قدم
علماء من وكالة الفضاء الأوروبية، مشروع دراسة مدتها ثلاث سنوات تهدف إلى معرفة إمكانية
نقل الكهرباء لاسلكياً عبر الفضاء إلى ملايين المنازل في الأرض.
ومن
المرجح أن توافق الوكالة على دراسة تتضمن وضع أقمار صناعية عملاقة في المدار،
يستطيع كل منها توليد نفس كمية الكهرباء التي تنتجها محطات توليد الطاقة الأرضية،
بهدف معرفة جدوى إنشاء محطات طاقة شمسية ضخمة في الفضاء، والجدوى الاقتصادية لهذه الفكرة.
ويعد
البرنامج واحدا من مقترحات عدة ينظر فيها مسؤولو الأبحاث العلمية خلال اجتماع مجلس
وكالة الفضاء الأوروبية في باريس، والذي سيحدد ميزانية المرحلة التالية لخطط
الوكالة لاستكشاف الفضاء والمراقبة البيئية والاتصالات، وفق هيئة الإذاعة البريطانية
"بي بي سي".
وقال
جوزيف أشباتشر، مدير عام وكالة الفضاء الأوروبية، لـ"بي بي سي" إنه
يعتقد أن توليد الطاقة الشمسية من الفضاء قد يساعد "بطريقة هائلة" في
مواجهة نقص الطاقة مستقبلا.
وأضاف:
"لا بد من تحولنا إلى اقتصادات محايدة للكربون، وبالتالي تغيير الطريقة التي
ننتج بها الطاقة، لا سيما تقليل نسبة الوقود الأحفوري في إنتاج الطاقة".
وتابع:
"إذا كان بإمكاننا عمل ذلك من الفضاء، وأنا أقول إذا كان بإمكاننا، لأننا لم
نحقق ذلك بعد، فسيكون هذا رائعا تماما لأنه سيحل الكثير من المشكلات".
ويمكن
الحصول على الطاقة الشمسية بطريقة أكثر كفاءة في الفضاء، نظرا لانعدام الليل والغيوم.
وكانت
الفكرة قد طُرحت منذ ما يزيد على الـ 50 عاما، لكنها كانت صعبة للغاية ومكلفة جدا من
حيث التنفيذ، وربما حتى الآن، لكن العامل الحاسم في تغير الموقف من هذه الفكرة هو
تراجع تكلفة إطلاق الصواريخ، بفضل تطوير صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام وغيرها من
الابتكارات التي طورها القطاع الخاص، فضلا عن التقدم في مجال روبوتات تعمل في
الفضاء وتطوير تكنولوجيا نقل الكهرباء لاسلكيا من الفضاء إلى الأرض.
وتسعى
وكالة الفضاء الأوروبية إلى الحصول على أموال من الدول الأعضاء بغية تمويل
برنامجها البحثي الذي يحمل اسم "سولاريس"، والذي يهدف إلى معرفة ما إذا
كانت هذه التطورات توفر إمكانية تطوير محطات طاقة شمسية في الفضاء يُعتمد عليها،
ورخيصة التكلفة بما يكفي لجعلها مجدية من الناحية الاقتصادية.
وقال
سانجاي فيجيندران، العالم في وكالة الفضاء الأوروبية والمشرف على برنامج سولاريس:
"فكرة الطاقة الشمسية من الفضاء لم تعد خيالا علميا".
وأضاف:
"الإمكانات متوفرة ونحن الآن بحاجة إلى فهم المسار التكنولوجي بالفعل قبل
اتخاذ قرار المضي قدما في مسعى لبناء شيء في الفضاء".
ويتمثل
الهدف الرئيسي لبرنامج سولاريس في تحديد ما إذا كان بالإمكان نقل الطاقة الشمسية
المجمعة في الفضاء إلى شبكات الكهرباء على الأرض، وبالطبع لا يمكن عمل ذلك
باستخدام كابل طويل للغاية، لذا فإنه يتعين إرسالها لاسلكيا باستخدام أشعة ميكروويف.
واستطاع
مهندسون إرسال 2 كيلووات من الطاقة المجمّعة من الخلايا الشمسية لاسلكيا إلى محطات
جمع على بعد أكثر من 30 مترا، خلال تجربة توضيحية في شركة "إيرباص"
للفضاء الجوي في مدينة ميونيخ في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وتمثل
الخطوة تقدما كبيرا في مجال نقل كميات كبيرة من الطاقة عبر آلاف الأميال، وبحسب
جان دومينيك كوست، المسؤول في شركة إيرباص، فإنها لم تبق سوى خطوات صغيرة لتحقيق ذلك.
وقال:
"لم يرصد فريق العلماء لدينا أي عوائق فنية تحول دون الحصول على طاقة شمسية
من الفضاء".
ووصف
راي سيمبكين، كبير العلماء في شركة "إيمرود"، التي طورت نظام نقل الطاقة
لاسلكيا، التكنولوجيا بأنها آمنة.
وقال
لـ"بي بي سي": "الطاقة منتشرة على مساحة كبيرة لدرجة أنه حتى في
ذروة شدتها في بؤرة تركيزها فإنها لن تمثل خطورة على الحيوانات أو البشر".
وكانت
الولايات المتحدة والصين واليابان قد أحرزت تقدما في سباق تطوير الطاقة الشمسية
الفضائية، ومن المتوقع أن تعلن عن خططها الخاصة قريبا.
أمريكا تعود للقمر بمهمة "أرتميس1" غير المأهولة (شاهد)