مقابلات

ضابط ليبي يكشف كواليس اختطاف قوات حفتر لابنته

الفارسي قال إن هناك محاولات للي ذراعه والضغط عليه من قبل حفتر ونجله صدام- جيتي

كشف الضابط من الشرق الليبي عقيد سعيد الفارسي، عن كواليس اختطاف نجلته الصغرى على يد قوات تابعة للواء خليفة حفتر، في مدينة بنغازي.


وقال الفارسي، وهو نائب آمر المنطقة العسكرية بنغازي سابقا، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، إن "هدف هذه الخطوة هو إسكات المعارضة في الخارج ومنهم ابنته الناشطة الحقوقية والمدونة المعروفة، نادين الفارسي".


وأوضح الفارسي، المقيم في تركيا بصحبة أسرته، أن "هناك محاولات لليّ ذراعه والضغط عليه من قبل حفتر ونجله صدام من أجل إسكات أي أصوات معارضة ورافضة لسياسة حفتر في شرق البلاد".


وتاليا نص المقابلة:

 

ما تفاصيل ما حدث لنجلتكم الكريمة؟


تم اختطاف ابنتي ندى من بيت زوجها في بنغازي منذ يومين ومعها طفلان أصغرهما عمره 20 يوما وعنده ثقب في القلب والبنت أجرت عملية منذ أيام، وتم تهديدنا قبلها من قبل عسكريين وساسة تابعين لحفتر وطلبوا مني إجبار ابنتي المدونة، نادين الفارسي، على إغلاق كل صفحاتها على الإنترنت وعدم التدوين ضد حفتر وأبنائه، وعندما رفضت ذلك قاموا باختطاف ابنتي الصغرى ولا نعرف مكان احتجازها حتى الآن.


من الجهة التي قامت بذلك تحديدا؟


تواصلنا مع عدة جهات أمنية في بنغازي وكلهم نفوا علاقتهم أو معرفة مكانها، لكن أنا شخصيا وبعلاقاتي العسكرية وبمعرفة الأطراف التي تفاوضت معي أؤكد وأحمل المسؤولية لكل من: العقيد إبراهيم اغباش القذافي المقرب من صدام حفتر، والضابط علي المشاي وهما عسكريان تابعان لكتيبة طارق بن زياد التي يترأسها صدام حفتر، لذا فالمسؤولية الآن على عاتق نجل حفتر وهو من يقف وراء هذا الاختطاف.


هل تأكد لديكم تبعية هؤلاء لقوات حفتر؟


نعم، كما ذكرت لك فهؤلاء الواردة أسماؤهم هم ضباط في قوات تتبع صدام نجل خليفة حفتر مباشرة، وقد قاموا بالتفاوض معي وبعضهم كان يزور تركيا مؤخرا.


ما التهم الموجهة إليها حتى الآن؟


لا توجد تهم بعينها، ابنتي المختطفة ليس لها أي علاقة بالسياسة ولا حتى متابعة الأخبار، وليس لها صفحات على الإنترنت، تهمتها فقط أنها ابنتي وأخت نادين.

 

هل تواصلتم مع قوات حفتر أو تواصلت معكم بالخصوص؟


نعم تواصلنا معهم عن طريق وسيط تابع لكتيبة طارق بن زياد التابعة لصدام حفتر، وكذلك عن طريق العقيد إبراهيم اغباش القذافي وهو من المقربين من حفتر وأبنائه.


ما الهدف من هذه الخطوة برأيك؟


هو لي ذراعي لإجبار ابنتي نادين على اعتزال السياسة وغلق كل صفحاتها وعدم الظهور إعلاميا والمطالبة برجوعنا إلى مدينة بنغازي مسقط رأسنا، أما عامة فالهدف هو إسكات المعارضة في الخارج عن طريق استهداف عائلاتهم في الداخل، وهذا هو حال أغلب المهجرين من الشرق الليبي.


هل أنت ممن يعارضون حفتر من البداية أم إنك انقلبت على مشروعه مؤخرا فقط؟


نعم أنا من العسكريين الرافضين والمعارضين لمشروع حفتر منذ 2014 وتم اقتحام منزلي في أول دخول لحفتر لمدينة بنغازي، كما أنه تم اختطافي عام 2018 أثناء زيارتي لبنغازي.


هل تقدمتم رسميا بأي بلاغات بخصوص ما حدث؟


سوف أقوم بتقديم بلاغ رسمي للنائب العام، وربما أسافر إلى العاصمة طرابلس لأجل ذلك.


هل ما زال حفتر يمارس سياسة الحديد والنار في المناطق التي يسيطر عليها؟


نعم، ما زال حفتر وأبناؤه وكل قواته يمارسون سياسة الحديد والنار لتكميم الأفواه وإسكات أي صوت معارض له وشاهدنا العديد من الجرائم خاصة ضد النساء، مثل اغتيال المحامية حنان البرعصي واختطاف النائبة في البرلمان سهام سرقيوة، واغتيال الناشطتين مقبولة الحاسي وافتخار بوذراع، بعد سيطرة حفتر على الشرق الليبي كله، وغيرها من الجرائم من قتل خارج إطار القانون واختطاف لشباب وناشطين.. وشارع الزيت في بنغازي خير شاهد على هذه الجرائم.


ما مدى قوة أبنائه في التحكم في المشهد الأمني في الشرق؟


أبناء حفتر خاصة صدام هم من يتحكمون تماما في المشهد الأمني بل والسياسي في الشرق الليبي، وأصبح حفتر نفسه مجرد واجهة وصورة فقط.


وبرأيك.. كيف تتم محاكمة وتعقب اللواء الليبي خليفة حفتر محليا ودوليا؟


يجب التحرك محليا ضد هذه الجرائم المثبتة ضده وضد قواته ومن ثم تجريمه وملاحقته داخل ليبيا والتحرك لملاحقته دوليا خاصة بعد صدور حكم ضده في القضاء الأمريكي، لكن يجب أن يتحرك المجتمع الدولي لإيقاف هذه الجرائم المستمرة واستغلال أن حفتر لديه جنسية أمريكية أي يمكن مقاضاته دوليا، ونحن نتحرك دوليا ومحليا لتحقيق ذلك ولن نسكت أو نخضع لابتزازه.