مع تسارع التطورات الميدانية والعسكرية في المنطقة، تبدي الأوساط الإسرائيلية تخوفها من حجم التغير الذي يشهده الشرق الأوسط، وما صاحبه من نقل العلاقات السرية مع الدول العربية من السر إلى العلن.
ومنذ تأسيس دولة الاحتلال حاول قادتها إنشاء نوع من التحالف مع ما سميت حينها "دول الأطراف"، إيران وتركيا وأثيوبيا؛ لأنه كان مستحيلا إجراء حوار مع الدول المحيطة، باستثناء الحد الأدنى من الاتصالات السرية، مع تطلع لتجاوز دول الجوار، والوصول لحوار أكثر انفتاحا مع الدول غير العربية في الدائرة البعيدة.
أما اليوم، فتسعى دولة الاحتلال بكل ثقلها، لإقامة تحالفات في المنطقة، على الأقل مع الدول المطبّعة معها، وإعطاء الأولوية للعلاقة مع دول الخليج، وتنفيذ مشاريع كبيرة معها، وتعزيز علاقاتها مع مصر والأردن والمغرب، وتبني أكثر للعلاقات الاقتصادية والسياسية مع اليونان وقبرص، مع الاستفادة منهما للوصول إلى أوروبا.
الجنرال يعكوب عميدرور الرئيس الأسبق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، ذكر في دراسة بحثية نشرها معهد القدس للاستراتيجية والأمن، أن "هناك ستة عوامل نقلت العلاقات السرية الإسرائيلية العربية إلى العلن، أولاها زعم الدول المطبّعة أن إسرائيل حقيقة قائمة، وأن التطلع لتدميرها ليس لها فرصة للنجاح، وثانيها ما حدث بعد الربيع العربي من وضع متفجر للغاية وغير مستقر، مع تلاشي الآمال بالتغيير الداخلي، وثالثها تراجع مكانة القضية الفلسطينية".
اقرأ أيضا: دراسة ترصد جوانب استفادة الاحتلال من التطبيع مع المغرب
وأضاف في الدراسة التي ترجمتها "عربي21" أن "العامل الرابع يتركز في تحول إيران إلى دولة قوية، وزاد عدد حلفائها في المنطقة، وخامسا حالة الضعف التي تمر بها الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، نتيجة خيبة الأمل من حروبها في أفغانستان والعراق، وتناقص الاعتماد على الطاقة من الشرق الأوسط، وإدراكها أن التحدي الأهم يكمن في الشرق، حيث أجبر صعود الصين الولايات المتحدة على تحويل الجهود، والتمحور نحو الشرق، وسادسها النظر لإسرائيل كمرتكز للاستقرار، ويمكنها المساعدة في تحسين الاقتصاد، وتوفير التكنولوجيا، والوقوف بوجه إيران".
وأشار إلى أن "اتفاقات التطبيع الموقعة في الأعوام الأخيرة مع عدد من الدول العربية تختلف عن سابقاتها مع مصر والأردن، التي ركزت على مجالات أمنية مختلفة، فيما تحول التطبيع مع إسرائيل لدى شعوبها إلى لعنة وقيد على حكامهما، الأمر الذي يختلف مع المغرب والبحرين والإمارات العربية المتحدة، التي قررت أن تكون اتفاقياتها مع إسرائيل بدون قيود، وفي مختلف المجالات، بما في ذلك زيارات الإسرائيليين على جميع المستويات إليها دون إخفاء".
فضلا عما تقدم، فإن التطبيع العربي الإسرائيلي انتقل خطوة نوعية إلى الأمام بالتعاون الأمني والعسكري تحت المظلة الأمريكية، حيث يجلس الآن ممثل عن الجيش الإسرائيلي في البحرين، كما يحاول الأمريكيون الترويج لإنشاء شبكة إقليمية للاستخبارات والرادارات والتحذير من الهجمات الصاروخية والطائرات الإيرانية بدون طيار وصواريخ كروز، مع طموح بالتكامل بين الجيش الإسرائيلي ونظرائه في الدول العربية".
وبجانب الاتفاقيات التطبيعية مع الدول العربية، تشهد علاقات الاحتلال مع الدول الأوروبية المشاطئة على البحر المتوسط تطورا متناميا، خاصة قبرص واليونان، ويشترك معهما في المياه الاقتصادية، حيث وجد الاحتلال كميات كبيرة من الغاز في أراضي قبرص، فيما تعتبر اليونان من الدول المفضلة للسائح الإسرائيلي، فضلا عن اتفاق الدول الثلاث في التخوف من النفوذ التركي المتصاعد في المنطقة، بزعم أنه سلوك خطير على أمنها القومي.
الاحتلال ينشئ سفارة دائمة بالرباط ويطوّر مبنى قنصليته بدبي
حاخام اليهود الأكبر في الإمارات يكشف أعدادهم
اتفاق إسرائيلي إماراتي جديد لتوسيع مشاريعهما في أفريقيا