من قيادة "حماس" يتوجه للقاهرة للقاء مسؤولين مصريين
اعتقالات بالضفة.. وتصاعد اعتداءات المستوطنين (شاهد)