عوائده البترولية بالمليارات لكنه يفتقر إلى الكهرباء والصحة والتعليم .".فنزويلا" قصة بلد حوّلته السياسات الفاشلة من أغنى دولة إلى أفقر شعب ..ما القصة؟
دولة غنية وشعب فقير.. تنام على ربع احتياطي
النفط في العالم، لكنها تغرق في الديون والجوع والإفلاس، فكيف تحولت فنزويلا من الغنى إلى الفقر؟
الكثير يتساءل: كيف لدولة مثل فنزويلا أن تضم ملايين الفقراء والجياع التي أجبرتهم ظروفهم القاسية على الهروب مشيا على الأقدام إلى الدول المجاورة بحثا عن لقمة العيش لا أكثر، كيف ذلك؟
وهي التي تمتلك ثاني أكبر الاحتياطات من الذهب، وثالث أكبر منتج للفحم بعد البرازيل وكولومبيا، وتاسع دُول العالم من حيث الموارد الطبيعية، احتياطاتها من النفط أكبر من تلك الموجودة في أمريكا وكندا والمكسيك مجتمعة، ولديها ثامن أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي، في بلد يعيش فيه قرابة 30 مليون نسمة، لكنها رغم هذه الثروات الهائلة تتصّدر قائمة الدول الأكثر فقرا وبؤسا.
يواجه شعبها تدهورا اقتصاديا واجتماعيا بدل أن
يكون أغنى شعب في أمريكا الجنوبية "اشتراكية" تشافيز، داء العظمة ووهم
الثورات دفعت الرئيس السابق هوغو تشافيز عام 1998 إلى إحياء "الشيوعية" الآفل نجمها مع سقوط الاتحاد
السوفييتي تحت مسمى "الثورة البوليفارية"، التي أعلن فيها مُساندته للفقراء، وتخصيصه الجزء الأكبر من العائدات
النفطية لبرامج التنمية والمساكن الاجتماعية مُقابل تهميشه للتنمية الصناعية والزراعية، إذ تقول دراسة أجرتها جامعة فنزويلا إن سياسة "تشافيز" وخلفه مادورو 2013 كانت وراء إفلاس معظم الشركات الفنزويلية، التي كانت قائمة قبل الثورة عن طريق عزل المهندسين والخبراء ذوي الكفاءة من مناصبهم في شركة "النفط الوطنية الفنزويلية"، وتعيين
كوادر سياسية مكانهم تحت عباءة الولاء للأيديولوجية البوليفارية، ما أدى إلى تدهور إنتاجية الشركة وماليتها، وتفاقم معدلات النهب والفساد، فاقمها أكثر إعلان الحرب على الشركات الأمريكية ورجال المالما، دفعهم إلى الهروب بالأموال خارج
البلاد، وبالتالي توقف الاستثمارات والتمويل.
رسالة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى
الكونغرس عام 2019، التي أعلن فيها حظرا اقتصاديا كاملا على فنزويلا، أثقلت كاهل الرئيس الحالي نيكولاس مادورو، الذي سار على سياسات شافيز رافضا تعديل السياسات الاقتصادية "الفاشلة"، رغم تنامي البطالة وتراكم الديون وارتفاع الأسعار التي فاقمت معدلات التضخم القياسية، في ظل أزمة عدم استقرار أسعار النفط، أشعلت نيران مُظاهرات قد تنذر بحرب أهلية ستُغذيها أكثر عصابات النهب والفوضى، وسط معُارضة سياسية "مدعومة أمريكيا" تطالب فقط بإسقاط "مادورو".