رصد الإعلام العبري تعاطي وسائل الإعلام الأمريكية مع التطورات في فلسطين المحتلة، معتبرا أنها "سلبية" فيما أظهر استطلاع جديد أن غالبية يهود أمريكا لا يريدون استخدام المساعدة الأمريكية المقدمة لدولة الاحتلال لتقوية المستوطنات غير الشرعية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بينما تؤيد غالبية مماثلة حل الدولتين لحل الصراع مع الفلسطينيين، مما شكل مفاجأة لليمين الإسرائيلي في دولة الاحتلال ذاتها.
ونشرت صحيفة "معاريف"، نتائج الاستطلاع الذي أجرته منظمة "جي ستريت" و"مؤسسة غابو" لحوالي 800 يهودي أمريكي في الولايات المتحدة.
وأظهر الاستطلاع أن "76 بالمئة يعتقدون أن التوسع الاستيطاني يجب أن يتوقف، و68 بالمئة يطالبون بعدم استخدام المساعدات الأمريكية لتقوية المستوطنات، في حين أن الدعم اليهودي للحزب الديمقراطي لا يزال قوياً، حيث صوّت 74 بالمئة منهم لمرشحين ديمقراطيين، و70 بالمئة أعطوا الرئيس جو بايدن درجة إيجابية عن أدائه في العامين الماضيين".
وأضافت النتائج التي ترجمتها "عربي21" أن "97 بالمئة من الناخبين اليهود يعتقدون أن الرئيس السابق دونالد ترامب وحلفاءه الجمهوريين مسؤولون عن تصاعد معاداة السامية، فيما يعتقد 74 بالمئة أنه يشكل تهديدًا لليهود في أمريكا".
وحسب الاستطلاع، احتلت إسرائيل المرتبة العاشرة من بين 14 موضوعًا تم عرضها على المستطلعين من حيث أهميتها بالنسبة للناخبين اليهود، كما أشارت النتائج إلى أن 4 بالمئة منهم فقط رأوا أنها أحد العوامل الأكثر تأثيرًا على قرارهم بشأن من يصوتون، أما مواضيعهم الرئيسية فهي صورة الديمقراطية الأمريكية، ومسألة الإجهاض.
وكشفت النتائج أن "رئيس حزب الليكود الفائز بالانتخابات بنيامين نتنياهو يواجه نقصا في التأييد بين يهود أمريكا، حيث صرح 59 بالمئة منهم بأن لديهم رأيًا سلبيًا عنه، فيما تؤيد الغالبية المطلقة من اليهود الأمريكيين بنسبة 69 بالمئة الترويج لحل الدولتين مع الفلسطينيين، مع تبادل للأراضي، وتقديم تعويضات للاجئين الفلسطينيين".
كما أظهرت النتائج تأييد حوالي 24 بالمئة من يهود أمريكا فقط ضم الضفة الغربية، و71 بالمئة عودة أمريكا للاتفاق النووي مع إيران، و72 بالمئة لا يوافقون على دعم إيباك للمرشحين الذين رفضوا قبول نتائج انتخابات 2020 لمجرد أنهم يدعمون إسرائيل، وهذه نتائج قد تكلف دولة الاحتلال أثمانا باهظة من خلافها المتوقع مع يهود الولايات المتحدة.
اقرأ أيضا: يهود أمريكا يديرون ظهرهم لترامب.. خطر على "إسرائيل"
وفي السياق ذاته، اعتبرت الصحافة الإسرائيلية أن وسائل الإعلام الأمريكية تقوم بـ"تغطية سلبية" للشأن الإسرائيلي، لا سيما صحيفة نيويورك تايمز، التي شهدت معدل العناوين الأكثر سلبية ضد إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر منذ بداية العام، رغم أنه أكثر الشهور ازدحامًا في الهجمات الفدائية في عام 2022 بأكمله، بأكثر من 380 هجومًا بإطلاق نار ودهس ومتفجرات وإحراق متعمد وزجاجات مولوتوف.
وذكرت ليلاخ سيغان مراسلة صحيفة "معاريف" أن "شهر تشرين الأول/ أكتوبر هو الأكثر الذي كانت فيه نسبة العناوين السلبية عن إسرائيل في "نيويورك تايمز" منذ بداية العام، رغم تعرضها لمزيد من الهجمات المسلحة، لكنها اكتفت بتسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين، فضلا عن كونها لا تلتزم بالتعريف الأمريكي للتنظيمات الفلسطينية بأنها "إرهابية"، وتصف حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله وعرين الأسود بأنها "جماعة مسلحة" أو في الحالة القصوى "ميليشيا".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "تقارير نيويورك تايمز في مضامينها تعتبر هذه الهجمات المسلحة مبررة، لأن هناك احتلالًا، وإسرائيل مخطئة، وتنشر بين حين وآخر مقالات تلخص الأحداث من وجهة النظر الفلسطينية، دون إلقاء نظرة على آثار الصراع على الجمهور الإسرائيلي، وتقتصر في تغطيتها على إظهار تبعات التوتر الأمني على الفلسطينيين، مما يوصل القراء الأمريكيين إلى استنتاج مفاده أن الإسرائيليين لا يعانون من الصواريخ والقبة الحديدية والملاجئ".
وأوضحت أن "نيويورك تايمز تتحدث عن "قتلى فلسطينيين"، وليس إرهابيين، وتنقل عن الفلسطينيين شكاواهم من تسبب النشاطات الإسرائيلية بأنها تخنقهم، في ظل الإغلاقات التي تشكل عقابًا جماعيًا، ولا تسمح بحياة طبيعية في الضفة الغربية، والترحيب بقرار أستراليا عدم الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، وإعراب فلسطينيي48 عن شكاواهم من إجازة عيد الغفران عند اليهود لأن محلاتهم مغلقة، وهذا مزعج للغاية".
والغريب أن هذه الشكوى الإسرائيلية من تغطية وسائل الإعلام الأمريكية للصراع مع الفلسطينيين تتجاهل عقودا طويلة من تبنيها لرواية الاحتلال، واليوم حين يتصدر الفلسطينيون الخلفية في الصحف الأمريكية طوال الوقت، يصرخ الاحتلال من ذلك، الذي يستكثر عليها وصف كل عربي من فلسطينيي48 بأنه "فلسطيني-إسرائيلي"، زاعمة أن هذا الإصرار ينبع من أجندة سياسية، تصل حد اتهام الاحتلال بسرقة وصفات الأكل الفلسطينية، وتستغرب تركيز الإعلام الأمريكي على ذلك.
وتتوقع المحافل الإسرائيلية أن تغطية الإعلام الأمريكي التي توصف بأنها نصف سلبية تجاه الاحتلال خلال فترة حكومة ليبرالية نسبيا، ستكون أكثر عدائية من الآن فصاعدًا عندما تقوم حكومة يمينية كاملة بقيادة شخصيات متطرفة لا يتناسبون مع اليهود الأمريكيين، حيث ستتسم التغطية بأنها سيئة للغاية، بدليل أنها في الأسبوع الأول من نوفمبر نشرت مقالات صادمة وقاسية لا مثيل لها، وفق التعبير الإسرائيلي، خاصة مقال توماس فريدمان بعنوان "إسرائيل التي عرفناها لم تعد موجودة".
"هآرتس": حصار نابلس زاد من شعبية "عرين الأسود"
خبراء إسرائيليون يقرأون زيارة غانتس لتركيا ولقاءه أردوغان
باحثة إسرائيلية: هكذا تستهدف المافيا اليهودية فلسطينيي الداخل