شكلت معركة العلمين الثانية، التي وقعت في مصر عام 1942، في ذكراها الثمانين، واحدة من نقاط التحول في الحرب العالمية الثانية.
وكانت المعركة تمثل انتصارا مهما للحلفاء، بقيادة
الجنرال البريطاني مونتغمري، ضد الفيلق الأفريقي الألماني، بقيادة المارشال
الألماني رومل، الملقب بـ"ثعلب الصحراء".
وروت جندية من أفراد القوات الفرنسية وتدعى
سوزان ترافير، في مذكراتها، ما جرى في الهجوم الرئيسي بالعلمين، وقالت: "الهجوم بدأ في تمام الساعة 9:40 مساء، مع قصف الآلاف من مدافع قوات مونتغمري
لمواقع العدو، اشتعلت ومضات طلقات المدافع المتزامنة بعناية، والمشاركة في عملية لايت
فووت في عتمة الليل الحالك، واعتقدنا أننا كنا في وضح النهار، كانت سماء الصحراء
مشتعلة بأضواء الانفجارات ونيران الحرائق، لقد كانت تلك المعركة كقداس في محراب
حرب ضخمة مخططة بعناية".
ولم تكن تلك المرة الأولى التي تواجه فيها قوات
الحلفاء القوات الألمانية، على هذه الرمال من الصحراء المصرية، على بعد مئة
كيلومتر فقط غرب مدينة الإسكندرية. قبل بضعة أشهر، في يوليو/ تموز، تواجه الجانبان
بالفعل في المكان نفسه، ولكن دون أن يخرج أحدهما فائزا أو مهزوما.
وعلى رأس قوات
المحور، لم يفتقر المارشال رومل إلى الطموح في الغلبة، بعد عدة نجاحات أحرزها أمام
البريطانيين، حتى ولو كان وضع الفيلق الأفريقي في الجيش النازي حساسا بشكل متزايد.
ولكن أمامه كان يقف الجنرال البريطاني مونتغمري
الذي أطلق، تحت الضغط المستمر من ونستون تشرشل، هجوما مضادا في خريف عام 1942 باسم
"لايت فووت"، وتم إطلاق الجهد الرئيسي للقتال في الشمال من قبل الفيلق
الثلاثين بقيادة الجنرال ليس، والفيلق العاشر بقيادة الجنرال لومسدن، في حين سيتم
إطلاق عمليات التضليل في الجنوب من قبل الفيلق الثالث عشر بقيادة الجنرال هوروكس.
وكان هدف هجوم الفيلق الثلاثين هو الاستيلاء
على تل العقاقير. استخدمت مركبات الفيلق العاشر المدرعة ضعف عدد دبابات الفيلق
الأفريقي الألماني بعد ذلك الممرات التي تم تطهيرها من الألغام، لتنتشر فيها وتصد
الهجوم المضاد المتوقع من الفيلق الأفريقي"، كما يقول بنوا روندو.
وفي غضون بضعة أشهر فقط، كان الجيش البريطاني
الثامن قد تم تعزيزه بشكل كبير. كان الإعداد والتحضير للمعركة دقيقًا، وأطلقت
عملية تضليل هدفت إلى خداع النازيين. وهكذا كانت مناورة "مارتيلو" عاملا
مهما جعل بالإمكان إخفاء مناطق تجمع قوات الحلفاء.
اقرأ أيضا: نيوزويك: CIA حققت بهروب هتلر إلى كولومبيا بعد الحرب
وتم
بناء خط أنابيب ومستودعات مزيفة في الجنوب، وتركزت مركبات وهمية عددها 8400 مركبة في
شمال الجبهة.
واندلعت هذه المعركة الثانية، التي شارك فيها
بعض أفراد القوات الفرنسية الحرة على الجناح الجنوبي، في 23 أكتوبر/ تشرين الأول.
فاللحظة مواتية تماما في ظل غياب المارشال رومل، الذي كان موجودا في برلين. ولكن كان الاختراق البريطاني صعبا للغاية.
وكانت الخسائر
البريطانية عالية جدا خلال اليومين الأولين، ولم يتم اختراق الجبهة الألمانية بعد، لكن
على الجهة الأخرى في معسكر المحور، فإن الوضع لم يكن أفضل بحال من الأحوال، حيث واجه
الألمان والإيطاليون مشاكل كبيرة في الإمدادات، ونقصا في القوات الجديدة، في حين أن
احتياطي قوات الحلفاء كان ضخما.
وفي 25 تشرين أول/ أكتوبر، تولى المارشال رومل
أخيرا قيادة جيشه، وشن هجوما مضادا انتهى بفشل ذريع، ربما كان من الممكن تفسير
خيارات رومل التكتيكية.
وفي غضون أيام قليلة، أصبح وضع قوات المحور في
غاية الصعوبة. وبات روميل متشائما ونزاعا للانسحاب. كان هذا الاقتراح غير مقبول
بالمرة بالنسبة لهتلر، الذي بعث له برسالة في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر: "على
الفيلق الأفريقي أن يقاتل على الفور حتى إحراز النصر أو الموت".
وأمام دهشة
واستياء ضباطه، خضع رومل المنضبط للأوامر، لكنه كان غاضبا من إضاعة فرصة إخراج
قواته من الفخ الذي يهددهم، وهي الفرصة التي أهداها له البريطانيون بإيقافهم
القتال، لكنه قرر أخيرا تجاهل تعليمات الفوهرر"، فأعطى الأمر بالتراجع الفوري
في اليوم التالي؛ "لمحاولة إنقاذ ما لا يزال من الممكن إنقاذه، كما كتب هو
لاحقا.
وفي لندن، كان النصر مدويا، فنطق رئيس الوزراء
ونستون تشرشل بهذه العبارة الشهيرة: "إنها ليست النهاية، ولا حتى بداية
النهاية، لكنها نهاية البداية"، وتمثل معركة العلمين الثانية نقطة تحول خلال
الحرب العالمية الثانية.
ألمانيا تعتزم إقالة رئيس وكالة أمنية لارتباطه بالروس
متحدث رسمي لـ"عربي21": نقل سفارة بريطانيا للقدس قيد المراجعة
شكوك في ألمانيا حول تورط روسي بتخريب شبكة سكك حديدية