كشفت
وزارة الخارجية الإسرائيلية عن تعرضها في الآونة الأخيرة لهجمات إلكترونية موجهة ومحترفة،
من خلال حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"
و"إنستغرام"، تزعم أنها حسابات رسمية لسفراء وقناصل إسرائيليين في عدة دول
حول العالم، وقد بدت الحسابات موثوقة، وتتضمن محتوى مأخوذا من الحسابات الحقيقية لهؤلاء
السفراء والدبلوماسيين، لكن الهدف على ما يبدو هو محاولة الحصول على معلومات شخصية
عنهم، وتوزيع معلومات كاذبة.
تال
شنايدر مراسلة موقع "زمن إسرائيل"، نقلت عن "أوساط مطلعة في وزارة الخارجية
بتل أبيب أن الحسابات المستهدفة طالت السفراء والقناصل الإسرائيليين في كل من الهند
والإكوادور ومونتيفيديو وألبانيا وفنلندا ورومانيا، حيث عملت الحسابات المزيفة بشكل
متطور، عندما تقوم بتحميل محتوى مطابق تمامًا للحسابات الحقيقية للسفراء بهدف بناء
موقع موثوق به على الإنترنت، وقد خشيت الوزارة من إجراء تحقيقات شخصية لهذه الحسابات
بقصد التحدث مع السفير الإسرائيلي مباشرة".
وأضافت
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الوزارة تخشى أن تبدأ تلك الحسابات بنشر معلومات كاذبة عن إسرائيل، إذا لم تتم إزالتها من الشبكة العنكبوتية، حيث تم الكشف
عن ذلك في مؤتمر عقدته وزارة الخارجية للدبلوماسيين الأجانب في تل أبيب حول موضوع الدبلوماسية
الرقمية، ومن وجهة نظر وزارة الخارجية فإن هذه ظاهرة مقلقة، لأنها قد تستخدم في المستقبل
لنشاط تخريبي أو عدائي تجاه إسرائيل، أو على الأقل الإضرار بمكانة ممثلي وزارة الخارجية
في الدول الأجنبية".
وأوضحت
أنه "في ضوء زيادة عدد الحسابات الوهمية، فقد وجهت الدائرة الأمنية بوزارة الخارجية
توجيهات لرؤساء البعثات الإسرائيلية حول العالم لرصد الأحداث غير العادية على الشبكات،
والاهتمام بها، كما عقدت الوزارة يومًا دراسيا لزيادة الوعي بالسلوك الصحيح على الشبكات
الاجتماعية، حيث عقد ضباط الأمن في السفارات جلسات إيجاز للموظفين حول العالم، وسلموا
لهم المواد والتعليمات المكتوبة في ما يتعلق بأنشطة الممثلين على الشبكات".
ديفيد
سارانغا السفير الإسرائيلي في رومانيا أكد أن "عملية إزالة الحسابات المزيفة قد
تستغرق وقتًا طويلاً، كاشفا أنه يرأس حاليًا قسما من 40 موظفا يديرون حسابات وزارة
الخارجية بعدة لغات وعلى منصات متنوعة، بما فيها "فيسبوك" و"تويتر"
و"يوتيوب" و"إنستغرام" و"تيك توك"، مؤكدا أن أول من
يكتشف حسابًا مزيفًا هم عادة الدبلوماسيون الذين تم فتح الحساب المزيف باسمهم، مع العلم
أن نمط التزوير مثير للاهتمام، فالحسابات المزيفة تتظاهر بأنها متطابقة مع المحتوى
والنشاط الذي يقوم به السفير".
يتركز
التخوف الإسرائيلي في أن الحساب المزيف يعطي انطباعا للمتصفح بأنه موثوق ومعرّف لتشجيع
النشطاء على الاتصال بصاحبه، تمهيدا لاحتوائه مستقبلا على محتوى كاذب، ولعل خطورتها
أن معظم سفراء إسرائيل في العالم يديرون حسابات على الشبكات الاجتماعية، لكن لا تزال
هناك مجموعة من الدبلوماسيين، من الجيل القديم، لا يرغبون في الاتصال بالشبكة العنكبوتية،
ولذلك تم فتح الحسابات المزيفة لمن لديهم وجود على الشبكة، حتى الدبلوماسيين القدامى
لم يسلموا من هذه المحاولة".