سياسة دولية

الناتو يعلن مواصلة دعم أوكرانيا.. واجتماع أوروبي مرتقب

ستولتنبرغ: التقدم الأوكراني في ساحة المعركة يعود في جزء منه إلى الأسلحة التي يقدمها أعضاء الحلف- وزارة الدفاع الأوكرانية

أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" ينس ستولتنبرغ، أن المنظمة ليست في صراع مع روسيا و"هذه حرب بدأها بوتين باختياره"، وقال: "نحن نوجه مساعدات لدولة مستقلة في أوروبا تحاول الدفاع عن نفسها، وسوف نستمر في هذه المساعدة".

جاء ذلك في مقابلة لستولتنبرغ مع قناة "إن بي سي" الأمريكية، الأحد.

وحول التلويح باستخدام أسلحة نووية مؤخرا، قال ستولتنبرغ إن خطاب الرئيس الروسي "خطير ومتهور، ولكنه شيء سمعناه من قبل عدة مرات، ومع ذلك فإنه لا يغير حقيقة أنه خطير، وهذا هو السبب الذي دفعنا إلى أن نوصل لبوتين (رسالة مفادها) أن أي استخدام لهذه الأسلحة، ستكون له تداعيات خطيرة ضد روسيا".

وحول الرد المناسب على ضم روسيا أراضي أوكرانية، قال إن "أفضل رد الآن هو ما يحدث من تزويد أوكرانيا بالمساعدات".

وقال: "الحلفاء يزيدون الدعم لضمان استعادة الأراضي المحتلة".

وقال إن الفضل في تقدم أوكرانيا في ليمان "يعود إلى شجاعة ومهارة الأوكرانيين، وأيضا إلى الأسلحة المتقدمة التي قدمتها الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء لأوكرانيا".

وحول طلب أوكرانيا الانضمام إلى "الناتو"، قال إن الحلف يعتمد "سياسة الباب المفتوح، ولكل دولة عضو فيه الحق في أن تختار مسارها، وأي قرار بشأن العضوية يتم اتخاذه بإجماع الدول الأعضاء".

دخول الحلف

في ذات السياق أدان رؤساء تسع من الدول الأعضاء في "الناتو"، الأحد، ضم روسيا للمناطق الأوكرانية، وطالبوا الحلف في بيان مشترك، بزيادة الدعم العسكري بشكل كبير إلى أوكرانيا.

وأشار البيان إلى أن قادة هذه الدول "زاروا كييف خلال الحرب وشهدوا بأعينهم تداعيات العدوان الروسي".

وقال البيان: "نحن نؤكد دعمنا لسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية. نحن لا نعترف ولن نعترف بالمحاولات الروسية لضم أي منطقة أوكرانية".

وأعرب رؤساء التشيك وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود وبولندا وسلوفاكيا ورومانيا، عن دعمهم الثابث لـ"قرار قمة بوخاريست 2008 المرتبط بالعضوية المستقبلية لأوكرانيا في الحلف".

"نحن ندعم أوكرانيا في دفاعها ضد الغزو الروسي، ونطالب روسيا بأن تنسحب فورًا من جميع المناطق المحتلة، ونشجع جميع الحلفاء على أن يزيدوا مساعداتهم العسكرية لأوكرانيا بشكل قوي".

 

في المقابل أعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الأحد، أن طلب أوكرانيا الانضمام إلى الناتو "ليس قضية أساسية في هذه اللحظة".


وقال في تصريح للتلفزيون الحكومي الإسباني "RTVE" إن "الشيء المهم هو مواصلة الدعم العسكري لهذا البلد والعقوبات ضد روسيا كما تم القيام به حتى الآن".


وجاء هذا التصريح عقب يوم من طلب أوكرانيا تسريع عملية انضمامها إلى حلف الناتو وذلك في نفس اليوم الذي أعلن فيه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ضم أربع مقاطعات أوكرانية إلى بلاده.

 

اقرأ أيضا: أوكرانيا تستعيد بلدة ضمتها روسيا.. والبابا يناشد بوتين

اجتماع أوروبي

يلتقي قادة دول الاتحاد الأوروبي مع نظراء لهم من خارج التكتل، الخميس والجمعة في براغ، للبحث في سبل الاستجابة لتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا، بحسب ما أعلن رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال.

وقال ميشال الأحد، في دعوة وجهها إلى زعماء الاتحاد الأوروبي: "في غضون أيام قليلة نلتقي في براغ في حدثين مهمين: الاجتماع الأول للمجموعة السياسية الأوروبية في 6 تشرين الأول/ أكتوبر والاجتماع غير الرسمي للمجلس الأوروبي في اليوم التالي".

وأضاف: "اتفقنا على إطلاق المجموعة السياسية الأوروبية بهدف التقريب بين دول القارة". وتمت دعوة زعماء 17 دولة للمشاركة، هي المملكة المتحدة وتركيا ودول غرب البلقان الست وسويسرا والنرويج وآيسلندا وليختنشتاين وأوكرانيا وجورجيا ومولدافيا وأرمينيا وأذربيجان.

وشدد ميشال على أن "الطموح هو الجمع بين القادة على قدم المساواة وتعزيز الحوار السياسي والتعاون بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك حتى نعمل معا على تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في أوروبا بكاملها".

ويبدأ الاجتماع بجلسة عامة الخميس في قلعة براغ تليها "طاولات مستديرة واجتماعات ثنائية"، بحسب ميشال. وأوضح أن هذا الاجتماع الأول للمجموعة السياسية الأوروبية سيختتم بعشاء عمل ولكن لا يُتوقع صدور "أي نتيجة رسمية مكتوبة" عنه.

من ثم يجتمع زعماء دول الاتحاد الأوروبي الـ27 الجمعة في قمة غير رسمية يناقشون خلالها "ثلاث قضايا ملحة ومترابطة: الحرب الروسية في أوكرانيا، والطاقة، والوضع الاقتصادي"، بحسب ميشال.

وقال: "سنناقش سبل مواصلة تقديم دعم اقتصادي وعسكري وسياسي ومالي قوي لأوكرانيا، طالما كان ذلك ضروريا، وسننظر في السبيل الأفضل لحماية بنيتنا التحتية الحيوية".

وشدد على أن المشاورات يجب أن "تعالج ارتفاع الأسعار للأسر والشركات، وتدعم النمو والوظائف، وتحمي الأشخاص الضعفاء الذين يعانون أكثر من غيرهم جراء فواتير الطاقة المرتفعة".


ألمانيا والدنمارك والنرويج

أعلنت برلين الأحد، أن ألمانيا والدنمارك والنرويج ستزوّد أوكرانيا بـ 16 منظومة مدفعية من طراز هاوتزر اعتبارا من العام المقبل، في وقت تسعى فيه كييف للحصول على أسلحة ثقيلة لتعزيز هجومها المضاد ضد روسيا.

ويأتي الإعلان بعد زيارة أجرتها وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريشت لأوكرانيا في نهاية الأسبوع، هي الأولى منذ بدء الغزو الروسي في شباط/ فبراير.

وكانت ألمانيا والدنمارك والنرويج قد اتّفقت على تمويل مشترك لشراء منظومات "سوزانا 2" المدفعية السلوفاكية الذاتية الدفع، بكلفة قدرها 92 مليون يورو، وفق وزارة الدفاع الألمانية.

وسيتم إنتاج هذه المنظومات في سلوفاكيا على أن تسلّم لأوكرانيا مطلع العام 2023، وفق الوزارة.

لكن التعهّد لا يزال دون ما تطالب به أوكرانيا.

وطلبت كييف مرارا تزويدها بدبابات قتالية ألمانية من طراز ليوبارد، لكن المستشار أولاف شولتس رد الطلب.

وقال شولتس إنه لا يريد المضي قدما في تزويد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة في مبادرة فردية، وأعلن أنه لن يتّخذ أي قرار على هذا الصعيد إلا بالتشاور مع حلفائه الغربيين.