طرحت التهديدات الجديدة التي أطلقها اللواء الليبي، خليفة حفتر، وإعلانه عن حرب فاصلة في البلاد، كثيرا من الأسئلة عن تداعيات الخطوة، وجديتها، والمستهدفين بها.
وقال حفتر، خلال زيارته لمنطقة الجفرة "وسط ليبيا"، إن "قواته ستخوض حربا فاصلة في حال فشلت المساعي السلمية في إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وإنه سيتحرك بعدما وصل المشهد إلى طريق مسدود".
"مبادرات مشبوهة"
وشن حفتر هجوما على ساسة ليبيا، معتبرا خطواتهم ومبادراتهم حججا واهية ومشبوهة، وأنه حان وقت الحلول الجذرية، مشيرا إلى أن قواته تقترب اليوم من اتخاذ القرار الحاسم بإرادة شعبية خالصة لتحديد المسار نحو استعادة الدولة"، وفق مزاعمه.
والسؤال: من يستهدف حفتر بحربه الجديدة؟ وهل هي تهديدات جادة أم دعاية انتخابية ومحاولة إثبات وجود؟
"إفشال الانتخابات"
من جهتها، قالت المدونة والناشطة الحقوقية الليبية، نادين الفارسي، إن "الخطاب في هذا التوقيت هو مجرد ضغط لتحقيق مكاسب سياسية كون حفتر أصبح لا يملك قرار الحرب حاليا، فهو دائما ما يلوح به فقط لحشد مؤيديه، وبهذه الخطوة ربما يريد إفشال الانتخابات؛ لأنه يتأكد من خسارته لها".
اقرأ أيضا: سياسي ليبي يدعو لثورة ضد "الاحتلال" وينتقد المجتمع الدولي
وأكدت في حديث لـ"عربي21" أن "حفتر إذا كان يستطيع خوض معركة عسكرية جديدة لما كان انسحب من مناطق سيطر عليها خلال هجومه على العاصمة، كما أن قرار الحرب هو قرار دولي لا يملكه حفتر، خاصة بعد أن تخلى عنه الكثير من الداعمين بعد تأكد فشلة عسكريا وسياسيا"، بحسب كلامها.
"رسالة لتركيا والدبيبة"
الصحفي من الجنوب الليبي، موسى تيهو ساي، قال من جانبه إن "خطاب حفتر هو جزء من خطاباته المعتادة، وليس فيه جديد سوى محاولة التأكيد على أنه موجود، وتهديداته رسائل للداخل وللقوى الخارجية بأنه يمكن أن يخلط الأوراق إذا تجاهلوه في مقاربة الحل المقبل كالانتخابات مثلا".
وأضاف لـ"عربي21": "قد تكون أبرز الرسائل من هذا الخطاب أن حفتر يمكن أن يستخدم ورقة إغلاق النفط مجددا، وهي خطوة مرضي عنها مصريا ويونانيا كنوع من إغلاق الباب أمام تركيا، التي تحاول الدخول في الاستثمار في قطاع النفط الليبي، خصوصا في الشرق والجنوب، وهي مناطق نفوذ له ولمصر"، كما قال.
"دعاية وكسب شعبية"
ورأى المرشح في الانتخابات التشريعية المرتقبة، عاطف الأطرش، أن "خطاب حفتر مجرد دعاية، بعدما أحس بأن شعبيته في شرق ليبيا قد انحدرت بشكل كبير، والدليل أنه لم يكترث أحد بما حواه خطابه من تصعيدات، سواء على المستوى المحلي أو حتى الدولي".
وتابع: "حتى وإن افترضنا حصوله على دعم مصري أو إماراتي أو فرنسي فلن يخطو مثل هذه الخطوة، فلازالت الصفعة التركية له ولقواته ترن في أذن مناصريه، والحقيقة الغالبية الآن تنادي بانتخابات شفافة ونزيهة، فبالتالي لن يسمح له بارتكاب حماقة أخرى مثل حربه على طرابلس عام ٢٠١٩"، وفق تصريحه لـ"عربي21".
هل تقدم القمة العربية في الجزائر حلولا ملزمة للأزمة الليبية؟
ماذا وراء توقيع الدبيبة اتفاقا عسكريا جديدا مع تركيا؟
ما دوافع المشري وصالح لإعادة التفاهمات والصفقات من جديد؟