تتباين استطلاعات الرأي في تركيا، مع قرب الانتخابات التي ستعقد في 18 حزيران/ يونيو المقبل، ورغم الإشكالية الاقتصادية وارتفاع التضخم، أظهرت المؤشرات ارتفاعا لصالح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ويرجع الارتفاع الملحوظ بعد إجراءات تتعلق برفع الرواتب والدعم الاجتماعي، والإعلان عن مشروع الإسكان الاجتماعي، بالإضافة لسياسة التوازن التي اتبعتها أنقرة في الحرب الروسية على أوكرانيا، ودورها في التوسط في حل أزمة الحبوب والأسرى بين الجانبين، بالإضافة للجمع بين رئيسي أذربيجان وأرمينيا على طاولة واحدة، ومفاوضات الغاز الطبيعي مع بوتين.
كما أثرت الأزمات التي تعانيها المعارضة التركية بشأن "المرشح المشترك" والتراشق الذي ظهر إعلاميا ما بين الطاولة السداسية لا سيما حزبا "الشعب الجمهوري" و"الجيد" بشأن "الشعوب الديمقراطي"، وغياب برنامج المعارضة لإقناع الناخب التركي.
استطلاع لحزب العدالة والتنمية
النائب عن حزب العدالة والتنمية مصطفى شين، ذكر في تصريحات أنه رغم استطلاعات الرأي المختلفة، فإن نسبة حزبه لم تقل عن 34 بالمئة، وفي الأشهر الأخيرة وبالتزامن مع التطورات الإيجابية على صعيد الاقتصاد والسياسة الخارجية ارتفعت النسبة إلى أكثر من 40 بالمئة.
وأوضح أنه بحسب استطلاع رأي قام به حزب العدالة والتنمية، فإن نسبة التصويت للحزب بلغت 41.9 بالمئة، ولكن أردوغان حصل على نسبة 52 بالمئة.
اقرأ أيضا: المعارضة التركية بدون مرشح.. وأردوغان يتصدر استطلاعات الرأي
وأضاف أنه وفقا للأرقام، فإن الدعم الممنوح لأردوغان أعلى قليلا من مجموع أصوات حزبي "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية".
وتستعرض "عربي21" أبرز استطلاعات الرأي التي جرت في الآونة الأخيرة بشأن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتكمن أهميتها بأنها تأتي قبيل أشهر من موعد الانتخابات.
استطلاع أجرته شركة متروبول للأبحاث
وفقا للمسح الذي أجرته الشركة ما بين 15- 18 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، على 2145 شخصا، حصل حزب العدالة والتنمية على 36.3 بالمئة، فيما حصل شريكه في التحالف حزب الحركة القومية على 10.1.
أما حزب الشعب الجمهوري الذي يقوده كمال كليتشدار أوغلو فقد حصل على 23.2 بالمئة، أما حزب الجيد الذي تقوده ميرال أكشنار فقد حصل على 12.4 بالمئة، وحزب الشعوب الديمقراطي الكردي على 10 بالمئة.
يشار إلى أنه في الانتخابات التي أجريت في 24 حزيران/ يونيو 2018، حصل حزب العدالة والتنمية على 42.56 بالمئة من الأصوات، أما حليفة "الحركة القومية" فقد حصد 11.10 بالمئة.
وجاء حزب الشعب الجمهوري في المرتبة الثانية بالبرلمان بـ22.65 بالمئة، أما حليفه حزب الجيد فقد حصل على 9.96، فيما حقق حزب الشعوب الديمقراطي 11.70 بالمئة.
وبحسب استطلاع سابق لشركة "متروبول" في أيلول/ سبتمبر الماضي، حصل حزب العدالة والتنمية على 33.6 بالمئة، أما حليفه "الحركة القومية" فقد سجل 9.1 بالمئة.
أما "الشعب الجمهوري" فحقق في استطلاع الشهر الماضي 24.8 بالمئة، و"الجيد" 12.2 بالمئة، أما الشعوب الديمقراطي" 13.9 بالمئة.
ويظهر استطلاع "متروبول" الشهر الجاري ارتفاعا لحزب "العدالة والتنمية" عن الشهر الماضي، فيما سجل "الشعب الجمهوري" و"الشعوب الديمقراطي" انخفاضا، فيما حافظ حزب الجيد تقريبا على نسبته مع تسجيل ارتفاع طفيف.
اقرأ أيضا: هل عززت إجراءات أردوغان الأخيرة شعبية "العدالة والتنمية"؟
ترجيحات المستطلعين لصالح أردوغان تتصاعد
ولم تكشف شركة "متروبول" عن نتائج الاستطلاع بشأن الانتخابات الرئاسية، لكنها وفي تساؤل "هل توافق على طريقة عمل أردوغان؟"، أجاب 47.6 بالمئة بـ"نعم"، و47.8 بالمئة بـ"لا".
اللافت أنه وبالمقارنة مع الشهر الماضي، فقد كان الاستطلاع بشأن التساؤل ذاته 46.6 بالمئة بـ"نعم"، و48.5 بالمئة بـ"لا"، أما في آب/ أغسطس 41.4 بالمئة بـ"نعم" و"53.4 بالمئة بـ"لا"، أي هناك ارتفاع في نسبة أولئك الذين يتقبلون طريقة عمل الرئيس التركي.
استطلاع شركة "ASAL" للأبحاث
وفقا للمسح الذي أجرته الشركة ما بين 5- 14 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، على 2312 شخصا، حصل حزب العدالة والتنمية على 38.4 بالمئة، فيما حصل شريكه في التحالف حزب الحركة القومية على 9.1 بالمئة.
وحصل حزب الشعب الجمهوري على 23.5 بالمئة، وحزب الجيد على 11 بالمئة، و"الشعوب الديمقراطي" على 10.7 بالمئة.
انتخابات الرئاسة.. أردوغان في المقدمة
وفي استطلاع أجرته الشركة ذاتها بشأن المرشح الرئاسي بالجولة الأولى، كان أردوغان بالمرتبة الأولى بـ32.3 بالمئة، ويليه على التوالي كليتشدار أوغلو بـ15.2 بالمئة.
وجاء منصور يافاش رئيس بلدية أنقرة في المرتبة الثالثة بـ14.6 بالمئة، أما في المرتبة الرابعة كان صلاح الدين دميرتاش بـ7.4 بالمئة، أما أكشنار فقد جاءت بالمرتبة الخامسة بـ6.2 بالمئة، وأكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول في المرتبة السادسة بـ4.8 بالمئة فقط.
أردوغان يحصد الأصوات الأعلى بالجولة الثانية من الانتخابات
ومع تزايد احتمالات وصول الانتخابات إلى الجولة الثانية بسبب عدم تمكن أي مرشح من الحصول على (50+1)، فقد حصد أردوغان الأصوات الأعلى مقارنة بالمرشح المنافس له.
وحصل أردوغان على نسبة 52.4 بالمئة، مقابل حصول كليتشدار أوغلو على 47.6 بالمئة إذا أجريت الانتخابات بينهما.
ويحصل أردوغان على 56.7 بالمئة، إذا كان منافسه في الجولة الثانية إمام أوغلو والذي حصل على 43.3 من أصوات المستطلعين.
ورصد الاستطلاع أن 53.1 بالمئة سيصوتون لصالح أردوغان، إذا تنافس معه يافاش والذي حصل على نسبة 46.9 بالمئة.
أما إذا أجريت الانتخابات بين أردوغان وميرال أكشنار، فقد كانت نتائج آراء المستطلعين 59.2 بالمئة، 40.8 بالمئة على التوالي.
وحصد أردوغان 61.9 بالمئة من نسبة المصوتين، فيما حصل دميرتاش على 38.1 بالمئة إذا كانت الجولة الثانية بينهما.
ووفقا للشركة فإن 66.3 بالمئة سيصوتون لأردوغان إذا كان منافسه الرئيس التركي السابق عبد الله غل والذي يحصل على 33.7 بالمئة.
وإذا أجريت انتخابات الجولة الثانية بين أردوغان وعلي باباجان، فإن نسب التصويت 63.7 بالمئة، و36.3 بالمئة على التوالي.
استطلاع شركة "ORC" للأبحاث
أما الاستطلاع الذي أجرته شركة "ORC" للأبحاث، وشمل 3680 شخصا ما بين 7 -10 تشرين الأول/ أكتوبر، فقد أظهر أرقاما مختلفة.
وأظهر المسح، أن حزب العدالة والتنمية حصل على 30.2 بالمئة، وحليفه "الحركة القومية" حصل على 6.3 بالمئة.
فيما حصل "الشعب الجمهوري" على 24.5 بالمئة، وحزب الجيد على 18.7 بالمئة، فيما أظهر المسح حصول حزب الشعوب الديمقراطي على 7.3 بالمئة.
وفي المقارنة، وبحسب استطلاع سابق أجرته "ORC" في أيلول/ سبتمبر الماضي، فقد حصل "العدالة والتنمية" على 30.6 بالمئة، وحليفه "الحركة القومية" حصد 6 بالمئة، و"الشعب الجمهوري" 24.8 بالمئة، أما حزب الجيد فقد حصل على 19.4 بالمئة، و"الشعوب الديمقراطي" فقد حصل على 7.1 بالمئة.
استطلاع أجرته شركة "PİAR"
الاستطلاع الذي أجرته شركة "PİAR" للأبحاث، وشمل 2524 شخصا ما بين 10- 13 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، فقد أظهر أرقاما مختلفة عن الشركات الأخرى.
وأظهر المسح، أن حزب العدالة والتنمية حصل على 28.6 بالمئة، وحليفه "الحركة القومية" حصل على 8.6 بالمئة.
فيما حصل "الشعب الجمهوري" على 28.1 بالمئة، وحزب الجيد على 11.7 بالمئة، أما حزب الشعوب الديمقراطي حصل على 9.8 بالمئة.
وفي المقارنة، وبحسب استطلاع سابق أجرته "PİAR" في أيلول/ سبتمبر الماضي، فقد حصل "العدالة والتنمية" على 29.1 بالمئة، وحليفه "الحركة القومية" حصد 8.6 بالمئة، و"الشعب الجمهوري" 28.1 بالمئة، أما حزب الجيد فقد حصل على 11.2 بالمئة، و"الشعوب الديمقراطي" فقد حصل على 10.6 بالمئة.
عودة لصالح حزب العدالة والتنمية
وقال رئيس شركة "Kamuoyu" في مقابلة على قناة "A HABER" إن هناك اختلافات كبيرة في الأصوت مقارنة بما كانت عليه قبل ستة أشهر، سواء على صعيد السباق الرئاسي أو نسب التصويت للأحزاب.
وأضاف أنه لفترة من الوقت كان هناك تعادل ما بين التحالف الحاكم والمعارض، مما دفع حزب العدالة والتنمية إلى أخذ الأمر على محمل الجد.
وأوضح أنه قبل ستة أشهر، ارتفعت أصوات لصالح المعارضة، وكان الناخب التركي يطمح بأن يخرج شيء من التحالف المعارض، وزادت الأصوات لصالح حزب الشعب الجمهوري إلى 27 بالمئة، وحزب الجيد إلى 14 بالمئة.
ونوه إلى أن نسبة التصويت لصالح حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بقيت ثابتة.
اقرأ أيضا: أردوغان يبدأ حملته بـ"قرن تركيا".. على ماذا تستند؟
وتابع بأنه في الأشهر الأربعة الأخيرة استقرت الأسعار في المتاجر، كما أن عمليات الدعم المقدمة من الحكومة ازدادت، وعندما لم يصدر أي شيء من التحالف المعارض بشأن المرشح المشترك، عاد حزب العدالة والتنمية لتسجيل 40 بالمئة مرة أخرى.
ونوه إلى أن أصوات حزب الشعب الجمهوري انخفضت إلى 23 بالمئة، كما أن حزب الجيد وصلت نسبته إلى 11 بالمئة.
ولفت إلى أن ما بين أردوغان وأقرب منافس له تصل إلى 31 نقطة، وارتفعت الأصوات لصالح الرئيس التركي إلى 45 بالمئة، فيما يسجل المنافس في المرتبة الثانية 17 بالمئة، كما أن كليتشدار أوغلو أصبح بالمقدمة متجاوزا إمام أوغلو ويافاش.
وأشار إلى أنه لو تم الإعلان عن حملة الإسكان قبل ستة أشهر، لما نالت الاهتمام، وقد منح المشروع زيادة 2 بالمئة من الأصوات لحزب العدالة والتنمية، كما بدأ المواطنون يشعرون باليأس من طاولة المعارضة.
أردوغان يفتتح مصنعا لإنتاج أول سيارة كهربائية محلية (شاهد)
أردوغان يعلن خطة "العدالة والتنمية" خلال الـ100 عام القادمة
أردوغان يبدأ حملته بـ"قرن تركيا".. على ماذا تستند؟