توقع سيناريو مفترض اندلاع حرب بين الصين وبين الولايات المتحدة واليابان، على أرض تايوان في العام 2027، مع الذكرى الـ 100 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني، وفقا لما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
وأشار محللون إلى أن الغزو الصيني لتايوان سيكون مدمرا ومشابها للغزو الروسي لأوكرانيا، وتوقع آخرون أن تندلع الحرب في بحر الصين العام 2036.
وأظهرت لعبة محاكاة حربية قادها خبراء في مركز أبحاث بواشنطن مدى القدرة التدميرية الهائلة التي سيثيرها الغزو المفترض، مبينة أن الدفاع عن الجزيرة، في حال اشتركت الولايات المتحدة، هو أمر ممكن.
وأوضحت اللعبة الحربية التي استمرت 7 ساعات لمحاكاة ثلاثة أسابيع من القتال، مدى صعوبة قيام الصين بغزو برمائي عبر مضيق تايوان الذي يبلغ طوله 100 ميل، حتى مع تقدمها العسكري في السنوات الأخيرة.
ولكن التكلفة ستكون باهظة، إذ سيتحطم اقتصاد تايوان، وسيتعرض الجيش الأمريكي للضرب إلى الحد الذي قد يستغرق سنوات لإعادة بنائه، مع ما يترتب على ذلك من تداعيات على قوة أمريكا العالمية.
وتهدف المحاكاة، التي تعقد في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إلى اختبار كيفية تفاعل الجانبين الصيني والأمريكي مع تحركات بعضهما البعض.
وصممت اللعبة، وهي الوحيدة من نوعها خارج المؤسسات الرسمية، باشتراك خبراء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وكلية الحرب البحرية.
وقال إن منشئي اللعبة أرادوا أن يكونوا قادرين على مشاركة النتائج مع جمهور أوسع مما هو ممكن مع الجمهور المصنف.
سيناريو محتمل
ويفترض سيناريو لعبة الحرب أن الصين قررت مهاجمة تايوان وأن الولايات المتحدة، التي لديها رسميا سياسة "الغموض الاستراتيجي" حول ما إذا كانت ستدافع عن الجزيرة عسكريا، تأتي لمساعدة تايبيه. لم تتضمن اللعبة الدور المحتمل للأسلحة النووية، وفقا للصحيفة.
وفقا للسيناريو المفترض، ستغرق الصين حاملتي طائرات أمريكيتين، وتهاجم قواعد أمريكية في جميع أنحاء اليابان وغوام، وتدمر مئات المقاتلات النفاثة الأمريكية المتقدمة، في الأسابيع الثلاثة الأولى بعد غزو تايوان.
لكن وضع الصين بدا أسوأ، فقد دمر أسطولها البرمائي بسبب هجمات الصواريخ والغواصات الأمريكية واليابانية، ولم تستطع إعادة إمداد قواتها الخاصة التي أنزلت لتايوان، بينما كانت العاصمة تايبيه آمنة في أيدي التايوانيين.
وسيطلق الجيش الصيني صواريخ باليستية على قواعد جوية أمريكية في اليابان، ومجموعة ضاربة من حاملات الطائرات في المحيط الهادئ، ما أدى إلى تدمير عدة أسراب من المقاتلات النفاثة، وإغراق حاملة الطائرات وغيرها من السفن الأمريكية، وفقا لسيناريو اللعبة المفترض التي صممها المركز.
وأخيرا، تنزل الصين 22 ألف جندي على الساحل الجنوبي الشرقي لتايوان وتقاتل ببطء شمالا، على أمل الاستيلاء على ميناء أو مطار مع تجنب المدن وحرب المدن التي تأتي معها.
ومع مرور الأيام، ورغم الخسائر المروعة في السفن والطائرات والأفراد، فإن القوات الأمريكية تقصف الموانئ الصينية، وتقضي على خط الهجوم من السفن، وتهاجم نقطة ضعف بكين، وهي السفن البرمائية التي تحتاجها لنقل القوات والإمدادات إلى تايوان.
تكتيكات افتراضية
وبدت اللعبة التي أجراها المركز، والتي شملت فرقا "حُمرا" و"زُرقا" وخرائط من 20 جانبا وحسابات كمبيوتر معقدة، أقل شبها بالمحاكاة من معاينة لمستقبل محتمل.
وأظهرت خريطة تكتيكية لتايوان قوات صينية باللون الأحمر تسيطر على الثلث الجنوبي من الجزيرة لكن التكلفة ستكون مرتفعة لجميع الأطراف.
ونقلت "وول ستريت جورنال"، عن العميدة المتقاعدة في سلاح الجو، بولا ثورنهيل، المشاركة في اللعبة قولها إنه "لم يعتقد أحد أن هذا كان واقعيا حتى السنوات القليلة الماضية".
وأضافت أنه في الماضي، كان لاعبو الحرب يتهمون أحيانا بأنهم "دعاة حرب"، ولكن منذ ذلك الحين، زادت الصين من قدراتها العسكرية وتطلعاتها.
وقال بعض المحللين للصحيفة إن الانتكاسات المبكرة غير المتوقعة لروسيا في غزوها لأوكرانيا ربما أعطت الرئيس الصيني، شي جين بينغ، مقدارا من التريث.
وأعرب محللون آخرون عن شعورهم بالقلق من أن الرئيس، شي، قد استخلص الدرس المعاكس، وهو استخدام أقصى قدر من القوة وضرب قيادة تايوان منذ البداية.
اقرأ أيضا: الجيش التايواني يستعد لغزو صيني محتمل.. وبكين تعلق
توقعات مرعبة
وأشار بعض القادة العسكريين الأمريكيين إلى عام 2027، الذكرى الـ 100 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني، كتاريخ غزو محتمل.
وقالت بيكا واسر، وهي مشاركة أخرى في اللعبة، إن عام 2036 هو إطار زمني أكثر احتمالا، مضيفة أنه "في عام 2027، من غير المرجح أن يكون لدى الصين القدرة على شن غزو برمائي لتايوان بنجاح"، وأضافت واسر، وهي زميلة في مركز أبحاث الأمن الأمريكي الجديد، إن "هذا يشير إلى أنهم سيتبعون نهجا آخر".
وقال العديد من المتخصصين إن تدريبات الذخيرة الحية واسعة النطاق التي تجريها الصين بعد زيارة رئيس مجلس النوب الأمريكي، نانسي بيلوسي، تنذر باستراتيجية لحصار تايوان والضغط عليها بدلا من تسويتها بالأرض.
وتهدف المناورات الحربية، التي قال متخصصون إنها تشبه الألعاب السرية التي يجريها البنتاغون، لاختبار كيفية حدوث سيناريوهات مختلفة، وكذلك كيفية تفاعل الجانبين الصيني والأمريكي مع تحركات بعضهما البعض، وتأثير مخزوناتهما من الأسلحة.
وتدور أحداث الصراع المتخيل في عام 2026، ويقتصر كل طرف على القدرات العسكرية التي أظهرها في الحياة الواقعية وتقوم أجهزة الكمبيوتر بحساب كل شيء من حجم مدارج الطائرات إلى المدة التي تستغرقها الغواصات لإعادة التسلح.
الغارديان: هل يتدحرج التوتر بين واشنطن وبكين لصراع عسكري؟
الغارديان: زيارة بيلوسي لتايوان تنذر بالكوارث لاقتصاد العالم
تكريم الطيار الأمريكي الذي وثق آثار القنبلة الذرية على اليابان