نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرا للصحفيين ميريام برغر وباباك دهغانبيشه، قالا فيه؛ إن محللين ومسؤولين غربيين قالوا إن أجهزة المخابرات الإيرانية تستهدف الإيرانيين في الخارج بشكل متزايد، مما يزيد التهديدات ضد الصحفيين والمعارضين، في الوقت الذي تكافح فيه لاحتواء انتفاضة شعبية في الداخل.
وفي بريطانيا، حذرت الشرطة مؤخرا من
زيادة التهديدات "الموثوقة" من قبل قوات الأمن الإيرانية ضد اثنين من
الصحفيين البريطانيين الإيرانيين وعائلاتهم، مما أدى إلى توفير مزيد من الحماية لمنازلهم
ومكاتبهم.
وتأتي الحملة في الوقت الذي قالت فيه السلطات
البريطانية؛ إنها وجدت ما لا يقل عن 10 "تهديدات محتملة" لـ "اختطاف
أو حتى قتل أفراد بريطانيين أو مقيمين في بريطانيا، يُنظر إليهم على أنهم أعداء
للحكومة الإيرانية".
قال رئيس المخابرات البريطانية
الداخلية (MI5)، كين ماكالوم، في
تصريحات الأربعاء الماضي؛ إن وكالات الاستخبارات الإيرانية "مستعدة لاتخاذ
إجراءات متهورة" لمهاجمة المعارضين في الدول الغربية، أو لمحاولة استدراجهم
للعودة إلى إيران.
وتتصاعد التهديدات على خلفية
الاضطرابات الواسعة النطاق داخل إيران، وهي انتفاضة أشعلتها وفاة الشابة، مهسا
أميني، في حجز الشرطة في أيلول/ سبتمبر.
وردت السلطات بقمع بعيد المدى، وضرب،
وإطلاق نار، واعتقال المتظاهرين، وحكمت على خمسة متظاهرين على الأقل بالإعدام هذا
الأسبوع.
اقرأ أيضا: مظاهرات ليلية في إيران.. ودعوات لأوسع احتجاج السبت (شاهد)
وقالت سنام وكيل، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز أبحاث "تشاتام هاوس" بلندن؛ إن استهداف الإيرانيين في الخارج "هو سلوك يتصاعد في سياق هذه الانتفاضة".
وقالت؛ "إن ذلك يعكس حقا تصور
الدولة بأن الإيرانيين في الخارج يؤججون المعارضة.. إنهم يشعرون أنهم إذا تمكنوا من إسكات أصواتهم
أو إرسال رسائل قوية إلى هذا الشتات، يمكن أن يتردد صدى ذلك محليا".
وكانت بعض الأهداف الرئيسية لإيران، الصحفيين الذين يعملون في وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية؛ مثل بي بي سي
الفارسية وإيران إنترناشيونال، وقد تعرضت الأخيرة لانتقادات بسبب علاقاتها
المزعومة مع السعودية، المنافس الإقليمي لإيران. واتهم المسؤولون الإيرانيون الوسيلتين
بالتحريض على الشغب و "دعم الإرهاب".
وشجبت شركة فولانت ميديا، الشركة الأم
لإيران إنترناشونال، في بيان صدر في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر، "تصعيد الحملة
التي ترعاها الدولة لترويع الصحفيين الإيرانيين العاملين في الخارج".
قال مدير الأخبار في إيران
إنترناشونال، مهدي باربانجي، في مقابلة الأربعاء الماضي؛ إن وسائل الإعلام التابعة
للحرس الثوري الإيراني، هددت المحطة من قبل، ولكن لم يكن أبدا بهذه الجدية.
وأخبرت الشرطة باربانجي أن مكتب المحطة
في لندن يخضع للمراقبة، وكذلك منازل اثنين من الموظفين. وقال باربانجي؛ إنهم رفضوا
الإدلاء بمزيد من التفاصيل المحددة.
واستدعى وزير الخارجية البريطاني في 11
تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، القائم بالأعمال الإيراني في لندن، وأخبره "أننا
لا نتسامح مع التهديدات للحياة والتخويف من أي نوع تجاه الصحفيين، أو أي فرد يعيش
في المملكة المتحدة".
وفي حوادث أخرى، تعرضت الاحتجاجات
المناهضة للحكومة التي نظمت أمام السفارات الإيرانية للهجوم.
وأفادت وكالة أسوشيتيد برس أن ثلاثة
أشخاص أصيبوا في برلين في 30 تشرين الأول / أكتوبر الماضي، عندما استهدف ثلاثة
رجال مجموعة تحمل لافتات كتب عليها: "الإيرانيون يريدون الديمقراطية"، و
"المرأة، الحياة، الحرية".
في الأسابيع الأخيرة، استخدم الرياضيون
الإيرانيون الأحداث الرياضية الدولية كمنصات للاحتجاج؛ مما أثار مخاوف بشأن
سلامتهم بعد عودتهم إلى إيران.
ولدى الجمهورية الإيرانية أيضا تاريخ
طويل في محاولة خطف أو قتل مواطنيها في الخارج. وكان أعضاء أحزاب المعارضة
والأقليات، أهدافا متكررة.
في تموز/ يوليو 2021، اتهم المدعون
الفيدراليون الأمريكيون أربعة عملاء إيرانيين بالتخطيط لاختطاف الصحفي والناشط
المقيم في نيويورك مسيح علي نجاد.
وفي حالة مروعة أخرى، استدرجت إيران
المعارض المقيم في فرنسا روح الله زم، للعودة إلى البلاد في عام 2019، وأعدم في
العام التالي.
وفي إسطنبول عام 2017، أطلق مهاجمون
مقنعون النار على سعيد كريميان، مدير مجموعة GEM،
وهي مجموعة إعلامية ناطقة باللغة الفارسية.