رياضة عربية

حلم "عشاق المونديال" بغزة يصطدم بحصار الاحتلال وشح المال

قال أحد المشجعين: "أنا حزين جدا على ضياع حلم المشاركة في هذا المونديال"- عربي21

ينتظر عشاق لعبة كرة القدم بفارغ الصبر انطلاق مباريات كأس العالم في دولة قطر، لكن الأمر يبدو مختلفا بالنسبة لعشاق الساحرة المستديرة في قطاع غزة المحاصر من قبل الاحتلال الإسرائيلي للعام الـ16 على التوالي.


ومن المنتظر أن ينطلق كأس العالم بنسخته الـ22 في الدوحة الأحد المقبل، حيث يشارك في مباراة الافتتاح منتخبا قطر والإكوادور على ملعب استاد البيت الساعة السادسة مساء.

 

ويعاني القطاع الذي يعيش فيه أكثر من مليوني فلسطيني، من تردي الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والمعيشية جراء حصار الاحتلال المتواصل والمشدد، ما ساهم في زيادة معاناة أهالي القطاع العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، وجعل معظم سكان القطاع في صراع متواصل مع ظروف الحياة المختلفة.


حلم المشاركة يتبدد


وبكثير من الألم والحسرة؛ ينظر عشاق تلك اللعبة من الفلسطينيين في القطاع، إلى عدم مقدرتهم على السفر للمشاركة في حضور المونديال الذي تنظمه الدوحة لأول مرة على مستوى الدول العربية والإسلامية، وهو أكبر حدث عالمي في تاريخ قطر.


وتعتبر لعبة كرة القدم، من الألعاب الجماعية ذات الشعبية الكبيرة لدى قطاعات واسعة من الجماهير الفلسطينية، التي تشجع الكرة المحلية والعربية والعالمية.


الفلسطيني حازم حسين القصاص (37 عاما)، أحد قادة مشجعي كرة القدم بمدينة خانيونس جنوب القطاع، وهو من عشاق الساحرة المستديرة، قال: "أمل وحلم حضور كأس العالم في قطر، راود كل مشجع وعاشق فلسطيني لكرة القدم".


وأوضح في تصريح لـ"عربي21"، أنه عمل مدة عام تقريبا كفلسطيني ضمن برنامج قادة المشجعين العرب، على إبراز الأعمال التي قامت بها قطر لتنظيم كأس العالم.


وذكر القصاص، أن ما حال بينه وبين السفر لحضور المونديال؛ ضعف الإمكانات المادية والأوضاع على المعابر؛ حيث يحتاج البعض إلى عملية تنسيق خاصة للسماح لهم بالسفر عبر معبر رفح البري، وهذا أمر مكلف إضافة إلى الترحيل مباشرة من معبر رفح إلى مطار القاهرة، حال سمح لهم بالعبور.


ولفت المشجع الفلسطيني، إلى أنه يشعر بـ"الألم والصدمة" عندما يتذكر أنه لن يسافر إلى قطر لمشاهدة المباريات والاستمتاع بالتجهيزات الكبيرة التي قامت بها الدولة المنظمة العربية للمونديال.

 

وقال: "أنا حزين جدا على ضياع حلم المشاركة في هذا المونديال".

 

 


اعتزاز فلسطيني بقطر


أما عاشق كرة القدم منذ صغره، الفلسطيني حمدي نبهان (29 عاما) من سكان مدينة غزة، فقد علم أول مرة عن بطولة كأس العالم وهو في سن التاسعة، وكان وقتها تنظيم النسخة الـ17 من كأس العالم، التي أجريت بتنظيم مشترك بين كوريا الجنوبية واليابان، في الفترة ما بين 31 أيار/ مايو و30 حزيران/ يونيو 2002، ومنذ تلك الفترة وهو لا يفوت فرصة متابعة هذه البطولة.


وذكر نبهان في حديثه لـ"عربي21"، أن "كأس العالم لكرة القدم، هو مهرجان عالمي، كلنا يحب متابعته ويحرص على حضوره وحتى المشاركة في فعالياته المختلفة"، معربا عن سعادته لتنظيم دولة عربية لهذه البطولة الكروية لأول مرة في التاريخ، لكنه في ذات الوقت يشعر بشيء من الحزن لبعده عن تلك "الأجواء الجميلة والتنظيم العربي لهذه البطولة".


ولفت نبهان إلى أنه كان يحلم ويأمل مع أصدقاء له في حضور مونديال قطر، لكن العديد من الأسباب حالت دون ذلك؛ منها حصار قطاع غزة وصعوبة إجراءات السفر والتنقل، وضعف الإمكانات المادية، حيث يحتاج السفر إلى قطر وحضور المونديال إلى الكثير من الأموال، وهي غير متوفرة للكثيرين ممن يرغبون في المشاركة، إضافة إلى التزام البعض بأعمالهم التي يعتمدون عليها في حياتهم ولا يستطيعون تركها طيلة فترة المونديال.

 

 


لا تسهيلات خاصة


وقال إن "من خرج من غزة حتى من الإعلاميين للمشاركة والتغطية، كان من خلال مساعدة بعض الجهات"، معربا عن أسفة لعدم وجود "تسهيلات أو تخفيضات خاصة بأهل فلسطين وخاصة سكان غزة المحاصرين لحضور المونديال، والتي لو وجدت لربما فكر العديد من عشاق الكرة بالسفر للدوحة لحضور كأس العالم".


وعن كيفية متابعة مباريات كأس العالم خاصة مع تواصل مشكلة انقطاع الكهرباء، ذكر عاشق الكرة، أنه ربما يتوجه إلى بعض المقاهي لمشاهدة المباريات، أو متابعة بعض القنوات الأرضية التي تنقل بعضها.


من جانبه، أظهر عضو نادي غزة الرياضي، المشجع إسماعيل خضر (50 عاما) سعادة كبيرة لتنظيم دولة عربية صديقة لكأس العالم لكرة القدم، قائلا: "هذا شرف لنا جميعا، وعمل يرفع الرأس"،

 

وأوضح أن عدم سفره إلى قطر لحضور المونديال يرجع إلى ذات الأسباب التي ذكرها نبهان، إضافة إلى "انتهاء جواز سفره الفلسطيني".


وأعرب في حديثه لـ"عربي21"، عن أمله الكبير في نجاح قطر في تنظيم تلك البطولة، والتوفيق لكل المنتخبات العربية المشاركة، في تقديم أفضل أداء خلال البطولة والوصول إلى أدوار متقدمة، متمنيا أن يكون كأس العالم من نصيب دولة عربية أو أفريقية.


وأكد خضر، أن "نجاح قطر الشقيقة، هو نجاح فلسطيني وعربي، وهذا شرف عظيم للجميع، فقطر المحبة والأخوة لم تبخل على شعبنا الفلسطيني".