مقاومون يقرصنون المصالح الإسرائيلية والمسؤولين لدى الاحتلال في مقاومة من نوع آخر في الفضاء الإلكتروني..
هل توقعت يوماً أن يكون المقاوم خلف شاشة حاسوب، وليس في أرض المعركة؟ الحاسوب سلاح فتّاك ربما لا يقل قوة عن السلاح العسكري في الميدان.
حربٌ إلكترونية يخوضها مقاومون ضد الاحتلال بهدف شل قدرات العدو. ومن حين لآخر يرد إلى مسامعنا أنباء تعرض مواقع إسرائيلية حكومية وأمنية حساسة لهجمات إلكترونية غالبًا ما تكون سرية المصدر.
وعادة ما تشل الهجمات حركة دولة الاحتلال بأكملها، وتُدخلها بدوامة لمحاولة حل تلك الأعطاب.
وكانت آخر حصيلة لتلك المعركة، اختراق هاتف رئيس الموساد الإسرائيلي للمرة الثانية.
"هل من الممكن أن تكون الحرب الإلكترونية بديلا عن استخدام السلاح التقليدي في الحرب؟".. "مركز أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب" أجاب عن هذا التساؤل، مؤكدا أن مجال الحرب السيبرانية سيحتدم أكثر في المستقبل، وستتسع رقعته إلى جبهات متعددة.
وبحسب صحيفة "جيروزاليم بوست"، فإن معدل الهجمات السيبرانية ارتفع عام 2021 بنسبة 92% ضد الاحتلال الإسرائيلي. الأمر الذي يرجح أن حرب الظل جزء من مستقبل الحروب.
اقرأ أيضا: قراصنة يخترقون كاميرات أمنية بشوارع "تل أبيب" (شاهد)
وطالت الهجمات شخصيات أمنية بارزة، حيث نجح القراصنة في اختراق هاتف زوجة رئيس الموساد ونشروا معلومات عن راتبه، ومدخراته، ومعاشه التقاعدي.
كما أنه وقع اختراق لهاتف وحاسوب رقمي لوزير الحرب بيني غانتس.
وخلال السنوات الأخيرة، أعلن الاحتلال عن تعرض مؤسسات تجارية وشركات تأمين ومستشفيات، بل ومؤسسات حيوية كمصلحة المياه، إلى هجمات إلكترونية.
واتهمت إسرائيل مخترقين إلكترونيين إيرانيين بتنفيذ تلك الهجمات. من جهتها اتهمت طهران الاحتلال بالمسؤولية عن هجمات إلكترونية امتدت إلى عدد من مرافقها الحيوية بينها محطات وقود.
الهجمات السيبرانية لم تترك ضحايا بين الطرفين، إلا أنها خلقت فوضى واضطرابات نفسية لدى السكان، بحسب "نيويورك تايمز"، التي أكدت أن تلك الهجمات حققت هدفها.
وظهرت في المدة الأخيرة مجموعات سيبرانية عراقية أعلنت عن قيادتها لهجمات على مواقع وخوادم حكومية إسرائيلية.
وعلى غرار "مقاتلي عز الدين القسام" للقرصنة، فقد ظهرت مجموعات من "المقاومين" القراصنة تبنوا العديد من عمليات القرصنة ضد الاحتلال مثل: "الأيادي المفتوحة" و"عصا موسى"، و"بلاك شادو".
قائد جهاز ما يسميه الاحتلال "منع العنف والجريمة"، أشار إلى صعوبة هذه الحرب، حيث إنه وصف القراصنة بالأذكياء، وأن ما يصعّب محاربتهم هو عدم تركهم لأي أثر لتعقبهم.