قالت صحيفة الغارديان
البريطانية، إن عاملات منازل كينيات، يتعرضن لانتهاكات كبيرة في السعودية.
وتشير الصحيفة إلى أن ما يدفع الكينيات إلى
العمل في هذه الظروف، الأوضاع الاقتصادية الصعبة ومعدلات البطالة المرتفعة في
بلادهن.
واحدة من هؤلاء هي جوي سيميو (25 عاما) التي
كانت تعتقد أن حياتها ستتجه نحو الأفضل بعد حصولها على وظيفة في أحد المنازل في
السعودية رغم أن هذه الوظيفة لم تكن حلمها، لكن أحلامها تلاشت بعد أن تركت
الدراسة الجامعية بسبب الضغوط المالية.
وقالت: "كنت بحاجة ماسة إلى وظيفة".
لكن في غضون أشهر عادت إلى بلادها، برفقة نساء
أخريات عشن ظروفا صعبة. وتلاحق أصحاب العمل في الدولة الخليجية مزاعم إساءة جسدية ونفسية
ضد العاملات الوافدات.
ويعيش حوالي 30 مليون عامل مهاجر في دول مجلس
التعاون الخليجي، البحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر والسعودية والإمارات.
وفي بعض دول الخليج، يشكل المهاجرون معظم
السكان. ويعمل حوالي 80 في المئة منهم في البناء والضيافة والوظائف المنزلية.
ولا تقتصر مشكلات العمالة المهاجرة فقط على دول
الخليج، فقد أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش أيضا إلى مشاكل نحو 250 ألف عاملة
منزلية مهاجرة في لبنان، معظمهن من بلدان أفريقيا وجنوب شرق آسيا.
وقالت المنظمة إنهن لا يشملهن الحماية التي
يوفرها قانون العمل اللبناني، بما في ذلك اشتراط حد أدنى للأجور، وتحديد ساعات
العمل، ويوم عطلة أسبوعي، وأجر العمل الإضافي، وحرية تكوين الجمعيات.
ووفق دراسة استقصائية عن العمال الكينيين في
الخليج، أجراها "الصندوق العالمي لإنهاء العبودية الحديثة"، قال 99 في
المئة منهم إنهم "تعرضوا لسوء المعاملة"، وكانت الشكاوى الأكثر شيوعا هي
مصادرة جوازات السفر أو منع الأجور، ويليها العنف والاغتصاب.
وأثارت تقارير الإساءة ضد العاملات الكينيات في
السعودية غضبا في وقت سابق من هذا الشهر في كينيا مع انتشار صور للعاملة الشابة
التي كانت تعمل في السعودية، ديانا تشيبكموي، تبدو فيها شاحبة، بعد مزاعم تعرضها
للإساءة من صاحب العمل.
وبسبب ضغوط الرأي العام، تمكنت الحكومة الكينية
من إعادتها مع عدد قليل من عاملات أخريات، من بينهن سيميو.
وقالت سيميو إنها "أُجبرت على العمل في
منازل متعددة، وحُرمت الطعام والراحة، ومنع صاحب العمل عنها أجرها، مدعيا أنها لم
تكن تقوم بما يكفي من العمل للمطالبة بأجر، أو أنه سيدفع لها أجرها في الوقت
المناسب".
وقالت إنها هربت من المنزل الذي كانت تعمل فيه،
وذهبت إلى وكالة العمل التي وظفتها وطلبت نقلها إلى منزل آخر. ووعدتها شركة
التوظيف بالحصول على عملها في غضون يومين، لكن ذلك امتد لأسابيع، وكانت العديد من
النساء الأخريات ينتظرن أيضا مثلها.
وزعمت أن مسؤولي شركة التوظيف أجبروهن على
البقاء في فندق بوجبة واحدة فقط في اليوم، ثم هربت سيميو وأخريات من الفندق بعد
مقاومتهن محاولة مسؤولي الشركة إعادتهن للعمل قسرا وتم نقل باقي النساء إلى
السفارة الكينية.
وقال فريد أوجيرو من منظمة هاكي أفريكا،
في مومباسا التي تدافع عن حقوق العمال في جميع أنحاء القارة: "إنها عبودية
العصر الحديث".
وتعتبر سيميو نفسها محظوظة لأنها عادت إلى
الوطن.
ووفقا لتقرير صادر عن وزارة الخارجية الكينية
أواخر العام الماضي، توفي 89 كينيا على الأقل، معظمهم من عاملات المنازل، في
السعودية بين عامي 2020 و2021. وعزت السعودية هذه الوفيات إلى "سكتات قلبية".
وفي مواجهة هذه الإحصائيات القاتمة، اقترحت
وزارة الخارجية الكينية حظر إرسال عاملات منازل كينيات إلى السعودية إلى حين اتخاذ
تدابير للحماية، لكن مسؤولا حكوميا رفيعا رفض تلك الدعوات، قائلا إن مئات الآلاف
من الكينيين يعملون هناك في ظل "ظروف مواتية".
الغارديان: قضية خاشقجي وراء تعيين ابن سلمان رئيسا للوزراء
WSJ: السعودية تتيح شرب الخمور في منتجع "سندلة"
WP: حملة القمع السعودية تظهر خداع محمد بن سلمان لبايدن