سياسة تركية

انتقادات تركية لتوقيع مصر اتفاقية بحرية مع اليونان

وزير الدفاع المصري مع نظيره اليوناني في القاهرة خلال توقيع الاتفاقية- حساب القوات المسلحة المصرية عبر فيسبوك
أعلنت القاهرة عن توقيع مذكرة تفاهم، في مجال البحث والإنقاذ الجوي والبحري، مع أثينا، في خطوة أثارت انتقادات أنقرة، بعد أيام من مصافحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي.

وقال المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية، في بيان عبر فيسبوك: "فى إطار دعم علاقات الشراكة والتعاون بين حكومتي مصر واليونان، قام الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي ونيكولاوس بانايوتوبولوس وزير الدفاع اليوناني بتوقيع مذكرة تفاهم في مجال البحث والإنقاذ الجوي والبحري".

وتابع: "أعرب القائد العام للقوات المسلحة عن اعتزازه بعلاقات الشراكة التي تربط القوات المسلحة المصرية واليونانية في مختلف المجالات العسكرية، مؤكدا حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على زيادة أواصر التعاون في مختلف المجالات العسكرية لكلا البلدين الصديقين".

من جانبها انتقدت وزارة الخارجية التركية، التوقيع المشترك، ووصفته بـ"التناقض الخطير"، في إبرام مذكرة تفاهم مع أثينا، في الوقت الذي تدفع فيه الأخيرة، طالبي اللجوء الأبرياء إلى بحر إيجة، وتعرض حياتهم للخطر في انتهاك للقانون الدولي.

وقال المتحدث باسم الخارجية التركية، تانغو بيلغيتش، إن مناطق البحث والإنقاذ في البحر، هي مساحات "خدمة لإنقاذ حياة الإنسان وهذه المناطق ليست مناطق سيادة وفقا للقانون الدولي".

وأشار إلى أن "القواعد المتعلقة بمناطق البحث والإنقاذ حددتها اتفاقية هامبورغ لعام 1979، وأنه وفقا للاتفاقية تلتزم الدول بالتعاون في حالة تداخل مناطق الخدمة مع بعضها البعض"، وفقا للبيان.

وتابع: "مناطق البحث والإنقاذ التي أعلنتها تركيا واليونان في بحري إيجة والمتوسط وأخطرت المنظمة البحرية الدولية بها، تتداخل مع بعضها البعض"، بحسب البيان.

وذكر أن "اليونان تجنبت دائما التعاون مع تركيا بشأن هذه القضية، ورفضت مقترحات الاتفاقية التي قُدمت في الماضي لأن اليونان تزعم أن مناطق خدمة البحث والإنقاذ هي منطقة السيادة وتربطها بمطالبها المتطرفة بخصوص الصلاحيات البحرية"، بحسب قوله.


وقال بيلغيتش إن "هذا النهج لليونان هو موقف غير قانوني يتعارض مع اتفاقية هامبورغ لعام 1979، لذلك فإننا لا يمكن أن نُضفي على مذكرة التفاهم الموقعة بين اليونان ومصر معنى يتجاوز هذه الحقائق"، وفقا للبيان.

وتابع:"من التناقض الخطير أن تقوم دولة اليونان بدفع اللاجئين الأبرياء إلى بحر إيجة في انتهاك للقانون الدولي وتعرض حياتهم للخطر، بالتوقيع على مذكرة تفاهم بشأن البحث والإنقاذ في شرق البحر المتوسط"، بحسب قوله.

وذكر: "في الواقع أن الدافع الرئيسي وراء توقيع اليونان على مذكرة التفاهم هذه هو رغبتها في التغطية على الحقائق المذكورة، ومحاولة اليونان رسم سياستها الداخلية والخارجية في إطار معارضة تركيا هي جهد عقيم لن يؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بها"، وفقا للبيان.

وكان الرئيس التركي قال، يوم الاثنين، إن "مطلبنا الوحيد" من مصر، لتطبيع العلاقات، أن تقول لمن يتخذ مواقف معادية ضدنا في البحر المتوسط: "نريد إرساء السلام في المنطقة".

وأضاف أردوغان بحسب ما نقلت عنه وكالة "الأناضول" تعليقا على لقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الدوحة، يوم الأحد: "قلنا سابقا يمكن البدء بمسار، وهذه كانت بمثابة خطوة تم اتخاذها من أجل بدء هذا المسار".

وقال أردوغان، إن المصافحة التي جرت بينه وبين نظيره المصري في قطر، خلال حفل افتتاح كأس العالم، بوجود أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، كانت خطوة أولى نحو مزيد من تطبيع العلاقات بين البلدين.

وأضاف أردوغان أن تحركات أخرى ستلي تلك الخطوة الأولى من أجل تطبيع العلاقات بين القاهرة وأنقرة.

ولفت الرئيس التركي، إلى أنه يريد أن تكون الاجتماعات مع مصر على مستوى أعلى، في سياق الاتجاه نحو تطبيع العلاقات، وأكد أن الروابط القائمة في الماضي بين الشعبين التركي والمصري مهمة جداً بالنسبة لنا، وقال: "ما الذي يمنع من أن تكون كذلك مجدداً، وقد قدمنا مؤشرات في هذا؟".

وفي القاهرة، صرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، الاثنين، بأن السيسي تصافح مع الرئيس التركي بالدوحة، وقد تم التأكيد المتبادل على "عمق الروابط التاريخية التي تربط البلدين والشعبين المصري والتركي، كما أنه تم التوافق على أن تكون تلك بداية لتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين".