كشف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أن الرئيس جو بايدن "يتابع من كثب" التظاهرات في
الصين حيث يطالب محتجون بمزيد من الحريات السياسية وبإنهاء تدابير الإغلاق المرتبطة بمكافحة كورونا.
جاء هذا التصريح في الوقت الذي خرج فيه المئات إلى الشوارع في عدة مدن صينية كبرى نهاية الأسبوع، في تعبير نادر من نوعه عن الغضب الشعبي الذي لقي أصداء لدى المجتمعات الناطقة بالصينية على الصعيد الدولي.
وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي للصحافيين إن بايدن "يتابع المستجدّات من كثب، ونحن أيضاً".
في المقابل، رفض كيربي الإفصاح عن موقف بايدن من المطالب التي يرفعها المتظاهرون قائلا إن "الرئيس لن يتكلم بالنيابة عن المتظاهرين في أنحاء العالم. هم يتحدثون بأنفسهم".
لكنه شدد مع ذلك على دعم الولايات المتحدة لحقوق المتظاهرين، مؤكدا أنه "يجب أن يُسمح للناس بممارسة حق التجمّع والاحتجاج سلميا على سياسات أو قوانين أو أوامر لديهم مشكلة معها".
وفي وقت سابق الاثنين، لمحت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن سياسات الإغلاق المشددة في الصين مبالغ فيها، بينما قال ناطق باسمها: "سيكون من الصعب جداً على الصين احتواء الفيروس عبر استراتيجية صفر كوفيد".
إلى ذلك، نُظّمت تجمّعات في أنحاء الولايات المتحدة، خصوصا في الجامعات، الاثنين تضامنا مع المتظاهرين في الصين.
وتجمّع حوالي مئة شخص، معظمهم طلاب، في واشنطن للمطالبة بمزيد من الحريات وللتعبير عن حزنهم على الأشخاص الذين قتلوا في أورومتشي.
وقال طالب صيني اسمه تشين (21 عاما): "تحت ذريعة كوفيد، يستخدم (المسؤولون) تدابير الإغلاق الصارمة بشكل مبالغ فيه للسيطرة على سكان الصين. إنهم لا يعطون أي قيمة لأرواح البشر".
وأضاف: "قدمت إلى هنا لأعبّر عن حزني".
وفي إشارة إلى التظاهرات في أنحاء الصين، قال طالب آخر يدعى جو (22 عاما): "لم أتخيل أنا وأصدقائي قط بأن تتطور الأمور بهذه السرعة".
ورفع الحاضرون أوراقا بيضاء ترمز إلى الرقابة وهتفوا بشعارات بينها "حرية التعبير! حرية التجمّع! أسقطوا الجدار!".
وخلال المساء، خرجت تجمّعات مشابهة في حرم جامعة كولومبيا في نيويورك وفي جامعة ديوك في كارولاينا الشمالية.
كما تجمّع العشرات في حرم جامعة كاليفورنيا في بركلي حيث هتفوا بلغة الماندارين "شي جينبينغ، تنحى!".
وهتف البعض بالانكليزية "الحرية للصين!"، بينما حمل متظاهر رسما يُظهر شي مع شعار "الموت للدكتاتور"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
والاثنين في واشنطن، تجمّع حوالي 25 شخصا من أقلية الأويغور خارج مقر وزارة الخارجية حيث دعوا الولايات المتحدة وغيرها من الديموقراطيات لتكثيف الضغط على بكين.
وقال أمريكي أصله من الأويغور يدافع عن استقلال شينجيانغ ويدعى صالح هوداير: "نريدهم أن يصدروا بيانا رسميا يدين سقوط قتلى، قتلى من الأويغور، ويدعو إلى الكشف بشفافية تامة عن العدد الحقيقي للقتلى الذين سقطوا".
وأضاف في إشارة إلى التظاهرات في الصين: "نأمل بأن يدعم المجتمع الدولي هذه الاحتجاجات عبر المطالبة بمحاسبة الحكومة الصينية".