رجوع مهاتير إلى المشهد السياسي وإعلانه خوضه الانتخابات القادمة تزامن مع أزمة سياسية في البلاد تمثلت في حل البرلمان والإطاحة بالحكومة..
رغم وضعه الصحي، ما زال السياسي الماليزي المخضرم مهاتير محمد يطمح في الفوز والمناصب، وخوض سباق الانتخابات العامة وهو في سن الـ97 عاما.
ويسعى مهاتير، الذي يعد من أبرز المحنكين السياسيين في العالم، وصانع نهضة ماليزيا، للفوز بالانتخابات البرلمانية، ويطمح مع تحالفه الحزبي إلى قيادة أعلى المناصب في البلاد.
وتطلق المعارضة على مهاتير محمد "الفتى المتمرّد"، وهو من مواليد ماليزيا عام 1925، ووُلد لأسرة والدها معلم مدرسة من أصول هندية، ووالدة ملايوية ربة بيت.
وضع "عائلته الفقيرة" لم يمنعه من استكمال دراسته ليُصبح طبيبا جراحا عام 1952. وقُربه من الفقراء واهتمامه بمشاغل البلد أدخلاه إلى عالم السياسة والأحزاب من بوابة حزب "منظمة الملايو الوطنية المتحدة" ليكتسب معه حنكة السياسي المراوغ لخصومه التي ربما ظهرت أكثر في كتابه "مُعضلة الملايو" عام 1970.
بدأ تاريخ دخوله الفعلي للحياة السياسية مع بداية اتهاماته لشعبه بالكسل والتهاون ودعوتهم إلى "ثورة صناعية" تنهض بماليزيا منذ خوضه معارك الانتخابات التشريعية، ليصبح عضوا في البرلمان لأول مرة عام 1964.
ثم تدرّج في سُلم المناصب الحكومية والحزبية وعين رئيسا للوزراء لمدة 22 عاماً حتى تقاعده عام 2003 ليُصبح صاحب السلطة التنفيذية الأعلى في البلاد ما مكنه من تنفيذ استراتيجيته وخطته التي حوّلت ماليزيا من دولة زراعية إلى دولة صناعية.
ويُنسب إليه الفضل في النهوض السريع باقتصاد بلاده.
وعاد مهاتير رئيسا للوزراء مرة أخرى عام 2018 بعد إطاحته برئيس الوزراء السابق "نجيب عبد الرزاق" لينهي بذلك حقبة سيطرة "الحزب الواحد" على السلطة.
وتزامن رجوع مهاتير إلى المشهد السياسي وإعلانه خوضه الانتخابات العامة القادمة مع ما تعيشه البلاد من أزمة سياسية تمثلت في حل البرلمان والإطاحة بحكومة "إسماعيل صبري" المُسجّلة لأقصر مدة حكم لها في تاريخ البلاد، بسبب ضغوط كبيرة مارسها قادة حزب "المنظمة القومية الملايوية المتحدة" عليه..
عزا الكثيرون هذه الضغوظ إلى مخاوفهم من مصير مُشابه لرئيسهم المسجون نجيب عبد الرزاق بتهم الفساد واختلاس أموال الدولة، ناهيك عن صراع النفوذ داخل الحزب الذي يقود الائتلاف الحاكم في البلاد في وقت ترفض فيه المُعارضة هذه الانتخابات وتعتبرها فرصة لعودة رؤوس الفساد، شأنها شأن الملك الرافض هو أيضا لهذا الاستحقاق الانتخابي.