صحافة دولية

فنان إسرائيلي "داعم للسلام" يمتدح المستوطنين

أشار التقرير إلى أن علاقة نجم الروك العبري برئيس الوزراء السابق اسحاق رابين كانت ودية- حساب أفيف بفيسبوك

تناولت صحيفة الغارديان، في تقرير لها، أعده مراسلها بالقدس، بن لينفيلد تحول الموقف السياسي الذي طرأ على أحد أشهر نجوم الروك الإسرائيليين.


وأثار نجم الروك الإسرائيلي أفيف جيفن الذي كان ذات يوم رمزاً لحركة السلام في البلاد، جدلاً عقب اعتذاره عن آرائه السابقة خلال حفل موسيقي في مستوطنة ذات نزعة قومية شديدة في الضفة الغربية المحتلة، بحسب تقرير مراسل الصحيفة البريطانية.


وأضاف لينفيلد في تقريره: "يمكن النظر إلى "التوبة العلنية" يوم الخميس في مستوطنة "بيت إيل" على أنها منعطف ثقافي في تحرك إسرائيل نحو اليمين ومسمار آخر في نعش الإرث الأكثر توجها نحو السلام لرئيس الوزراء المغتال إسحاق رابين الذي كان جيفن مرتبطا به".


وأوضح أن جيفن "أشار للمستوطنين إلى أنه خضع لعملية تحول شخصي "فتحت عيني"، وأنه كان في السابق "جاهلاً"".


وقال جيفن لجمهوره: "كنت أحاول أن أتزلّف إلى معجبي"، مشيراً إلى الهجمات التي شنّها على المستوطنين خلال مقابلات على مر السنين.

 

وأضاف: "لقد تحدثت بدافع الجهل والتقليل من شأن الآخر. وبما أنني نضجت، أنا آسف جداً لذلك. تعلمت الكثير من الأشياء وأنا هنا بدافع الحب والوحدة".


ووصف المغني العبري المستوطنين بـ"الإخوة"، كما خص بالذكر وزيرة الداخلية اليمينية المتشددة والمؤيدة للمستوطنين، أييليت شاكيد، لأنها ساعدته على الانفتاح على أشخاص ووجهات نظر جديدة، بحسب تقرير الغارديان. 


وأضاف التقرير أنه "كجزء من اتجاهه الجديد، ظهر جيفن ليلة الأحد في كدوميم، وهي مستوطنة متشددة أخرى، لحضور حفل موسيقي مشترك مع أبراهام فريد، وهو فنان مفضل لدى المستوطنين الأيديولوجيين الذين يعتقدون أن الضفة الغربية - أو كما يسمونها، يهودا والسامرة - هي استحقاق يهودي من الله وأن التسوية الإقليمية مع الفلسطينيين تنفي عملية مجيء المسيح".


وذكر مراسل الغارديان أن جيفن "كان معروفاً سابقاً بأنه علماني حاد لكنه بدأ في الظهور مع فريد خلال العام الماضي".

 

ولفت التقرير إلى أن الفنان الإسرائيلي أعرب عن اهتمامه باليهودية عبر لقاء الحاخامات، وفقاً لدودي باتيمر، مقدّم برنامج موسيقي على محطة الإذاعة الإسرائيلية 103 أف أم، كما أنه ارتدى في حفل "بيت إيل" قلنسوة كعلامة على الالتزام الديني.

 

اقرأ أيضا:  "المقاومون الجدد".. ظاهرة تشكل تحديا خطيرا للاحتلال بالضفة

 

وأشار لينفيلد إلى أن إسرائيل "تحولت إلى اليمين منذ عهد رابين لدرجة أن السياسيين تجنبوا قول كلمة السلام، وأصبح المستوطنون التيار الرئيسي".


وتابع التقرير أن باتيمر "قال إنه يعتقد أن تصريحات جيفن منطقية من الناحية المهنية"، مضيفا أن "الناس ينضجون ويتغيرون لكنني أعتقد أنه يريد أيضاً تعزيز مسيرته المهنية وتوسيع جمهوره".


وأشارت الغارديان إلى أن المطربين الإسرائيليين "يتجنبون اليوم السياسة إلى حد كبير في أغانيهم، وإذا أدلوا بتصريحات علنية فإنهم أكثر انسجاماً مع المواضيع اليمينية مثل الحاجة إلى القتال، بحسب باتيمر. اليوم إذا قلت إن علينا الانسحاب من جميع المناطق، فسوف تذبح كفنان".


وقال كاتب التقرير: "لم يرد جيفن على طلب لإجراء مقابلة معه في هذا المقال".


وأوضح أن جيفن (49 عاماً) الذي استشهد ببوب ديلان وروجر ووترز كمؤثرين، "صعد إلى النجومية في التسعينيات مع نجاحات بما في ذلك شير تكفا (أغنية الأمل) والتي تم تشبيهها بأغنية "إيمجين" لجون لينون".


وأضاف أن أغاني أخرى له "استخفت بالنشيد الوطني وهاجمت الجيش الذي لم يخدم فيه، باعتباره قوة الدفاع عن الموت وليس جيش الدفاع الإسرائيلي".


وأشار التقرير إلى أنه "في ذلك الوقت، كان نجم الروك الشاب على علاقة ودّية مع رابين، رئيس الوزراء الشجاع آنذاك الذي صافح ياسر عرفات في حديقة البيت الأبيض وندد بالمستوطنات". 


وذكّر التقرير بأن "جيفن أدى حفلاً في مسيرة السلام التي نظمت في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1995 في تل أبيب قبل اغتيال رابين مباشرة"، لافتا إلى أن "آخر صورة لدى العديد من الإسرائيليين لرؤية رابين حياً هي حين كان يسير نحو جيفن ويصافحه قبل أن يتوجه إلى أسفل الدرج ويطلق عليه النار من قبل مؤيد مستوطن يدعى يغال عمير".


وختم بالقول إن "أوري درومي الذي شغل منصب المتحدث باسم رابين، انتقد اعتذار جيفن قائلاً لا بد أن رابين يتقلب في قبره.. آخر شيء سيفعله رابين هو التزلف للمستوطنين. أنا متأكد من أنه كان سيقول شيئاً قاسياً حول هذا الموضوع".