مواقع إلكترونية مخصصة للغرض.. ظاهرة التسول الإلكتروني تنتشر حول العالم، ما أدى لعمليات تحيّل كبيرة.. إليك التفاصيل
أمي مريضة وأنا يتيمة
الأب … أحتاج المال لشراء الدواء لها ساعدوني أرجوكم" ." أنا بحاجة
لإجراء جراحة على القلب … ساعدوني أكرمكم الله".
عبارات وغيرها تصادفنا
يوميا في وسائل التواصل، جُلّها من حسابات وهمية للتسول الإلكتروني.. احتيال بأبطال جدد تطور
تكنولوجي سريع يشهده العالم في
الآونة الأخيرة، بات أبوابا
تُقرع لمن يجيدون استعطاف الآخرين، بمظهر خداع، خلف قناع الفقر.
ظاهرة التسول عبر
الإنترنت لا تختلف عن التسول
التقليدي، بل تُعد أشد فتكا
بأموال المتبرعين. وصلت ذروتها
إلى ادعاء المرض وإيهام
الضحايا بمرارة الحاجة للعلاج أو سد الجوع، محتالون جدد يتقنون فن الإقناع.
ظاهرة عالمية شوّهت
وجه عمل الخير، تتفاقم على وجه
التحديد في ظل الأعياد والمناسبات، الأمر الذي
صعّب التفريق بين المحتاج والمحتال.
تُجّار التسول”GoFundMe” “donorschoose” “zoomaal” ”indiegogo” هي مواقع عالمية وعربية، خُصصت أساسا للتكاتف الإنساني وتعزيز ثقافة التضامن وروح المشاركة، إلا أنها ساهمت من دون قصد في عمليات النصب والاحتيال تحت مظلة "مؤسسات خيرية وهمية".
في تقرير له، تحدث
موقع new york post عن "جوفان هيل ، المتسول الرقمي" "هيل"
رجل عاطل عن العمل، كل ما يشغل باله يوميا طلب تبرعات من الغرباء
عن طريق الإنترنت. الآن هيل ينعم بالرفاهية من عطايا الآخرين.
"السبب
الوحيد الذي جعلني أستيقظ وأذهب إلى العمل كل يوم، هو أن أتمكن من تسديد إيجار هيل". تغريدة أُرسلت
في وقت سابق من هذا العام من موظف مصرفي، يبلغ من العمر 23 عاما، أثبت من
خلالها انتهازية هيل وما مدى تمكّنه من الاحتيال واستنجاد الآخرين.
قصة أخرى غريبة أثارت جدلا
واسعا في دبي عام 2019، فحواها امرأة أجنبية مطلقة نجحت في جمع 50 ألف دولار من التسول
الإلكتروني خلال 17 يوما فقط، نشرت الأخيرة صُور أبنائها مدعية أنها عاجزة عن رعايتهم، ثم طلبت
المساعدة في تأمين مصاريفهم، والحقيقة أن أبناءها يعيشون مع طليقها حياة كريمة منذ سنوات، ولا أساس لما ادعته من
صحة.
الضحية الأكثر تضررا في التسول، غالبا ما يكون الطفل؛ إذ يعدّه تُجار التسول التقليدي الوسيلة الفضلى لاستعطاف المارة. الأمر ذاته
يتكرر مع متسولي الفضاء الرقمي.
تحقيق استقصائي، أجرته
"بي بي سي نيوز" أثبت أن أكثر من 300 حساب يقوم ببث مباشر عبر منصة تيك توك من المخيمات السورية، تستجدي من
خلاله الأسر أصحاب القلوب الطيبة هدايا وأموالا افتراضية، يُمكن لاحقا سحبها نقدا من المنصة.
التقرير نفسه أكد أن
هذه الطريقة مكّنت المحتاجين السوريين فعلا من حصد أكثر من ألف
دولار في الساعة كجوائز افتراضية.
إلا أنهم لا يحصلون
سوى على جزء يسير جدا من أموال المتبرعين لهم، وفق تجارب
أجراها فريق بي بي سي على عين المكان.
فأين تبخرت هذه الأموال؟
سؤال رفضت منصة
"تيك توك" الإجابة، عنه رغم توجيه فريق "بي بي سي" الاستقصائي أصابع الاتهام لإدارة
المنصة. استجداء روّاد الإنترنت والإبداع في استغلال العمل الخيري، بات ظاهرة
اجتماعية عالمية مستفحلة وخطيرة.