رصدت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية مقتل 31 شخصا خلال مظاهرات
احتجاجية، اندلعت إثر موت الشابة مهسا أميني في أثناء احتجازها لدى "شرطة الأخلاق"،
في حين أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن 17 شخصا من المواطنين والقوات الأمنية
فقدوا حياتهم خلال الاضطرابات.
وتحاول قوات الأمن الإيرانية، القضاء على احتجاجات شملت نحو
100 مدينة في إيران، عن طريق قوات "الباسيج" المخصصة للهجوم السريع
والمواجهة، مما جعلها هدفا مباشرا للمحتجين.
وقالت وسائل إعلام شبه رسمية؛ إن خمسة على الأقل من أفراد
قوات الأمن قتلوا في مدن إيرانية مختلفة على مدى الأسبوع المنقضي، من بينهم أربعة
من "الباسيج"، فيما اتهمت المتظاهرين بأنهم "عصابات ومثيرون
للشغب".
نشأة الباسيج
تشكلت قوات الباسيج في عام 1979 على يد قائد الثورة
الإسلامية آية الله الخميني، كقوة شبه عسكرية من المتطوعين، والاسم الرسمي للقوات هو
"منظمة تعبئة المستضعفين".
ذاع صيت "الباسيج" خلال حرب الخليج الأولى بين
العراق وإيران في الفترة من عام 1980 وحتى عام 1988، حيث كانت تنفذ هجمات عن طريق
"موجات بشرية" ضد قوات صدام حسين، بهدف اكتساح المدافعين بالكثرة، وبغض
النظر عن العدد الكبير من الضحايا الذين سيسقطون.
وخلال أوقات السلم تتولى "الباسيج" مهمة إنفاذ
الأعراف الاجتماعية الإسلامية في البلاد، وتعمل كشرطة أخلاق على المعابر ونقاط
التفتيش وفي المتنزهات، وفي أحيان أخرى في القضاء على الاحتجاجات.
اقرأ أيضا: ارتفاع حصيلة احتجاجات إيران.. والحرس الثوري يتوعد
ويقدر محللون أن متطوعي الباسيج قد يكونون بالملايين، من
بينهم نحو مليون عضو نشط.
وبعد اندلاع الحرب الإيرانية العراقية، تم دمج "الباسيج"
في الهيكل التنظيمي للحرس الثوري الإيراني، لكن بعد انتهاء الحرب لم يتم تفكيكها، وظلت
مليشيا دينية تقدم قوة عددية لمؤسسات البلاد، ووجودها كثيف في التجمعات المؤيدة
للحكومة.
وتنتشر "الباسيج" في كل الجامعات الإيرانية لمراقبة
ملبس الناس وسلوكهم؛ إذ يلتقي الفتيان والفتيات في التعليم الجامعي للمرة الأولى في
بيئة تعليم مختلطة.
ويتكون أفراد "الباسيج" عادة من الشبان
التقليديين المتدينين الموالين للنظام الحاكم، ولهم صلات وثيقة بغلاة المحافظين في
البلاد، ويمثلون أحد أوجه الحرب الثقافية الإيرانية، التي تضع العناصر المتحفظة في
مواجهة المواطنين الأكثر تحررا.