تترقب الأوساط العسكرية الإسرائيلية التطورات الجارية في شرق أوروبا على صعيد الحرب الأوكرانية، والسلوك الميداني الذي يقوم به حلف الناتو والولايات المتحدة، وتحاول الاستفادة منهما، دون أن تضطر لخسارة أحدهما في هذه الحرب الطاحنة، لاسيما أن التقديرات السائدة في تل أبيب ترى أن هناك جملة معضلات تواجه أعضاء الناتو، خاصة رغبتهم في تحصيل ثمن باهظ من روسيا، دون الانحدار إلى حرب شاملة.
في الوقت ذاته، يرصد الإسرائيليون تعامل قادة الدول الغربية مع جملة الأسئلة الصعبة بعد التصعيد الجاري في الساحة الأوكرانية، خاصة عقب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرار ضم عدد من المقاطعات لروسيا، والتهديد باستخدام الأسلحة النووية في ساحة المعركة، ما يفرض على إسرائيل المعرفة المسبقة لمكانها في الصراع بين هذه الكتل العظمى.
اقرأ أيضا: تنديد إسرائيلي وغربي بالضم الروسي.. ناشطون: كيل بمكيالين
إلداد شافيت وشمعون شتاين، الباحثان العسكريان في معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أشارا إلى أن "إسرائيل اختارت حتى الآن عدم الاستجابة لطلبات أوكرانيا ومساعدتها فعليًا في الحرب، كما أنها ليست شريكًا نشطًا في جهود الإدارة الأمريكية لزيادة المساعدات الدولية لأوكرانيا، وبالتالي التأثير بشكل مباشر على نتائج الحملة، وعلى علاقاتهما، وفي الوقت ذاته إعلانها بشكل لا لبس فيه أنها لن تعترف بنتائج الاستفتاءات في المناطق من أوكرانيا، باعتبار ضمّ روسيا خطوة غير مرضية".
وأضافا في دراسة ترجمتها "عربي21" أن "التصريحات الإسرائيلية الحالية لا تبدو كافية، ويجب على الحكومة الإسرائيلية الوقوف بوضوح إلى جانب أوكرانيا، بما في ذلك الاستجابة بشكل إيجابي لمطالبها في المجال الأمني، والوقوف بجانب الولايات المتحدة في الصراع الدائر مع روسيا دون تردد، لأن هذا الصراع سيكون له بلا شك تأثير على تشكيل النظام العالمي المستقبلي، ومكانة وموقف واشنطن في هذا السياق يجب أن تهمّ إسرائيل كثيرا، الآن وفي المستقبل".
وأشارا إلى أن "قرار بوتين بضم أربع مقاطعات من أوكرانيا، وتعريفه للصراع مع الغربي بأنه وجودي، يجب أن تعتبره إسرائيل يزيد بشكل كبير من مخاطر التصعيد، وطالما أن ذلك يضع الإدارة الأمريكية وحلفاءها على مفترق طرق، فإن إسرائيل مطالبة بحسم خياراتها على طول الخط بجانبهم، حتى لو وصل الأمر بالرد سياسيًا واقتصاديًا، صحيح أن البيان الرسمي الإسرائيلي بعدم الاعتراف بضم روسيا للمقاطعات الأوكرانية خطوة إيجابية، لكنها غير كافية، ويجب أن تقف إسرائيل بوضوح بجانب أوكرانيا".
ويرصد الإسرائيليون حجم المساعدات الأمريكية والغربية المقدمة إلى أوكرانيا، ما ساهم إلى حد كبير في تحسين قدرتها على الرد ونجاحاتها العسكرية، بما في ذلك الهجوم المضاد الذي تم في الأسابيع الأخيرة، وفي الرد على التعامل مع التحركات الروسية، واحتمال موافقة الكونغرس على صفقة أسلحة إضافية لأوكرانيا بما يزيد على مليار دولار.
اقرأ أيضا: أكسيوس: أوكرانيا طلبت من إسرائيل معلومات عن دعم إيران لروسيا
ولعل الهدف الأمريكي من كل ذلك، وفق الرؤية الإسرائيلية، إضعاف روسيا، بحيث لن تكون في المستقبل قادرة على تكرار ما فعلته في أوكرانيا.
في الوقت ذاته، تضع المحافل الإسرائيلية شكوكا حول ما إذا كانت واشنطن ستنجح في تحقيق أهدافها، ما يجعل السياسة الإسرائيلية تتسم بالحذر والتردد في بعض الأحيان، خاصة مع استمرار الحرب في أوكرانيا، وتزايد مخاطر التصعيد بعد تهديدات روسيا باستخدام أسلحة غير تقليدية، رغم أن ذلك وضع الإدارة الأمريكية وحلفاءها أمام مفترق طرق، وقد يستدعي من إسرائيل حسم خياراتها، وهي غير راغبة في ذلك، لأن هدفها اقتناص جملة من الأهداف في هذه الحرب، دون أن تضطر لدفع الأثمان.
زيلينسكي يهاجم الاحتلال بعد رفضه تسليح أوكرانيا
الاحتلال يكشف عن خطة لجلب اليهود من روسيا إلى الأراضي المحتلة
قلق إسرائيلي متصاعد من تقارب روسيا وإيران بقمة سمرقند