يعزم الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الترشح للانتخابات الرئاسية 2024، بحسب ما ألمح الجمعة الماضي، قبل أيام على انتخابات التجديد النصفي، مراهناً على هزيمة كبيرة للديمقراطيين الذين ألقوا بكلّ قوّتهم في المعركة لإنقاذ مقاعدهم المهدّدة، بما في ذلك في معاقلهم مثل نيويورك.
وقال ترامب أمام حشد من المناصرين في
ولاية آيوا: "من المرجّح جداً جداً جداً أن أترشّح. استعدّوا".
وأضاف: "سنستعيد الكونغرس، سنستعيد مجلس الشيوخ"، مؤكداً أنه "في العام 2024، سنستعيد بيتنا الأبيض الرائع".
ويواصل الملياردير الذي لم يعترف أبداً
بهزيمته في انتخابات العام 2020 ويلمح منذ أشهر إلى فكرة الترشّح لولاية جديدة،
إحكام قبضته على الحزب الجمهوري.
لكن ترامب ربما يواجه منافسا قويا هو
رون دي سانتيس، المتخرج من جامعتي ييل وهارفارد والحاصل على نجمة برونزية أثناء أدائه
الخدمة العسكرية.
وبحسب "فرانس
24"، تقول أوساط سياسية أمريكية إن بإمكان دي سانتيس
أن يصبح الزعيم المقبل للحزب الجمهوري، وربما سيترشح لنيل رئاسة هذا الحزب. أكثر من
ذلك، أن مجلة مقربة من المحافظين وصفته "بالمسؤول الحقيقي للمعارضة" وأنه
"يدافع عن قضايا جريئة لا يدافع عنها في الغالب المحافظون الآخرون".
اقرأ أيضا: بايدن يحذر الجمهوريين من التشكيك بنتائج التجديد النصفي
وقد دعمه دونالد ترامب كثيرا في 2018، عندما رشح نفسه لتولي منصب حاكم ولاية فلوريدا، فيما وصفه بـ"الشاب الرائع والمتمكن".
ويبلغ رون دي سانتيس من العمر 44 عاما
فقط وهو من دعاة عدم ارتداء الكمامة الواقية ضد كورونا، ومنع تدريس نظرية المساواة
بين الأعراق. وناضل لوقف اعتماد دروس في الرياضيات تهدف إلى تحقيق العدالة
الاجتماعية والاستقرار داخل المجتمع الأمريكي، إضافة إلى منعه تنظيم نقاشات حول
الهوية الجنسية في المدارس العامة.
وتدخّل أيضا في النقاش حول الإجهاض
موقعا قانونا يمنع القيام بهذه العملية الطبية بعد 15 أسبوعا من الحمل.
ووجدت
قرارات دي سانتيس مساعدين وداعمين لسياساته، ونقلت "فرانس
24" عن المسؤول في حملته السياسية ستيفان لاوسون، قوله إن "الأشياء التي يقوم بها رون دي سانتيس تساعده على فرض شخصيته في
الساحة السياسية وفي صفوف الأمريكيين المحافظين والمجتمع الأمريكي بشكل عام".
ورغم تقاسمه بعض أوجه التشابه مع
دونالد ترامب، إلا أن هناك بعض النقاط التي تفرقهم.. كانتقاده مثلا لارتفاع نسبة
التضخم في الولايات المتحدة والتي كانت أحد الموضوعات التي تجاهلها ترامب عندما
كان في السلطة. كما أنه دعا أيضا إلى تشديد العقوبات على روسيا بينما دعا ترامب إلى
العمل والتعاون مع بوتين لإيجاد حل للحرب الروسية على أوكرانيا.
وبينما لا يضيع ترامب أي فرصة لانتقاد
معارضيه السياسيين، يقوم دي سانتيس بالترفع عن بعض المسائل الجدلية عندما تقتضي
الحاجة.
وبخصوص الانتخابات النصفية، فإن استطلاعات الرأي تتوقع فوزاً كبيراً للجمهوريين في مجلس النواب الذي سيتمّ تجديده
بالكامل، كما أنهم يتّجهون للحصول على غالبية ضيّقة في مجلس الشيوخ حيث يجري التنافس
على ثلث المقاعد.
وإذا تأكّدت هذه التوقعات، فإن ترامب يبدو مصمّما على الاستفادة من الزخم لإضفاء الطابع الرسمي على ترشيحه في أسرع وقت
ممكن، وبالتالي قطع الطريق أمام المنافسين المحتملين، مثل دي سانتيس.
لماذا تكتسب الانتخابات النصفية الأمريكية أهمية بالغة؟
استطلاع: 54% من الأمريكيين يريدون بديلا عن بايدن في 2024
بايدن في زلّة جديدة: "فقد ابني حياته في العراق" (شاهد)