قالت صحيفة "
وول ستريت جورنال"، إن
الصين تواجه
تحديات في تطوير مشروع البنى التحتية "
الحزام والطريق"، في الدول النامية، إذ بات العمال فيه عرضة للهجمات في آسيا وأفريقيا.
وأشار تقرير للصحيفة ترجمته "عربي21" إلى تفجير سيدة لنفسها في نيسان/ أبريل أمام بوابة جامعة كراتشي، حيث قتلت نفسها بعد أن أحرقت حافلة فيها ثلاثة أساتذة للغة الصينية وسائق الحافلة، مشددا على أن هذا الهجوم كان واحدا ضمن عدة هجمات ضد العمال الصينيين العاملين في آسيا وأفريقيا وإشارة على التحديات التي تواجه الصين وهي تضخ المليارات في العالم النامي وتوسع تأثيرها.
وأكدت الصحيفة أن الصين تمثل أفضل فرصة لبناء وتطوير البنى التحتية، في الدول النامية، لكنها واجهت انتقادات بعد أن عمدت إلى توفير قروض غير متوازنة تجعل الدول النامية مدينة دون أن توفر المنافع للاقتصاد المحلي، كما واجهت مخاطر محددة، من عدم الاستقرار السياسي الفعلي إلى المخاطر على الأرصدة الصينية والعاملين في الدول التي أقرضتها الصين.
وقال يان سون، مدير برنامج الصين في مركز "ستيمصن" بواشنطن، إن "الصينيين اكتشفوا حقيقة أن هذه الدول غير مستقرة وبسياسة هشة".
وتتقبل بيجين وجود قدر من المخاطر وهي تحاول تنفيذ مبادرة الحزام والطريق وهي مستعدة للعمل مع الحكومات الشريكة مثل
باكستان لتخفيف التهديدات ضد المعارضة الصينية، كما يقول الخبراء.
ولفتت الصحيفة إلى أن رجال الأعمال والعاملين الصينيين في الدول التي تستثمر فيها الصين أصبحوا أهدافا مفضلة. وينظر للمواطنيين الصينيين بأنهم أغنى من السكان المحليين، وفي بعض الأحيان يحصدون الكثير من ثمار الاقتصاد في المنافع وفرص العمل التي خلقها الاستثمار الصيني.
ففي حزيران/ يونيو اختطف مسلحون تسعة من العمال الصينيين في شمال غرب نيجيريا أثناء عملهم بمنجم، وفي تشرين الأول/ أكتوبر قام بلطجية لم يكشف عن هويتهم بقتل صيني هناك، حسب القنصلية الصينية في لاغوس. وحثت القنصلية؛ الشركات الصينية على استئجار حراسات خاصة وتحصين مناطق عملها.
وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تهمين فيها الصين على صناعة المناجم، عبرت الشركات الصينية عن مخاوفها من زيادة عمليات السرقة والاختطاف في الأشهر الأخيرة، وحثت بيجين السلطات المحلية على زيادة الأمن على الأرصدة الصينية والعاملين فيها.
ويوجد هناك حوالي 440.000 عامل صيني يعملون لشركات تعهد صينية في آسيا، إلى جانب 93.500 في أفريقيا، حتى نهاية العام الماضي، حسب جمعية المتعهدين الدوليين الصينية ومقرها بيجين، كما أحصت جمعية "أوكوس" ومقرها في واشنطن 160 اضطرابا مدنيا في وسط آسيا في الفترة ما بين 2018 ومنتصف 2021 بسبب الصين.
وتعترف بيجين بالمشكلة لكنها لا تريد إرسال جيشها نظرا لسياسة عدم التدخل التي تنتهجها، حسب اليساندرو أردوينو، مؤلف كتاب "جيش الصين الخاص: حماية طريق الحرير الجديد"، وبدلا من ذلك تستخدم الصين تكنولوجيا مثل أساليب التعرف على الوجه واستئجار مزيد من المتعهدين الأمنيين الخاصين.
واختارت الصين باكستان لكي تظهر من خلالها إنجازات مبادرة الحزام والطريق، وهي بلد تقيم معه علاقات عسكرية واقتصادية قوية، وضخت فيه 25 مليارا على مشاريع بنى الطاقة الكهربائية وميناء. وزار رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف بيجين هذا الشهر لأول مرة منذ توليه الحكومة في نيسان/ أبريل والتقى مع الرئيس شي حيث تعهدا بمواصلة الشراكة.
وقال شي حسب بيان وزارة الخارجية الصينية: "تنظر الصين لعلاقتها مع باكستان من منظور استراتيجي طويل الأمد وظلت باكستان أولوية للصين في دبلوماسيتها مع الجيران".
وعبرت بيجين عن قلقها على سلامة المواطنين الصينيين، وتعهدت إسلام أباد بزيادة الأمن على بعض المشاريع واستيراد عربات مصفحة، حسب مسؤولين باكستانيين.
وبعد الهجوم على بوابة جامعة كراتشي، حاولت الصين إرسال عناصر من شركات التعهدات الأمنية الخاصة إلا أن إسلام أباد التي توفر 30.000 جندي لحراسة الصينيين رفضت الطلب.
وكان الهجوم الانتحاري قد استهدف حافلة لمدرسين صينيين عادوا للتو من تناول غذائهم ويعملون في معهد كونفوشيوس، وهو جزء من شبكة لتدريس اللغة الصينية وثقافتها، وأعلن جيش تحرير بلوشستان، الذي يعتبر من أكثر الحركات الانفصالية دموية المسؤولية عن الهجوم.
وفي أيلول/ سبتمبر هاجم مسلح عيادة أسنان يديرها صينيان تربيا في باكستان. وأطلق المسلح النار على الصيني وزوجته وكلاهما في سن السبعين وقتل عامل الخزينة. وأعلنت جماعة مسلحة المسؤولية عنه.
وفي منطقة بلوشستان حيث يقع ميناء غوادار الذي تحدثه بيجين، هناك خطط لبناء مطار. وترسو فيه ثلاث سفن في الأسبوع ويقيم فيه 28 صينيا إلى جانب الطاهي، حسب جانغ باوجونغ، مدير موانئ الصين الخارجية القابضة والتي تدير الميناء. ويقول السكان الذين يعانون من مشاكل عدم توفر مياه الشرب والكهرباء إنهم لم يروا منفعة من توسيع الميناء. وقاد هداية الرحمن بلوش، رجل الدين الذي فاز حزبه في الانتخابات المحلية هذا العام، حملة ناجحة استمرت لسنوات حاول فيها إقناع السلطات المحلية بعدم جرف أجزاء من المدينة لتوسيع الميناء وتساءل "ماذا يعني التطوير، بينما لا توجد كهرباء، وصحة ونحن عطشى؟".
وكانت إسلام أباد تأمل بتحفيز القطاع الصيني الخاص وبناء مصانع، لكن بعد حادث كراتشي قرر الكثير من رجال الأعمال إلغاء استثماراتهم في غوادار، كما قال جانغ.
ويعتبر جيش تحرير بلوشستان منظمة علمانية تتهم الحكومة باستغلال مصادر المنطقة الطبيعية، بدون نفع للسكان المحليين، وجاء في شريط فيديو بعد هجوم كراتشي "شي لا يزال لديك وقت للخروج".
وفي العام الماضي حمل متشددون في شمال البلاد، سيارة بالمتفجرات وهاجموا حافلة كانت تحمل عمالا صينيين كانوا في طريقهم لموقع بناء سد، وقتل في الهجوم تسعة صينيين وأربعة باكستانيين.