قالت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، إن إمام مسجد شيعي لقي حتفه في هجوم بالرصاص في مدينة زاهدان الإيرانية المضطربة، التي يغلب عليها السنة، وذلك بالتزامن مع استمرار الاحتجاجات.
وذكرت الوكالة الرسمية أن القتيل هو سجاد شهركي، إمام وخطيب مسجد مولى المتقين.
وقال قائد قوى الأمن الداخلي في إقليم سيستان-بلوخستان أحمد طاهري: "تم تشكيل قوة خاصة؛ بهدف تحديد الجناة والقبض عليهم".
وشهدت زاهدان أحد أكثر الأيام دموية في موجة الاحتجاجات التي اجتاحت مناطق مختلفة في إيران. وقالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن قتلت 66 شخصا على الأقل في حملة أمنية هناك في 30 أيلول/ سبتمبر.
وتعرض تعامل السلطات مع الأحداث في زاهدان لانتقادات واسعة، من بينها ما جاء من رجل دين سني بارز، قال إن كبار المسؤولين، منهم الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي، مسؤولون "أمام الله".
وتمثل المظاهرات التي اندلعت على مستوى البلاد، وتتردد فيها هتافات بالموت لخامنئي، أحد أكبر التحديات للنظام القائم منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وتلقي إيران بمسؤولية الاحتجاجات وتأجيجها على أعداء أجانب وعملاء لهم، وتتهمهم بمحاولة زعزعة استقرار البلاد.
وتقع زاهدان في منطقة قرب حدود إيران الجنوبية الشرقية مع باكستان وأفغانستان، وهي موطن لأقلية من البلوخ يقدر عددها بنحو مليوني فرد تقول جماعات حقوق الإنسان إنهم يواجهون تفرقة وقمعا على مدى عقود.
وإقليم سيستان-بلوخستان، الذي تقع فيه المدينة من الأفقر في البلاد، ويعد نقطة توتر، تعرضت فيها قوات الأمن الإيرانية لهجمات من مسلحين من البلوخ.
ووجه أربعون محاميا إيرانيا بارزا في مجال حقوق الإنسان الانتقاد علنا لحكام البلاد من رجال الدين، وعبروا عن اعتقادهم بأن حملات القمع التي سحقت المعارضة من قبل على مدى عقود لم تعد تفلح، وأن المحتجين المطالبين بنظام سياسي جديد سينتصرون.
اقرأ أيضا: فيديو يوثّق "وحشية" الشرطة ضد تظاهرات إيران.. تحقيق رسمي
وقال المحامون، وبعضهم داخل البلاد والبعض الآخر خارجها، في بيان أرسل إلى رويترز: "لا تزال الحكومة غارقة في الأوهام، وتعتقد أن بإمكانها تكميم الأفواه عبر القمع والاعتقال والقتل".
وأضاف البيان: "لكن طوفان الناس سيُسقط الحكومة في النهاية؛ لأن الإرادة الإلهية تقف إلى جانب الشعب. صوت الشعب هو صوت الله".
ووسعت إيران حملة الإجراءات الصارمة، ونشرت قوات الأمن لمواجهة الاحتجاجات، بالإضافة إلى اعتقالات واسعة ضمت محامين وأطباء وحتى المغنيين.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع للتواصل الاجتماعي حشدا يضم مئات تجمعوا اليوم الخميس في ساحة بوسط مدينة كرج، في تأبين حديث نجفي، التي قتلت برصاص قوات الأمن، وفقا لما قالته أختها وتقارير نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت وكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية إن فردا من مليشيا الباسيج لقي حتفه في كرج، وأصيب خمسة من ضباط الشرطة خلال أعمال شغب.
وقالت هيومن رايتس ووتش، إن السلطات الإيرانية صعدت اعتداءها على المعارضة والمحتجين، عبر توجيه اتهامات مبهمة بتهديد أمن البلاد للنشطاء المعتقلين، وإجراء محاكمات ظالمة بشكل صارخ.
وقالت تارا سبهري فر، الباحثة الكبيرة في الشأن الإيراني في هيومن رايتس ووتش: "أجهزة الأمن الإيرانية الشرسة تستخدم كل الأساليب التي لديها، بما يشمل القوة المفرطة ضد المحتجين والاعتقال والافتراء على المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين، وإقامة محاكمات مخزية لسحق المعارضة واسعة النطاق".
وتابعت قائلة: "لكن كل الفظائع الجديدة لا تؤدي إلا إلى تعزيز الأسباب التي تدفع الإيرانيين للمطالبة بتغيير جذري للديكتاتورية الفاسدة".
وأظهرت الاحتجاجات التي اندلعت عقب وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) في الحجز لدى شرطة الأخلاق بتهمة ارتداء ملابس غير لائقة، في 16 أيلول/ سبتمبر، تحدي العديد من الشباب الإيراني للقيادة الدينية، والتغلب على الخوف.
ويقول مسؤولون إيرانيون، ألقوا باللوم في وفاة أميني على مشكلات صحية سابقة، إن الأعداء الأجانب، من بينهم الولايات المتحدة، أثاروا الاضطرابات، كما يتهمون انفصاليين مسلحين بارتكاب أعمال عنف.
طلاب إيرانيون يضربون.. وشجب رسمي متواصل للدعم الغربي
شهر على بدء احتجاجات إيران.. و4 قتلى بحريق سجن في طهران
استمرار التظاهرات في إيران مع دعوات لأسبوع "بداية النهاية"