كشف تقرير لـ"بي بي سي" عن معاناة الشرطة الفرنسية في وقف شبكات تهريب المهاجرين غير الشرعيين إلى بريطانيا عبر القنال الإنجليزي (بحر المانش).
ونقل التقرير تدخل القوات الفرنسية عبر طائرة مسيّرة حاملة لكاميرا حرارية في مرحلة أولى من أجل مراقبة رجلين كانا يعدان قاربا لنقل المهاجرين قبل أن يتدخل أفراد من قوات الدرك عبر عربة شاطئية تنطلق بهم عبر الأرض الرملية المغطاة بالنباتات والشجيرات متجهة صوب الموقع.
تستغرق الرحلة أقل من 5 دقائق للوصول إلى هناك، ولكن يتعين على أفراد الوحدة السير على الأقدام عبر الـ 50 مترا الأخيرة نظرا لكونها مغطاة بأحراش كثيفة شائكة، يصل ارتفاع بعضها إلى مستوى الصدر.
ورغم المعدات التقنية التي زودتهم بها المملكة المتحدة، فإن الشرطة الفرنسية تجد صعوبة في وقف عمليات التهريب نظرا لطبيعة الساحل الشمالي لمدينة كاليه، التي يفصلها القنال الإنجليزي عن بريطانيا.
ونقلت "بي بي سي" عن الجنرال فرانتس تافار من قوات الدرك الفرنسية قوله إن "الغطاء النباتي يعمل ضدنا"، مضيفا أن "المهربين يدركون ذلك، ولذا فهم يخزنون القوارب هنا عن عمد".
في المقابل، أكد الجنرال أن الطائرات المسيرة البريطانية مفيدة للغاية لأنها ترصد حتى المواقع المخفية بشكل جيد، قائلا إن "الطائرة المسيرة اكتشفت هذا المكان. أما طائرة (الاستطلاع) التي مرت هنا من قبل لم ترصده، لأن الأشجار كانت تخفيه".
وكشف أنه "أمامنا 5 دقائق للتدخل، بين اللحظة التي ينفخون فيها القارب واللحظة التي يضعونه فيها في مياه البحر، وإلا تكون المسألة قد انتهت".
ويبلغ طول الشريط الساحلي لمدينة كاليه الفرنسية، التي عادة ما تكون نقطة انطلاق المهاجرين غير الشرعيين إلى بريطانيا، 160 كيلومترا، حيث استثمرت كل من لندن وباريس في المزيد من دوريات الحراسة وفي تقنيات أفضل، فضلا عن أنواع مختلفة من العربات. ومع ذلك، فإن أعداد الأشخاص الذين يعبرون القنال في ارتفاع متواصل.
وقالت الشرطة الفرنسية إنها تمنع حوالي نصف محاولات العبور، ولكن أكثر من 30 ألف شخص تمكنوا من الوصول إلى المملكة المتحدة حتى الآن خلال العام الجاري فقط.
وليس المهاجرون وحدهم هم من يجتذبهم طريق العبور هذا بشكل متزايد، فقد كانت هناك تقارير عن شبكات تهريب جديدة خلال الصيف المنقضي.
وكشف مسؤول فرنسي رفيع المستوى على دراية جيدة بالموقف أن شبكات تهريب ألبانية تعمل الآن عبر القنال بشكل مستقل عن الشبكات الكردية والعراقية الرئيسية.
وقال إن شبكات التهريب الألبانية "أكثر كفاءة من الشبكات الأخرى. 40 في المئة من الأشخاص الذين نعترضهم على هذا الجانب من القنال ألبانيون، ولكنهم يشكلون 60 في المئة من عدد الأشخاص الذين يصلون إلى الضفة الأخرى".
وأضاف: "نظن أنهم أكثر خبرة بكثير من الآخرين في ما يتعلق بالنشاط الإجرامي، ومعتادون بشكل أكبر على تنظيم أنفسهم وعلى تفادي الشرطة. كما أن أسعار الشبكات الألبانية أعلى من أسعار الشبكات الأخرى".
وكشف أن "ثمن عبور الشخص الواحد 4,000 يورو، وكل قارب يحمل 40 شخصا، فلكِ أن تحسبي (الأرباح). إنها تجارة مربحة للغاية، بل إنها أكثر ربحية من الاتجار بالمخدرات، فضلا عن أن الاتهامات الجنائية التي توجه للضالعين بها أخف".
وبحسب "بي بي سي"، يرى البعض أن نقص الأيدي العاملة، الذي يعاني منه سوق العمل البريطاني في أعقاب الخروج من الاتحاد الأوروبي، أحد العوامل التي تجتذب المهربين وزبائنهم.
اقرأ أيضا: الغارديان: نظام الهجرة ببريطانيا عنصري وحان الوقت لإصلاحه
وعلى مدى شهور، تعهدت حكومة المملكة المتحدة بترحيل هؤلاء الذين يصلون في قوارب صغيرة إلى رواندا، حيث سيتم النظر في طلباتهم الحصول على اللجوء ثم يستقرون هناك في حال قبول تلك الطلبات، تخوض حكومة ليز تراس معركة قضائية بشأن قانونية سياستها الرامية إلى ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا.
ونقلت "بي بي سي" شهادة سيكوندر البالغ من العمر 17 عاما وبعض أصدقائه، وقد التحفوا ببطانيات النجاة التي كانت تبرق كقطع من الفضة في الظلام.
قالوا إنهم جميعا من أفغانستان، وقد أنقذتهم الشرطة الفرنسية للتو من قاربهم الغارق.
وجه صحفي الـ"بي بي سي" سؤالا لسيكوندر عن ما إذا كان يعلم أن المملكة المتحدة ربما ترسله إلى رواندا، فأجاب قائلا: "سمعت بذلك، لكن بعض أقاربي الذين يعيشون في المملكة المتحدة أخبرونا بأن الخطة توقفت، وبأننا نستطيع المجيء إلى المملكة المتحدة"، مشيرا إلى أنه كانت هذه محاولته الثانية للعبور، ويؤكد أنها لن تكون الأخيرة.
تزايد الاعتداءات ضد المسلمين ببريطانيا منذ وصول الهندوس
"صراع" بين قصر باكنغهام وقنوات تلفزية حول حقوق بث الحداد
التايمز: الملك تشارلز يواجه الشرطة لعلاقته بملياردير سعودي