تسعى دولة الاحتلال لأن تشكل بديلا عن الغاز الروسي لدول أوروبا من خلال جهودها المتواصلة مع دول المنطقة، خاصة مصر واليونان وتركيا، لكن القناعات الإسرائيلية المتخصصة تؤكد أنه لا يمكن للغاز الإسرائيلي أن يكون بديلاً عن الغاز الروسي لأوروبا، بسبب تحديات كبيرة.
وفي الوقت ذاته، فإن ظهور اسم الغاز الإسرائيلي عقب فرض العقوبات الغربية على روسيا، وما أسفرت عنه من أزمة طاقة حادة لها، وهي تحاول إيجاد بدائل للغاز الروسي، جاء باعتباره خيارا لاستيراد الغاز الطبيعي منها، وبالتالي تخفيف الاستيراد من روسيا، أو إيقافه تمامًا، رغم أن كميات الغاز المطلوبة لمتوسط الاستهلاك الأوروبي السنوي، تفوق بشكل هائل قدرات إسرائيل التصديرية، فضلا عن اختلاف الشكل الهيكلي لتجارة الغاز العالمية، مما يجعل هذا الطموح الإسرائيلي "سخيفاً".
نيتسان ليفشيتز الخبيرة الاقتصادية، ذكرت أن "إسرائيل رغم احتياطيات الغاز التي تم اكتشافها في البحر، لكنها لا تملك القدرة على تصدير كميات من الغاز لدول أوروبية بحجم يلبي احتياجاتها، لعدة أسباب، أولها قيود البنية التحتية الحالية، وثانيها أن كميات الغاز التي تنتجها إسرائيل ضئيلة للغاية من منظور أوروبي، فقد أنتجت إسرائيل في 2021، 19.47 مليار متر مكعب، واستهلكت 12.33 مليار متر مكعب، وصدرت 7.14 مليارات متر مكعب".
اقرأ أيضا: ما خطورة أول استحواذ إسرائيلي على أصول مصرية بقطاع الطاقة؟
وأضافت في مقال نشره موقع زمن إسرائيل، وترجمته "عربي21" أن "الاحتياجات الأوروبية تكشف تواضع العرض الإسرائيلي، وعدم كفايته، ففي 2021 استورد الاتحاد الأوروبي 155 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال من روسيا، أي 45٪ من إجمالي وارداتها من الغاز، ألمانيا لوحدها استوردت 56 مليار متر مكعب، وبلغت الكمية السنوية من الغاز المستهلكة في دول الاتحاد الأوروبي نصف مليار متر مكعب من الغاز، وهذه كميات فلكية تفوق بكثير ما تستطيع إسرائيل توفيره".
وأشارت إلى أن "السبب الثالث لعدم جدية العرض الإسرائيلي يتعلق بعدم جدوى استبدال الغاز الروسي بالإسرائيلي، فالغاز، بعكس النفط، يُنقل في خطوط أنابيب ثابتة من نقطة جغرافية لأخرى، ومن أجل بناء خط أنابيب غاز على طريق جديد هناك الكثير من الوقت والمال المطلوب، وأي مشروع جديد يتم إنشاؤه اليوم سيكون صالحا للإنتاج فقط بعد بضع سنوات، ولعل مشروع إنشاء خط أنابيب الغاز EastMed المخطط لنقل الغاز من إسرائيل عبر اليونان في 2019 يتوقع أن يكتمل بحلول 2025".
وبعيدا عن البروباغندا الإسرائيلية التي وعدت الأوروبيين بتوفير بديل عن الغاز الروسي، فإن الوقائع الواردة أعلاه تكشف أن القيود التي تواجه تصدير الغاز الإسرائيلي لأوروبا ليس فقط نتيجة قلة الاستثمار والتمويل الأوروبيين، بل لأن إسرائيل ذاتها ليس لديها في المستقبل المنظور القدرة بأن تكون بديلاً عن الغاز الروسي للدول الأوروبية، وكميات الغاز التي تمتلكها والقادرة على تصديرها ضئيلة جدا، ولا تتجاوز نسبة معزولة عن نطاق الاستهلاك أو الواردات الأوروبية.
ترقب إسرائيلي لنتائج مؤتمر "الشيوعي الصيني" على العلاقات
محاولة عرقلة عقد مجلس الشراكة مع أوروبا تقلق الاحتلال
جنرال إسرائيلي بارز: كانت لدينا فرص لاغتيال نصر الله ولم نفعل