تواصل
دولة الاحتلال تحريضها على فلسطينيي 48 في كل مناسبة، سواء النشطاء السياسيون، أو
أعضاء الكنيست، وآخرهم الطلاب الفلسطينيون في الجامعات الإسرائيلية، بزعم أنهم
يدعمون العمليات الفدائية وفق ادعاءات أجهزة أمن الاحتلال، والحركات اليمينية التي
تناصب فلسطينيي 48 العداء، وتطالب إدارة الجامعات الإسرائيلية بالضغط عليهم وتقييد حركتهم.
شاي
روزنغارتن، رئيس الجناح الطلابي الناشطين في حركة "إن أردتم" اليمينية
بجامعة تل أبيب، وجه ما قال؛ إنها "رسالة مفتوحة إلى رؤساء الجامعات والكليات
الإسرائيلية، جاء فيها أن ما تشهده الضفة الغربية من هجمات مسلحة تستهدف الجنود
والمستوطنين، تجد لها ساحة خلفية خفية وأكثر هدوءا، تتمثل بالتحريض عليها".
وأوضح
أن "هذه الساحة تتصاعد باستمرار على شبكات التواصل الاجتماعي، وفي جهاز
التعليم الفلسطيني، ووسائل الإعلام العربية، ولكن بشكل مرعب تتصاعد في قلب الحرم
الأكاديمي الإسرائيلي، مما يتطلب من إدارة هذه الجامعات والكليات الأكاديمية وضع
حدّ لها".
وأضاف
في مقال نشره موقع ميدا، وترجمته "عربي21"، أنها "ليست المرة
الأولى، ولن تكون الأخيرة؛ لأننا في الأسابيع القليلة الماضية تلقينا بعض الأمثلة
الصادمة لكيفية تصرف الطلاب الفلسطينيين، الذين يدرسون في المؤسسات الأكاديمية
الإسرائيلية خلال تعقيبهم على الموجة الأخيرة من الهجمات".
وزعم
أن "شعارات الطلاب الفلسطينيين في مدخل جامعة تل أبيب، تركزت على مفردات
"افرحي يا أم الشهيد"، و"منكم جاء قرار الانتفاضة والنصر"،
وفي هذين الحدثين الأخيرين المذكورين، كما في العديد من الأحداث الأخرى التي تم
الكشف عنها في الأشهر الماضية، لم تتخذ أي إجراءات تأديبية بحق أي من الطلاب
المشاركين، مما يعني أن إدارات هذه الجامعات الإسرائيلية تتغاضى عمدا عن هذه
الفعاليات".
اقرأ أيضا: "يديعوت": الفلسطيني الذي يجتاز الشاباك والجيش لا يمكن وقفه
وأشار
إلى أن "تقارير الأمن الإسرائيلي، كشفت أن العديد من منفذي العمليات في
السنوات الأخيرة، كانوا من الشباب والشابات الذين استقطبوا التشجيع والإلهام من
خلال التحريض على المحتوى على الشبكات الاجتماعية، أو في الدوائر الأخرى التي
تعرضوا لها، مما يستدعي من الجامعات الإسرائيلية، الممولة من أموال دافعي الضرائب،
ألا يتخذوا موقفا محايدا من التحريض الذي يحدث في حرمها الداخلي؛ لأنه يعني تشجيعا
عمليا على مزيد من الهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين".
يكشف
هذا التحريض اليميني الإسرائيلي عن حجم التوجهات العنصرية ضد فلسطينيي 48 عموما،
وطلابهم في الجامعات الإسرائيلية خصوصا، مما قد يحمل مع تولي الحكومة الجديدة
إجراءات وردود فعل عنيفة ضدهم، بما في ذلك مطالبة إدارة المؤسسات الأكاديمية اتخاذ
مزيد من التدابير القمعية ضد هؤلاء الطلاب، بما في ذلك فرض العقوبات، مثل الإيقاف
عن الدراسة، وحتى الطرد الدائم، بزعم تحويل الحرم الجامعي إلى بيئة آمنة خالية
من التحريض على المقاومة.
أكثر
من ذلك، فإن اليمين المتطرف الذي يضيق ذرعا بوجود طلاب فلسطينيين في الجامعات
الإسرائيلية، سيستغل وجود حكومة فاشية متطرفة، وتعيين وزير تعليم معاديا للفلسطينيين؛ كي يتصرف بقمعية وإقصاء معهم، في جميع الظواهر المذكورة أعلاه؛ بزعم
أن دولة الاحتلال محاطة بالأعداء من الخارج، وليس لديها ترف السماح بوجود المزيد من
مؤيدي المقاومة داخل جامعاتها ومؤسساتها الأكاديمية.