لم تتوقف الجرائم التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين فقط، بل وصلت قبل أيام إلى جنود الاحتلال في الضفة الغربية، حيث قام عدد منهم برش الجنود برذاذ الفلفل، رغم أنهم يوفرون الحماية لهم في اعتداءاتهم على الفلسطينيين، مما حدا بالحلبة السياسية والحزبية الإسرائيلية لإدانة هذا الحادث، واعتباره مخزيا، وإجراميا، ولكن دون اتخاذ إجراءات قانونية بحق هؤلاء المستوطنين، بسبب ما يحظون به من دعم لدى بعض الأحزاب المتنافسة في الانتخابات المقبلة.
ووقعت الحادثة عند منطقة حوارة قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، حين تعرض بعض جنود الاحتلال لهجوم من قبل مجموعة مستوطنين، حيث أصيب قائد الكتيبة 202 من لواء المظليين وجندي آخر، بعد أن تم رشهم برذاذ الفلفل عندما حاولوا تفريق اضطراب عنيف قام به عشرات المستوطنين في المنطقة، رشقوا فيها سيارات فلسطينية بالحجارة.
ألون بن دافيد المراسل العسكري لـ"القناة 13"، نقل ردود فعل إسرائيلية غاضبة على الحادث، في مقدمتها رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي، الذي وصف ما حصل بأنه "مخزٍ وإجرامي؛ لأنه لا يمكن مهاجمة الجنود لفظيا أو جسديا، ومن يؤذي الجنود فاسد أخلاقيا"، فيما اعتبر رئيس الوزراء يائير لابيد أن "المشاغبين اليهود مجرمون خطرون يجب إدانتهم، ومعاقبتهم دون تردد وبشدة قصوى؛ لأنهم يعرضون أرواح الجنود للخطر، ويضرون بالدولة".
ونقل في تقرير ترجمته "عربي21" عن وزير الحرب بيني غانتس قوله: "سنعمل على تقديم الجناة للمحاكمة؛ لأنهم يضرون بقدرة الجيش على توفير الأمن للمستوطنين"، أما زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، فأعلن "إدانته بشدة للعنف ضد الجنود، لكنه في الوقت ذاته، يحتج على محاولة تشويه سمعة مجموعة كبيرة من المستوطنين بسبب فعل غير مشروع لقلة منهم، زاعما أن الغالبية المطلقة منهم يحترمون القانون، ويخدمون في الجيش".
كما ندد حزب الصهيونية الدينية بالحدث، وقال رئيسه بيتسلئيل سموتريتش؛ "إننا لا نرفع يدنا ضد جنود الجيش"، أما شريكه عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير، فاعتبر أن "العنف ضد جنود الجيش خطأ دائما"، لكن المتحدث باسم الجيش "أدان الحادث دون الإشارة إلى أنه تزامن مع رشق الفلسطينيين للحجارة على المستوطنين اليهود، مما يعني أنه قدم زورا صورة أحادية الجانب، وهذا أمر خطير للغاية، ودليل آخر على تسييس الجيش؛ لأن غانتس يتخلى عن حياة المستوطنين والجنود، ويقيد أيديهم".
وهذه ليست المرة الأولى التي يعتدي فيها المستوطنون على جنود الاحتلال، رغم أنهم يحتمون بهم عند تنفيذهم الجرائم ضد الفلسطينيين، لكن شعور المستوطنين بحصولهم على نوع من الحصانة من بعض القوى السياسية الإسرائيلية، يجعلهم يرون أنفسهم فوق القانون، مما حدا ببعض قادة الأحزاب للدفاع عنهم، رغم أن تمادي عنفهم مرتبط بالمنظومة الاحتلالية كلها، وكي يتوقف هذا العنف، فلا بد من إزالة الاحتلال بأسره عن الوجود.
ويعد عنف المستوطنين، سواء ضد الفلسطينيين أو جنود الاحتلال أو النشطاء السياسيين الإسرائيليين الحقوقيين، ضروريا لاستمرار نظام الفصل العنصري في الأراضي المحتلة، ولذلك من المتوقع أن نرى في قادم الأيام زيادة في هذه الحوادث، التي لا تعفي جنود الاحتلال من جريمة التواطؤ مع جرائم المستوطنين.
وخلال السنوات الثلاث الماضية، شهدت ووثقت 540 حادثة عنف من المستوطنين، أغلقت الشرطة 94٪ منها، وانتهت دون توجيه اتهامات، ما يعني فشلا ذريعا لها.
جمعية "إلعاد" الاستيطانية تحرم الفلسطينيين من قطف الزيتون
أخطر العمليات السرية لحرب الاحتلال البيولوجية في 74 عاما
خبراء إسرائيليون: عملية شعفاط كشفت مستوى عجز الجنود