حذرت
دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، من الأخطار المترتبة على تصاعد انتهاكات
سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد
الأقصى المبارك، وخاصة في فترة الأعياد
اليهودية
وبالذات في "عيد العرش".
وتزداد
اقتحامات المتطرفين الإسرائيليين للمسجد الأقصى المبارك في فترة الأعياد اليهودية،
تلبية للدعوات الصادرة عن مؤسسات إسرائيلية متعددة وخاصة الجمعيات الاستيطانية لاقتحام
المسجد الأقصى، ويتوقع أن تتصاعد اقتحامات المتطرفين للأقصى في فترة ما يسمى بـ"عيد
العرش" العبري، والذي يستمر من يوم 10 وحتى 17 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
"وجوب
شد الرحال"
وفي
هذا العيد، تحاول جماعات الهيكل المتطرفة إدخال القرابين النباتية داخل المسجد الأقصى،
إضافة إلى استمرار أداء صلوات وطقوس تلمودية في باحات الأقصى.
وعن
كيفية حماية المسجد الأقصى والدفاع عنه أمام هجمة الاحتلال الشرسة، شدد رئيس الهيئة
الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، على
ضرورة "شد الرحال إلى المسجد الأقصى، تنفيذا للحديث الشريف: "لا تشد الرحال إلا
إلى ثلاثة مساجد؛ المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى، هذا ما نستطيع أن نقوم به على
المستوى المحلي ضمن إمكاناتنا".
وفي
تصريحه لـ"
عربي21"، تساءل خطيب الأقصى بحزن: "ما هو موقف الدول العربية
والإسلامية؟ ماذا تفعل؟" مضيفا أنه "إذا كانت هذه الدول تنتظر ماذا نفعل نحن،
فهذه مأساة، نحن ننتظر منهم أن يعملوا وأن يساندوا أهل القدس والمسجد الأقصى".
وقال
الشيخ صبري: "علينا أن نقوم بواجبنا ضمن الإمكانات المتاحة لنا، ولم نتخل عن واجبنا
رغم تراجع وتخاذل الموقف العربي بشكل عام، أما نحن، فماضون بمشيئة الله في القيام بواجبنا
وصد الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة عن المسجد الأقصى المبارك"، منوها إلى أن
"المسجد الأقصى أمانه في أعناق جميع المسلمين، شأنه شأن المسجد الحرام في مكة
والنبوي في المدينة المنورة".
بدوره،
رجح مسؤول قسم الإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية فراس الدبس، أن تزداد انتهاكات الاحتلال
والجماعات الاستيطانية بحق المسجد الأقصى، مع ارتفاع عدد المقتحمين للأقصى بشكل كبير.
تصاعد
الانتهاكات
وأوضح
في تصريح لـ"
عربي21" أن "انتهاكات الاحتلال داخل المسجد الأقصى تتمثل
في: اقتحامهم للأقصى من باب المغاربة بحراسة القوات الخاصة وعناصر المخابرات، وأداء
صلوات تلمودية علنية، والانبطاح على الأرض، والوقوف بطريقة استفزازية عند منطقة باب الرحمة
والمنطقة الشرقية، ودخولهم حفاة الأقدام وبلباس ديني، وغيرها".
ولفت
الدبس إلى أن "قوات الاحتلال تقوم بالتشديد وعرقلة دخول المصلين وحجز هوياتهم،
وأحيانا منع دخول النساء وإفراغ المنطقة الشرقية من المصلين أثناء اقتحام المتطرفين"،
مؤكدا أن "انتهاكات الاحتلال تزداد في فترة الأعياد اليهودية".
وبشكل
متواصل، تدعو دائرة الأوقاف الإسلامية وكافة المؤسسات ذات العلاقة إلى تكثيف التواجد
وشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والرباط فيه من أجل الدفاع عنه وإفشال مخططات
تهويده من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
من جانبه،
بيّن عضو لجنة الدفاع عن حي البستان وسلوان والباحث المختص بشؤون القدس، فخري أبو دياب،
أن "المسجد الأقصى هو هدف لاقتحامات المستوطنين في الأعياد اليهودية وخاصة في
"عيد العرش" وهو أحد أعياد "الحج" بالنسبة لهم والتي تضم أيضا
"عيد الفصح" و"نزول التوراة"، وأخطرها على الأقصى هو "عيد
العرش" الذي يبدأ يوم 10 تشرين الأول/ أكتوبر وينتهي في الـ17 من ذات الشهر".
وأضاف
في حديثه لـ"
عربي21": "تحاول الجماعات المتطرفة إدخال بعض القرابين
النباتية، من مثل سعف النخيل وأغصان الحمضيات وغيرها داخل الأقصى في هذا العيد، في
محاولة للربط بين اليهودية والمسجد الأقصى الذي يطلقون عليه "جبل المعبد أو الهيكل"
في معتقدهم".
"الفترة
الأصعب"
ونبه
أبو دياب إلى أن "جماعات الهيكل المزعوم التي تقتحم المسجد الأقصى، دائما ما تحاول
خلال تدنيسها لباحات الأقصى التأسيس لهيكلهم المزعوم أو وضع حجر الأساس في بعض الحالات،
وذلك لتحقيق المزيد من المكاسب والإنجازات اليهودية داخل الأقصى، من أجل البناء عليها
لاحقا على حساب إسلامية وقدسية المسجد الأقصى".
وأكد
أن "المسجد الأقصى في "عيد العرش" يكون على موعد مع مزيد من الانتهاكات
والاستفزازات لتكريس تواجدهم في الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم معنويا، كي يعتاد المسلمون
على هذه الطقوس لتصبح مع مرور الزمن أمرا عاديا ومقبولا، وذلك من أجل استكمال خطواتهم
التهويدية لبناء هيكلهم على حساب الأقصى".
وحذر
المختص، من أن "الاحتلال يسعى جاهدا من أجل الانقضاض على المسجد الأقصى المبارك"،
معتبرا أن "عيد العرش" هو بمثابة الكابوس الحقيقي الذي يتهدد المسجد الأقصى،
حيث إنهم دائما ما يسعون لتغيير وضع الأقصى وتهويده".
ولفت
إلى أن "الاحتلال سبق أن نجح في مخططه تقسيم الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، حيث
إنه يغلق تماما في وجه المصلين في الأعياد اليهودية، وهذا ما يسعون لتحقيقه في المسجد الأقصى"،
مؤكدا أن "الصمود والتواجد والثبات في المسجد الأقصى، هو الذي يفشل مخططات الاحتلال
حتى الآن".
وحذر
من خطورة الانصراف العربي والإسلامي عن دعم المسجد الأقصى وصمود المقدسيين في هذه الفترة،
مضيفا أن "جماعات الهيكل والمعبد حاولت في أوائل التسعينيات في هذا العيد وضع حجر
الأساس لهيكلهم المزعوم، وظنوا أن الأمة منشغلة في تلك الفترة التي تخللتها حرب الخليج،
لكن تلك المؤامرة والمحاولات فشلت بفضل صمود المرابطين والمعتكفين وأهل القدس وفلسطين".
وتابع:
"لكن الثمن كان باهظا، وارتقى أكثر من 20 شهيدا في تلك الفترة والكثير من الجرحى
والمعتقلين والتدمير، وكان المسجد الأقصى بمثابة ساحة حرب حقيقية"، مشددا على "أهمية
الانتباه جيدا لما يجري بحق المسجد الأقصى وخاصة في تلك الفترة".
وقال
أبو دياب: "المسجد الأقصى خلال فترة "عيد العرش" أو "المظلة"
يكون في عين العاصفة، وهي أصعب الأيام على المسجد الأقصى"، متوقعا أن تتضاعف بشكل
كبير أعداد المقتحمين في ما يسمى بـ"بركة الكهنة" وهو أحد أيام "عيد
العرش" حيث تصل أعدادهم إلى نحو 100 ألف مستوطن في "ساحة البراق" الإسلامية".