هل عاد الاحتلال لنهج الاغتيالات المركزة ضد مقاومي الضفة؟

سلط خبير عسكري إسرائيلي، الضوء على عملية اغتيال الناشط الفلسطيني في مجموعة "عرين الأسود" تامر الكيلاني في البلدة القديمة بمدينة نابلس الأحد الماضي، عبر تفجير عبوة ناسفة ثبتت في دراجة نارية. 

وقال يوآف ليمور، في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية: "مع أن إسرائيل لم تتحمل المسؤولية عن اغتيال تامر الكيلاني في نابلس، فإنه لا حاجة للمرء أن يكون خبيرا كي يخمن لمن كانت الرغبة على إخراج عملية كهذه إلى حيز التنفيذ".

وذكر أن الشهيد الكيلاني الذي ارتقى في تفجير دراجة نارية مفخخة، "كان قنبلة متكتكة، حاولت إسرائيل اعتقاله عدة مرات وطالبت السلطة الفلسطينية بالعمل ضده، لكنها تخوفت، وبقي في الميدان ونال الزخم إلى جانب مجموعة "عرين الأسود" التي أصبحت تهديدا ذا مغزى على إسرائيل". 

ورأى الخبير، أن "اغتيال الكيلاني يدل على عدة أمور، منها: أن إسرائيل قررت تغيير السياسة؛ العمل على تصفية النشطاء الفلسطينيين (مقاومين للاحتلال) وليس اعتقالهم".

ولفت إلى أن "إسرائيل ومنذ الانتفاضة الثانية، عملت على اعتقال المطلوبين كي تنتزع منهم معلومات في التحقيق وتقف عند حرية العمل الكامل لديها في مناطق السلطة، وهذا كلفنا حياة جنود إسرائيليين".

اقرأ أيضا: خبير عسكري يكشف هدف الاحتلال من اغتيال الكيلاني بطريقة جديدة

والأمر الثاني، أن "إسرائيل معنية بالامتناع قدر الإمكان عن إيقاع إصابات في صفوف قوات الجيش الإسرائيلي"، منوها إلى أن لدى القيادة السياسية والأمنية للاحتلال "قلق" أيضا من تأثير زيادة الإصابات في صفوف الفلسطينيين نتيجة العمليات الإسرائيلية في المناطق، وهو ما قد يدفع بعضهم "للثأر ومزيد من الاحتكاكات".

وزعم ليمور، أن تصفية الكيلاني تدل أيضا على أن "إسرائيل تريد السماح للسلطة أن تستعيد الحوكمة في نابلس، بخلاف مخيم اللاجئين في جنين، حيث تواصل إسرائيل العمل بكثافة وعنف مع العلم أن الحوكمة الفلسطينية غير قائمة، لكن نابلس هي قصة أخرى تماما؛ فهي عاصمة شمال الضفة، وهي مركز اقتصادي ومدني، فسقوطه من شأنه أن يصدح في كل المناطق وأن يهز استقرار السلطة".

وأضاف: "يبدو أن كل هذه أدت إلى القرار بالعودة للطريق القديم للتصفية المركزية، علما بأن الوسائل القتالية تتغير من حالة إلى أخرى، لكن خليط الاستخبارات الدقيقة، ووسائل القتال المفاجئة والفتاكة والقدرة على الربط بينهما في قلب سكان معادين وتجاه هدف متملص وشكاك، هو مؤشر على القدرة العملياتية، وهناك حاجة لقرار القيادة السياسية لأجل إخراجها إلى حيز التنفيذ".

وحذر الخبير، من أن "يصبح هذا النجاح طريقة العمل الحصرية في المستقبل؛ فإسرائيل ملزمة بأن تبقي لنفسها سلة واسعة من إمكانيات العمل، كي تضمن إنجازا أكبر، فأحيانا يكون من الصواب العمل بريا، ومحاولة إغراء الهدف للخروج من منطقة راحته لأجل العثور عليه والمس به، وأحيانا تصفيته بطرق أخرى؛ على الخيار الأخير أن يتخذ فقط عندما يكون واضحا أن الخيارين الأولين غير قابلين للتطبيق أو أن الخطر الكامن فيهما كبير أكثر مما ينبغي"، بحسب رأيه.

ورأى أن "إسرائيل ملزمة بمواصلة العمل بطريقة الدخول البري إلى المنطقة"، مشددا على أهمية الحفاظ على "عنصر المفاجأة والتفوق الاستخباري العملياتي في المستقبل". 

جدير بالذكر، أن جيش الاحتلال نفذ الليلة الماضية عملية اقتحام بري لمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، ما أدى إلى استشهاد 5 فلسطينيين أحدهم من أبرز قادة "عرين الأسود"؛ وهو الشهيد وديع صبيح حوح (31 عاما).