أعلن وزراء الصحة والمال في دول مجموعة العشرين إطلاق صندوق بقيمة 1.4 مليار دولار من أجل منع أي وباء قد يتفشى مستقبلا، قبل أيام من انطلاق أعمال قمة قادة التكتل المرتقبة في جزيرة بالي الإندونيسية.
ويعد الصندوق الذي تشارك فيه 24 دولة من بين النتائج المبكرة للقمة التي من المستبعد أن تحقق أي تقدّم يذكر على صعيد أزمة أوكرانيا نظرا لتغيّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عنها.
وأُعلن عن الصندوق خلال مؤتمر صحفي عقده الأحد الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، وتحدّث خلاله المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس ورئيس البنك الدولي ديفيد مالباس.
وقال ويدودو في خطاب عبر الفيديو إن "مجموعة العشرين اتّفقت على تأسيس صندوق وبائي من أجل منع الأوبئة والاستعداد لها. ساهم مانحون من الدول الأعضاء وغير الأعضاء في مجموعة العشرين، إضافة إلى منظمات خيرية، في التمويل. لكنه غير كاف".
ولفت إلى الحاجة لمبلغ قدره 31 مليار دولار للتعامل مع أي وباء عالمي جديد قد يتفشى مستقبلا، مضيفا أنه "علينا ضمان صمود المجتمع في مواجهة الوباء. لا يمكن لوباء أن يواصل حصد الأرواح وتدمير مفاصل الاقتصاد العالمي".
وساهمت الولايات المتحدة بمبلغ قدره 450 مليون دولار، أي قرابة ثلث إجمالي التمويل، فيما تشمل البلدان الأساسية المانحة التي ساهمت في الصندوق أيضا بريطانيا والهند والصين وفرنسا وكندا وأستراليا واليابان.
وذكّرت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين أن الصندوق المشترك يعد مثالا لما يمكن لمجموعة العشرين القيام به للتعامل مع المشاكل التي يواجهها العالم.
وقالت: "أشعر بالفخر إزاء ما حققناه. أعتقد أن الخطوات التي قمنا بها هذا العام ستساعد في إيصال رؤية بشأن هندسة صحية عالمية في حال أفضل وأكثر استجابة".
ولفتت وزيرة المال الإندونيسية سري مولياني إندراواتي في مؤتمر صحافي السبت، إلى أنه من المتوقع أن تقدّم السعودية مساهمة للصندوق، دون أن تحدد المبلغ.
من الذي سيشارك في القمة؟
ويصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إندونيسيا في خضم جهود تبذلها إدارته لإعادة ترسيخ ريادتها على الساحة الدولية ولحض الغربيين مجددا على الانخراط في جهود تبذلها واشنطن لفرض مزيد من العزلة على روسيا على خلفية غزوها أوكرانيا.
وستشكل قمة مجموعة العشرين مناسبة لاستئناف الرئيس الصيني شي جينبينغ نشاطه الدبلوماسي على الساحة الدولية منذ أن ضمن في تشرين الأول/ أكتوبر قيادة الصين لولاية ثالثة.
بالإضافة إلى لقائه بايدن، سيجري الرئيس الصيني محادثات مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد أقل من أسبوعين على استضافته المستشار الألماني أولاف شولتس في بكين.
وسيتغيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن القمة، وبرر الكرملين غيابه بـ"تضارب في المواعيد".
وسيشارك الرئيس الأوكراني عبر الفيديو بدعوة من إندونيسيا. ومن المتوقّع أن يسعى إلى حشد الدعم من القادة الدوليين من أجل استجابة أكثر حزما للغزو الروسي.
وسيكون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أبرز الشخصيات الممثلة للاتحاد الأوروبي في القمة التي يُتوقّع أن يلتقي خلالها نظيره الصيني.
وسيمثّل شولتس أكبر قوة اقتصادية في أوروبا، فيما سيكون الوفد الإيطالي بقيادة رئيسة الوزراء اليمينية المتطرفة جورجيا ميلوني.
وستكون المشاركة الأولى لرئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك في قمة مجموعة العشرين حيث سيلتقي حلفاء غربيين لبلاده، خصوصا بايدن، للبحث في العلاقات الثنائية والتعاون المتعدد الأطراف في إطار معاهدة "أوكوس" التي تجمع بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا.
وسيعقد رئيس الوزراء الهندي اجتماعات مع عدد كبير من قادة دول مجموعة العشرين، وهو سيعقد لقاءات ثنائية مع بايدن وماكرون وسوناك، أول رئيس للحكومة البريطانية متحدّر من أصول هندية.
خلال القمة ستسلّم جاكرتا الرئاسة الدورية للمجموعة إلى نيودلهي، ليتولى مودي قيادة التكتل في خضم أزمات دولية.
وستتمثل كندا وأستراليا واليابان، الدول الأعضاء في مجموعة السبع، على التوالي برؤساء وزرائها جاستن ترودو وأنتوني ألبانيزي وفوميو كيشيدا. كذلك سيشارك رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول في القمة بعد مجموعة تجارب صاروخية أجرتها كوريا الشمالية.
وسيمثّل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المملكة السعودية، فيما ستتمثل الإمارات التي تلقت دعوة من إندونيسيا، برئيسها محمد بن زايد آل نهيان.
وسيشارك الرئيس التركي رجب طيب إردوغان شخصيا، وسيحضر أيضا رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا ممثلا الدولة الإفريقية الوحيدة في مجموعة العشرين.
وستتمثّل البرازيل بوزير خارجيتها كارلوس فرانكا بسبب الفترة الانتقالية التي تشهدها البلاد بعدما انتُخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا رئيس للبلاد خلفا للرئيس المنتهية ولايته جايير بولسونارو.
وسيمثّل وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إيبرارد بلاده، فيما سيقود الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز وفد بلاده إلى بالي.
وسيحضر القمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بصفة مراقب.
عسكرة جنوب شرق آسيا
إلى ذلك، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة الأحد بالدفع باتجاه عسكرة بلدان جنوب شرق آسيا، مشيرا إلى أن واشنطن تسعى لاحتواء نفوذ بكين وموسكو في المنطقة.
جاء ذلك في تصريح لافروف في مطار بنوم بنه بعدما حضر قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في كمبوديا، وقبل التوجّه إلى بالي للمشاركة في قمة مجموعة العشرين حيث سيلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ.
وتسعى واشنطن لتعزيز نفوذها في جنوب شرق آسيا فيما تشعر بالقلق حيال سلوك بكين الذي يزداد تشددا في المنطقة التي تعتبرها بمثابة باحتها الخلفية.
واتّهم لافروف الولايات المتحدة بالدفع باتّجاه "عسكرة هذه المنطقة، مع هدف واضح باحتواء الصين والحد من مصالح روسيا في المنطقة".
وفي ظل تواصل عملية غزو أوكرانيا والعقوبات الغربية، تقاربت روسيا مع بلدان جنوب شرق آسيا في مسعى لدعم اقتصادها.
واعتبر لافروف أن استراتيجية واشنطن في التقرّب من بلدان جنوب شرق آسيا "غير شاملة" لجميع الأطراف.
وهيمنت المخاوف الدولية على القمة الإقليمية التي استضافتها كمبوديا، إذ طغت عليها أزمة أوكرانيا والتنافس الأمريكي الصيني على القضايا الإقليمية المثيرة للقلق مثل الوضع في بورما.
الأمن
ودعت روسيا الأحد مجموعة العشرين إلى وقف الحديث عن الأمن وإلى التركيز على المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الأكثر إلحاحا في العالم، وذلك قبل قمة من المتوقع أن تهيمن عليها الانتقادات الغربية لغزو موسكو لأوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان قبل القمة إنه "من المهم بشكل أساسي أن تركز مجموعة العشرين جهودها على التهديدات الحقيقية وليست الوهمية".
وأضافت: "نحن مقتنعون بأن مجموعة العشرين مدعوة لمعالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية. توسيع جدول أعمالها ليشمل قضايا السلام والأمن، التي تتحدث عنها دول كثيرة، غير قابل للتطبيق...
وسيكون هذا خرقا مباشرا لتفويض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وسيقوض أجواء الثقة والتعاون في مجموعة العشرين".
اقرأ أيضا: روسيا تعلن عدم حضور بوتين قمة العشرين بإندونيسيا
وسيرأس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الوفد الروسي إلى القمة -وهي الأولى منذ غزو موسكو لأوكرانيا في شباط/ فبراير الماضي- بعد أن قال الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين مشغول لدرجة لا تمكنه من الحضور.
وقالت روسيا إن أزمة الغذاء العالمية ستشكل جزءا رئيسيا من جدول أعمال القمة في بالي، والتي تأتي قبل أيام فقط من انتهاء سريان اتفاق الحبوب في البحر الأسود في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وتطالب موسكو الغرب بتخفيف بعض العقوبات التي تقول إنها تعرقل صادراتها الحيوية من السلع الغذائية والأسمدة، وترفض حتى الآن الالتزام بتمديد الاتفاق، الذي يسهل صادرات الحبوب من الموانئ الجنوبية لأوكرانيا.
دعوات لإنهاء حرب أوكرانيا.. وطهران تتحدث عن مسيّراتها
موسكو تجدد اتهام أوكرانيا بالسعي لتصنيع "قنبلة قذرة"
اتصال بين وزيري الدفاع الأمريكي والروسي بخضم الحرب بأوكرانيا